فظائع مسلسلات رمضان.. دماء وحشيش وسكران في مسجد
سفكت كمية كبيرة من الدماء في مسلسلات رمضان هذا العام، خاصة تلك التي تناولت قضايا الثأر والإرهاب والعنف. ولا يكاد يمضي يوم حتى يشيع جمهور مسلسل أحد المشاركين فيه، حتى إن بعض الأعمال العربية كلما ضاقت عليها الحبكة الدرامية اضطرت للقتل كخيار لا مناص منه، طالما أن البطل سيبقى حياً يرزق حتى نهاية المسلسل في الحلقة (30).
وطالما أن هذا الموت يأتي من ضمن سياق القصة، وفي إطار درامي، فإن المخرج ومنتج ومؤلف العمل سيجدون المبررات الكافية لإقناع المنتقدين بأن كل ما يحدث مدروس ضمن السياق الدرامي، ولكن غيرُ المقبول بالنسبة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر هو السقوط في فخ التجاوزات اللفظية أو المشاهد التي تحتوي على إيحاءات خادشة تمس القيم الدينية والاجتماعية.
ففي الرصد الدرامي الأخير الذي أجراه المجلس، حدد 19 معياراً للمخالفات تمثلت في “السب والقذف”، “ألفاظ سوقية مبتذلة”، “نقد سلبي”، “الحض على الكراهية”، “تهكم وسخرية”، “مشاهد عنف”، “إيحاءات جنسية”، “مشاهد خادشة للحياء”، “التدخين والمخدرات وشرب الخمر”، “عدم احترام القوانين”، “تمجيد الجريمة والبلطجي”، “استهزاء بالدين والدجل والأعراف”، “مشاهد مضرة بالأطفال”، “عدم احترام اللغة العربية”، “إهانة مؤسسات المجتمع”، “ترويج الجريمة”، “إهانة الأم”، “إهانة الأب/ الزوج”، “تشويه صورة المرأة” و”إهانة الدول الشقيقة”.
ورغم أن أغلب الأعمال الدرامية لعام 2018 احتوت على مخالفة واحدة على أقل تقدير، وفق ميزان مجلس الإعلام المصري، إلا أن بعض المخالفات أتت بدائية مثل: “وجود حوارات بلغة أجنبية في مسلسل ” #لعنةكارما ” للفنانة #هيفاءوهبي دون شريط ترجمة للعربية.
وكذلك في مسلسل “ممنوع الاقتراب أو التصوير” كانت المخالفة أن الضابط قال لصاحبة الفندق: “بس يا روح أمك”، أما في عمل “خفة يد” فرصد التقرير في أحد المشاهد أن الممثلة قالت لأخرى: “يخرب بيت وزنك”!، وحدث ولا حرج في تكرر عبارات “كلب وحمار” في أكثر من عمل عدا مشاهد الشيشة، وحدد المجلس غرامة مقدارها حوالي 14 ألف دولار عن كل لفظ مسيء في الأعمال.
في المقابل، عد البعض أن التوقف عند هذه المخالفات فيه نوع من المبالغة التي تضيق الدائرة على العمل الإبداعي الذي يستمد قصته وحواراته من صميم المكان في أغلب الأحيان.
وفي هذا السياق، وبعد مرور نحو 3 أسابيع من بداية الموسم الرمضاني دخل مسلسل “فوق السحاب” من بطولة هاني سلامة وستيفاني صليبا وإبراهيم نصر وإخراج رؤوف عبدالعزيز، دائرة الخطر والتهديد بالإيقاف والمنع، لأن المسلسل احتوى على مشاهد تدخين ومخدرات وحوارات صادمة، في أحدها يوبخ الأب ابنه لعدم إحضاره حشيشاً إلى المنزل.
وبحسب تقرير المجلس الأعلى للإعلام الذي رصد مشاهد منافية للقيم في المسلسل منها: “مشهد يشتري فيه الأب الحشيش ويعلن عن تسعيرته، ويدعو ابنه لشرب الحشيش معه”، وفي مشهد آخر يدخل فيه المسجد وهو سكران، كما نوه المجلس بأن “الأب يظهر في جميع الحلقات وهو يشرب الجوزة ويتعاطى المخدرات”.
ووفقاً لهذه المخالفات التي وردت في #فوق_السحاب فقد تم توجيه إنذار أخير إلى الشركة المنتجة والقناة التي تبث المسلسل بضرورة حذف المشاهد المتضمنة ترويجها المخدرات والتدخين من الحلقات الباقية، ومراجعة الحلقات وإعادة المونتاج الخاص بها، وحذف جميع المشاهد من الحلقات السابقة، وعدم إعادة عرض المسلسل طبقاً للمادة الأولى.
وتنص المادة الثانية على إيقاف بث المسلسل في حال عدم الالتزام، ثم تطبيق المادة الثالثة التي تختص بمخاطبة الجهات المختصة لتنفيذ هذا القرار.