زاد وزنه 24 كيلو غراماً كي يحصل على مقعد في الصفوف الأمامية بكأس العالم.. أغرب قصص المشجعين في روسيا
يقوم المشجعون البيرُوفيون بجهود جبارة من أجل حضور كأس العالم، حيث وصل بهم الأمر إلى النوم على الأرض في روسيا. وتعمّد أحد هؤلاء المشجعين زيادة وزنه بمقدار 24 كيلوغراماً، من أجل الحصول على تذكرة في الأماكن المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. وبحسب ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، لقد قام المشجعون في البيرو بأشياء مجنونة على غرار بيع سياراتهم، الاستقالة من وظائفهم، وقطع رحلة لمدة 64 ساعة من أجل مشاهدة منتخب بلادهم في أول مشاركة له في كأس العالم منذ 36 سنة.
القصة الأغرب..
لكن هناك قصة واحدة تشد الانتباه عندما يتعلق الأمر بـ”غزو” البيرو لروسيا. وقال غييرمو إسبينوزا، وهو مدرس لغة إنكليزية من العاصمة ليما: “هناك رجل كان خائفاً من عدم الحصول على تذكرة لحضور مباراة البيرو، ما دفعه إلى محاولة زيادة وزنه بحوالي 24 كيلوغراماً. وبهذه الخطوة، تمكن من طلب التذكرة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، التي يعتبر منحها سهلاً لمن تتوفر فيهم الشروط. ويتميز هذا المقعد الخاص بالراحة والاتساع، كما أنه يضمن للمشجع مشاهدة المباراة من موقع مميز”. تعكس هذه القصة الغريبة ما تعنيه هذه المشاركة في كأس العالم بالنسبة لشعب البيرو، الذي سافر بأعداد كبيرة إلى روسيا، وملأ شوارع بأكملها في العاصمة موسكو وفي مدينة سارانسك، التي سيواجه فيها منتخبهم الدنمارك في أول مباراة له السبت 16 يونيو/حزيران. وانتشر المشجعون البيروفيين في كل مكان، متميزين بقمصانهم البيضاء وأوشحتهم الحمراء.
حتى أنهم أقاموا “البولادا”..
وقال المدرس إسبينوزا: “قدم البعض إلى روسيا بميزانية لا تتجاوز 1000 يورو، حيث يكتفون بتناول البسكويت في النهار، وينامون في الليل على الأرض. ومن أجل مشاهدة مباراة فرنسا، يركب المشجعون القطار في رحلة تدوم 32 ساعة نحو مدينة إيكاترينبرغ، نظراً لأن هذه الرحلة مجانية”. وتابع: “هناك أشخاص استقالوا من وظائفهم نظراً لأن القانون ينص على حُصولهم على منحة مالية خاصة إثر مغادرتهم للعمل بعد سنوات خدمة طويلة. كما أن كثيرين آخرين أقاموا “البولادا”، وهي عادة في البيرو تتمثل في استضافة الناس في البيت وطبخ الدجاج لهم وتقديم المشروبات مقابل الحصول على تبرعات مالية”. من المدهش أن “البولادا” في البيرو تقام عادة عندما يحتاج الإنسان للأموال بشكل طارئ لإجراء عملية جراحية أو لدفع مصاريف الدراسة. ولكن في الوقت الراهن، يعتقد المشجعون أن حضور أول مشاركة لمنتخبهم في كأس العالم منذ سنة 1982 لا يقل أهمية عن التعليم والعلاج. وقال رودريغو فيراستيغي، الذي يدق على الطبل في ملعب البيرو خلال مباريات المنتخب: “لقد حضرت إلى هنا مع والدي ووالدتي وزوجتي، وأحضرت أيضاً ابني البالغ من العمر أربع سنوات، نظراً لأنني لا أعرف ما إذا كانت البيرو ستترشح مرة أخرى لكأس العالم”.كشفت الفيفا هذا الأسبوع أن 43.583 تذكرة تم بيعها في البيرو، ليكون ترتيبها هو الثامن من حيث عدد المشجعين الذي سيحضرون كأس العالم، على الرغم من أن المدرس إسبينوزا يعتقد أن العدد الحقيقي للمشجعين الذين سافروا لروسيا هو الضعف. وقال إسبينوزا: “أعتقد أن 80 ألف بيروفي موجودون هنا، نظراً لأن هناك العديد من المشجعين الذين لا يحملون جواز سفر بيروفي، ولكن جاؤوا من دول أخرى في أوروبا. كما أن كثيرين هاجروا من بلدنا خلال فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات بسبب الأزمة الاقتصادية والإرهاب”. تحظى كرة القدم بمتابعة كبيرة في البيرو، إذ من المنتظر أن تشهد البلاد شللاً تاماً خلال توقيت المباراة ضد منتخب الدنمارك. وقد ذكرت تقارير سابقة أن 687 ألف بيروفي كانوا قد تقدموا بطلبات للحصول على تذاكر، لحضور المواجهة الحاسمة في ملحق تصفيات كأس العالم ضد نيوزيلاندا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، التي فاز فيها منتخب البيرو في ليما بنتيجة هدفين نظيفين، ليطلق العنان لاحتفالات هستيرية في صفوف الجماهير. وقال أنخيل كارينا، وهو مشجع من ليما: “في كل مرة لم نترشح فيها لكأس العالم شعرنا بألم كبير نظراً لأننا مولعون جداً بهذه اللعبة. لذلك، نتصرّف في الوقت الراهن، بعد 36 سنة من الغياب، بجنون. لقد بعت سيارتي لأكون هنا، كنت أمتلك سيارة من طراز “موستانج جي تي”، وفرطت فيها لأن فرصة الحضور إلى هنا تتاح مرة واحدة في العمر”. وعلى الرغم من أن المشجعين سافروا كل هذه المسافة من أجل تسجيل عودتهم لأكبر محفل كروي في العالم، خاصة بعد أن تفوقوا في التصفيات على غريمهم التقليدي الشيلي، إلا أنهم لم يأتوا إلى روسيا لمجرد المشاركة، بل كان هناك تفاؤل كبير بشأن ما ستقدمه هذه المجموعة بقيادة المدرب ريكاردو غاريكا، خاصة وأن هذا الفريق لم ينهزم في آخر 15 مباراة له، ما يجعل البيروفيون يعتقدون أنه قادر على المرور للدور الثاني. وربما سيكون أكبر تحدّ أمام المشجعين البيروفيين في هذه الدورة هو التحكم في مشاعرهم، أثناء وجودهم في الملعب. وقال إسبينوزا: “ستروْن أنه أثناء عزف النشيد الوطني، سيبكي 50 بالمائة من البيروفيين. لدي صديق يشعر بقلق كبير من ردة فعله أثناء عزف النشيد، لأنه يعاني من مرض في القلب. فقد قالت زوجته إنه خضع خلال الفترة الأخيرة لعلاج بالأدوية حتى يصمد قلبه أثناء عزف النشيد”.