الإمارات

رحيل الشاعر الإماراتي راشد بن غانم العصري

رحل أمس الشاعر راشد بن غانم العصري وهو أحد الشعراء المخضرمين من إمارة عجمان الذي كان يحمل في ذاكرته الكثير من القصائد القديمة له ولأصدقائه وزملائه الشعراء، حيث كان يعمل على توثيق وتسجيل القصائد المبعثرة ونسبها لشعرائها الأصليين، إضافة إلى إلقاء القصائد القديمة للشعراء في الأمسيات الشعرية كنوع من التذكير والإخلاص لإبداعاتهم، والشاعر الراحل كان من أعلام الشعر المعروفين على الساحة الإماراتية منذ سنوات طويلة، وهو أحد فرسان جيل لم يبق منه إلا رموز قليلة، وقد عاصر الرعيل الأول من شعراء الإمارات وأخذ عنهم قوة التعبير ورصانة السبك، ويعتبر ديوان شعر متنقل يحفل بأخبار الرجال وقصص التراث.

مسيرة

وكان لفترة قريبة يجول برفقة صديقه المخضرم الشاعر سيف بن حمد بن سليمان «أطال الله في عمره» لإلقاء القصائد والبحث معاً في مسيرة الشعراء، فقد شكل مؤخراً الثنائي خزينة معلومات لرصد وتوثيق الشعر وأسماء الشعراء، وقد يكونان آخر الشعراء المخضرمين الذين ينسجون الشعر النبطي القديم.

ذاكرة

وكان لدى الشاعر الكثير من القصائد المعتمدة على «الذاكرة الشفاهية» حيث كان يحفظ الشعر النبطي القديم الذي كاد يتلاشى بعد أن تطورت وسائل النشر والإعلام فتحولت الشفاهية إلى مدونات مكتوبة، وقد عاش الراحل فترة بجانب الشاعر الراحل حمد بوشهاب، وقد قال الراحل العصري في إحدى الأمسيات عن تلك المرحلة: «وكان بوشهاب أشبه بالمعلم بالنسبة إلينا، وفارق العمر بيننا كبير، وكنا نستمع إليه فقط ولم نكن نستطيع أن نجاريه في الحفظ، وكنا نستغرب بأنه كان يحفظ الكثير ويعرف في الأنساب وغيره مع أنه كان قد تعلم في الكتاتيب».

قراءات

وقد تميزت قراءات العصري التي كان يقدمها من خلال الأمسيات الشعرية واللقاءات بكونها قصائد غير مكتوبة ووردت على لسان عدد من الشعراء الراحلين والتي يعود زمنها إلى أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الفائت، وكان معظم من قالوها ينتسبون إلى جيل الغوص، وقد كانت موضوعات الأشعار في أغلب الأحيان عبارة عن محاورات بين شاعر وآخر تدور في أغراض الغزل والمواضيع الاجتماعية.

كما كان الشاعر الراحل في صدد التجهيز والإعداد لديوان شعري يجمع قصائده الشعرية، وكانت آخر قصائده رثاء أعدها في أخته التي وافتها المنية قبل عدة أشهر وكان يقول فيها «خلني بقبل الدمعه يوم خرن فوق وجناتج.. وانطفت من خدج اللمعة وايقنت راحت مسراتج.. قدر الله ليله الجمعه ينهي الخالق معناتج.. افترقنا من بعد ربعه عند رب العرش ملفاتج».

كما رثت أخته فاطمة بنت غانم بالأمس أخيها بأبيات شعرية تقول فيها: «دمعي يرا معياني وأبكي على الاثنين وأبكي على أخواني وفرقتنا السنين وأدعي لهم بالغفراني وعساهم مسامحين.. في جنة عدناني اثنين متوالفين لسامعين مقالي قولوا بعد آمين الدنيا مالها أماني تغدر بك في الحين».

ملتقى

وقد نشأ الراحل راشد العصري على حبه للشعر حيث عاصر العديد من الشعراء في إمارة عجمان، حيث كانت تتميز هذه الإمارة بالكثير من الشعراء الذين أثروا الحركة الثقافية فيها، ومن بينهم الشاعر راشد سالم الخضر وراشد بن ثاني وغانم العصري وسالم خليفة الظفري، وكانت مجالس هؤلاء الشعراء تشكل ملتقى اجتماعياً كبيراً يهجس بالأدب والثقافة والشعر.

المصدر
البيان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى