العراق…بيع الجثث مقابل 5 آلاف دولار للجثة الواحدة
بعد إعلان انتهاء العمليات العسكرية في ديسمبر/كانون الأول لعام الماضي من قبل الحكومة العراقية، بقيت المئات من جثث الضحايا من الأهالي القتلى من الدواعش تحت ركام الأبنية، التي انهارت نتيجة الحرب بين القوات العراقية والتحالف الدولي ضد #داعش في الموصل.
الحملات التطوعية لإعادة الحياة إلى مدينة #الموصل القديمة بدأت منذ عدة أشهر، بانتشال الجثث من نهر دجلة مرورا برفعها من تحت ركام الأبنية، والتي هي بحاجة إلى آليات من أجل إدامة العمل بذلك، أما الغريب في الموضوع هو بيع تلك الجثث إلى أهاليها.
وفي هذا الإطار كشف مصدر أمني مسؤول في محافظة نينوى طلب عدم الكشف عن اسمه، عن قيام عدد من الفرق الناشطة التي تقوم برفع الجثث من مدينة الموصل القديمة، ببيع جثث عناصر تنظيم داعش لذويهم مقابل مبالغ مالية تصل إلى خمسة آلاف دولار مقابل الجثة الواحدة.
وأضاف المصدر أن التحقيقات جارية من قبل الجهات الأمنية لمعرفة من يقف خلف ذلك، مشيراً إلى كشف خيوط ودلالات لمسؤولين من المحافظة، والذين يقومون بتسهيل مهمة البيع مقابل عمولات مالية، مبيناً أن سعر الجثث تتراوح ما بين الألفين إلى خمسة آلاف دولار تباعاً لهوية وأهمية صاحب الجثة.
وتابع المصدر، أن هناك مخاوف من دخول مهربي الآثار إلى الموصل القديمة بحجة الفرق التطوعية، للقيام بسرقة الآثار وتهريبها، داعياً الحكومة إلى وضع ضوابط والإشراف على تنظيف تلك المناطق من آثار الخراب والدمار الذي خلفته الحرب ضد داعش، بغية منع التهريب والسرقات.
وكان قد كشف مسؤول محلي في الموصل، عن سرقة الآثار والأموال من الجانب الأيمن من مدينة الموصل، مضيفاً أن بعض المنظمات والجهات المرتبطة بمسؤولين حكوميين نهبت آثارا من كنائس مسيحية وأخرى في منازل أثرية وأموالا بعضها يعود لتنظيم #داعش من داخل الموصل القديمة في الجانب الغربي بدعوى رفع الجثث، مبيناً أن رجال دين مسيحيين أبلغوا عن فقدانهم أغراضا مهمة وباهظة الثمن كانت موجودة حتى قبل أسابيع قليلة.
وكان مدير بلدية الموصل، دريد حازم، قد حذر من انتشار وباء الطاعون لوجود مئات الجثث تحت أنقاض المنازل المدمرة. مبيناً أنه تم انتشال أكثر من 5000 جثة إلى الآن طيلة الأشهر الستة الماضية بعد انتهاء العمليات العسكرية، موضحاً أن الجثث بدأت تتفسخ في نهر دجلة ما يشكل خطراً بانتشار الطاعون بشكل أوسع لاعتماد السكان بشكل رئيسي على مياه النهر للشرب.
وتنقسم مدينة الموصل إلى جانبين، أيسر وأيمن، يتوسطهما نهر دجلة، إذ شهد الجانب الأيمن دمارا كبيرا نتيجة تمركز القيادات وعناصر تنظيم داعش فيه، والذي أدى إلى رفع حدة العمليات العسكرية التي استمرت لنحو خمسة أشهر في هذا الجانب.
وتجاوز عدد أهالي أيمن الموصل الذين كانوا يقطنونه خلال الحرب أربعة عشر ألف نسمة، ما يعني أن هناك الكثير من العمل لانتشال باقي الجثث.
وكانت الحكومة العراقية قد شكلت فرقا من الدفاع المدني لرفع جثث الضحايا لكن التخصيصات المالية لم تكن كافية لاستمرار العمل، ما استدعى لمشاركة متطوعين من أهالي الموصل والمحافظات العراقية من أجل ذلك.