القصة الكاملة لرفع الأذان داخل كنيسة بالأقصر
يقول القس “فلوباتير رزق”، كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، والتى نظمت الإفطار الذى رفع فيه الأذان: إن “القبلى قامولا غير أى مكان تانى، ومفيش كلمة تفرقة أصلا بينا وده من زمان جدا” ، مشيرًا إلى أنه منذ قدومه للخدمة بتلك الكنيسة لم يجد سوى المحبة والتعاون بين أهلها، مضيفًا أن هذا الإفطار لا يسمونه مأدبة طعام، بل يطلقون عليه “قعدة محبة” بين أهل القرية، وأنهم يذهبون لحضور عدة موائد إفطار خلال رمضان المبارك، حيث تقيم كل عائلة مائدة لباقى القرية لنشر الحب بينهم.
وأكد أن هذا الأمر اعتادت عليه القرية منذ قديم الزمن، إضافة إلى كونهم يتشاركون الأعياد والأفراح وغيرها، مدللاً على الترابط الموجود بوجود عدد من الجزارين المسيحيين بالقرية، والذين يتعامل معهم المسلمون بصورة طبيعية خلافًا لأى مكان آخر.
وأضاف كاهن كنيسة رئيس الملائكة، دليلاً آخر على كون القبلى قامولا مثالًا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين، وذلك أن أهالى القرية قاموا ببناء كنيسة الملاك فى ذات توقيت بناء مسجد “آل البيه” منذ ما يزيد على مائتى عام، موضحًا أن أهالى القرية تبرعوا لبناء بيوت الله بنوعيها المسيحى والإسلامى، مشيرًا إلى كون القبلى قامولا مثالًا حيًا لكل مصر، معتبرًا أن تواجد الإعلام الكثيف هذا العام ساهم فى توصيل تلك الرسالة، والتى وإن جاءت متأخرة، ولكنها حقيقية، وأن هذا ما ساهم فى وصولها للجميع.
من جانبه أكد “محمد عبد الواسع”، أحد أهالى القرية ومنظمى الإفطار، أن هذا الإفطار يتم عمله سنويًا منذ ما يزيد على 20 عامًا داخل الكنيسة، حيث حدد له الأحد الأخير من رمضان، مؤكدًا أنه يشارك فى تنظيم هذا الإفطار منذ قرابة الـ15 عامًا، وأن الإفطار كان فى البدء محددًا لأهل القرية، ولكنه تم توسعته لدعوة كافة أقطاب العائلات من قرى الأقصر، مفصحًا عن كون تواجد الإعلام هذا العام ساهم فى نشر مائدة الإفطار ورفع الأذان داخل الكنيسة كأنه شيء غير تقليدى، بينما يبدو الأمر اعتياديًا بالنسبة لأهل القرية.
وأضاف أنه يوجد خمس كنائس بقريته إضافة إلى دير تاريخى وآخر فى جبل القرية، ليدلل على كون قريته تحيى تعايشًا سلميًا بين طرفى الأمة يجب أن يتعلم منه الجميع، فضلًا عن كون الأهالى يقومون بإنشاء كنيسة جديدة لتوسعة الإنشاءات بعد تهالك مجمع الكنائس بالقرية، مؤكدًا أن بناء ما يصل لـ70 % من هذا المجمع الكنسى الجديد يعود لمسلمى قريته، وأن هذا ما نشأوا عليه منذ الصغر.
وأشار إلى أنهم فى بداية شهر رمضان، قاموا بجمع الأموال لتزيين شوارعهم بزينة رمضان، بمشاركة من جيرانهم المسيحيين، فضلًا عن كون تركيب فانوس كبير فى بداية الشارع كان مساهمة من اثنين من الأقباط بالشارع، وهما “إيميل لبيب”، و”هيدرا سرور”، معربًا عن سعادته بكونهم البلدة الوحيدة التى لم تسجل أى حادث طائفى على مدار تاريخها، قائلًا: “معندناش ده مسيحى وده مسلم”.
وأوضح عادل الغزالى، عضو مجلس شورى القبائل العربية، أنهم لا يطلقون لقب “مسلم ومسيحى” بينهم فى القرية، بل الجميع مصريون، زاعمًا أن من يريد أن يتعلم علاقة مميزة بين عنصرى الأمة يأتى إلى قريته، فضلاً عن كون الزائرين للقرية لا يستطيعون التفرقة بين المسلم والمسيحى فيها، فضلًا عن كونهم يشاركون الأقباط فى كل أعيادهم.
يذكر أن الأقصر شهدت على مدار شهر رمضان، عددًا من الفعاليات التى تشارك فيها المسيحيون مع المسلمين فى الاحتفال بالشهر الكريم، حيث أعد “رمزي عجايبى”، أحد رجال الأعمال مائدة إفطار طيلة الشهر الكريم بشارع التليفزيون بمدينة الأقصر، فضلًا عن كونه يشارك الصوم وتناول الإفطار مع عمال شركته، كما علق القمص “مينا جاد جرجس”، راعى كنيسة السيدة العذراء، فانوس رمضان على شرفته بمدينة إسنا، فى عادة سنوية اشتهر بها منذ 30 عامًا.