منوعات

مزارعو غزة يبدؤون جني “الذهب الأحمر”

عربي تريند_ بالاستعانة بحبل متين، يبدأ مزارعو غزة تسلق قمم أشجار النخيل المزينة بعناقيد البلح الملقبة بـ”الذهب الأحمر”، لقطفها في موسم يرجون فيه حصادا وفيرا يساهم في إعالة أسرهم التي تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة.
وفي أرض زراعية تضم نحو 80 شجرة نخيل بمدينة خانيونس جنوبي القطاع، يحمل المزارع نعيم الأسطل (53 عاما) بعناية العناقيد المقطوفة للحفاظ على حبات البلح ثابتة في مكانها.
وتعد هذه الحرفة مصدر رزق “موسميا” لعائلة الأسطل المكونة من 9 أفراد، وغيرهم من المزارعين والحرفيين الذين يعملون بها.
وتفتح وزارة الزراعة في قطاع غزة سنويا هذا الموسم أواخر سبتمبر/أيلول وأوائل أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.

حرفة متوارثة
الأسطل ورث حرفة زراعة النخيل، التي يعمل بها منذ أكثر من 40 عاما، عن آبائه وأجداده، فيما يطمح إلى توريثها لأحفاده.
ويقول إن عمر أكبر شجرة في أرضه يفوق 80 عاما، إذ يعطي ذلك دلالة على أهمية شجرة النخيل بالنسبة إلى الفلسطينيين، وفق قوله.
وأوضح أن أبناءه يعكفون على مساعدته في العناية اليومية بأشجار النخيل وتسميد الأرض وتقليبها وتعشيبها.
وأشار إلى أن هذه المهنة توفر أيضا فرص عمل لمزارعين آخرين وحرفيين، لكنها تبقى أقل من تلك الفرص التي توفرها مواسم زراعة وجني المحاصيل الأخرى.

تكافل واستخدامات
ولا يكاد يمر موسم إلا ويرسل فيه الأسطل العناقيد التي تحمل الحبات الحمراء إلى عدد من أقاربه والعائلات الفقيرة التي تعجز عن شرائه.
وقال إن هذا الموسم يعزز حالة التكافل الاجتماعي والمودة بين السكان، حيث يتم فيه عادة توزيع هذه العناقيد من دون مقابل مادي.
وعن نصيبه من الحصاد، يقول الأسطل إنه ينتظر تحول حبات البلح إلى رطب طرية، لما لها من فوائد كبيرة تعود على صحة الإنسان.
ويحتوي الرطب على “معادن وفيتامينات متعددة، مثل البوتاسيوم والكالسيوم والحديد”، بما يساهم في تنظيم ضغط الدم وتحسين صحة العظام والأسنان، وغيرها من الفوائد.
كما تحول العائلة جزءا من هذه الحصة إلى عجوة البلح، لاستخدامها في صناعة الكعك والمعمول الخاص بالمناسبات، لا سيما الأعياد.
فيما يعكف بعض التجار والعائلات على تجفيف هذه الثمار عبر الأفران لتحويلها إلى تمور، وفق قوله.
وأشار إلى أن بعض السكان والمزارعين يستخدمون أعواد البلح في صناعة المكانس اليدوية (القديمة)، أو في إشعال النيران بغرض الطهي.

محصول إستراتيجي
متحدث وزارة الزراعة في غزة محمد أبو عودة، وصف محصول البلح بـ”الإستراتيجي على مستوى الوطن والقطاع”، قائلا إن هذا الموسم يستمر لـ”نحو شهر بدءا من أكتوبر”.
وأوضح أن عدد أشجار النخيل في القطاع يبلغ نحو 240 ألف نخلة، منها 180 ألفا مثمرة.
وذكر أن وزارته تتوقع بأن يصل إنتاج البلح هذا العام نحو 15 ألف طن، لافتا إلى وجود زيادة عن العام الماضي في الكميات المنتجة.
وأوضح أن التغيرات المناخية أثرت العام الماضي على تلقيح ثمار البلح، حيث تعرض للفشل ما انعكس سلبا على الكميات المنتجة.
وأشار إلى أن قطاع غزة فقد نحو 30-35% من محصول العام الماضي، جراء فشل عملية التلقيح بفعل تغير المناخ.

تسويق وفرص عمل
متحدث وزارة الزراعة قال إن تسويق محصول البلح يتم في عدة اتجاهات، من بينها عرضها في أسواق الضفة الغربية.
وأضاف: “ربما يتم عرض نحو ألف طن من البلح (الرطب) في الضفة الغربية، فهناك فرصة تسويقية لذلك”.
وذكر أن ثمار البلح تعرض في الأسواق المحلية إما كـ”ثمار طازجة، أو بعد تحويلها إلى رطب، أو يتم تخزينها في الثلاجات لطرحها في الأسواق بعد انتهاء الموسم في فصل الشتاء”.
كما يتم استخدام هذه الثمار في الصناعات التحويلية التي تعتمد بالأساس على البلح كـ”صناعة العجوة، أو المعجنات، أو المربى”.
وأشار إلى أن موسم النخيل يعد من المواسم الزراعية الرئيسية في قطاع غزة، والتي يعمل بها عدد كبير من المزارعين والعمالة سواء على مستوى القطاف أو الصناعات التحويلية أو الخدمات المساندة، وفق أبو عودة.
وختم حديثه قائلا: “كلما كان موسم حصاد البلح جيدا، فتح آفاقا وفرصا تشغيلية على مستويات مختلفة”.

(الأناضول)

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى