المغرب العربي

غزة مصنع الرجولة: طوفان العزة وغربلة الدول والنخب!

عربي تريند_

صدق أو لا تصدق، فعلها شعب غزة، بشبابه وكهوله وأطفاله، تصدوا كالطوفان الهادر للظلم والحصار والخناق، الذي يشتد عليهم عاما بعد عام، تصدوا لإجرام الصهاينة في بلد مفتوح على الديانات ومتعايش مع كل خلق الله، لكن احتلال الأرض وهتك العرض وتدنيس المقدسات، والتنكيل بالأطفال وسجنهم، فاق كل الحدود، وجاء أكتوبر/ تشرين الأول المجيد، التاريخ الذي ستخلده الشعوب العربية، السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، الذي أعاد الأمل والكرامة للشعوب العربية المقهورة، لكن هل سيزيله الصهاينة من رزنامتهم؟
تساءل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما تساءل الكثيرون عن مدى تفاعل النخب المغاربية والعربية مع «طوفان غزة»، وشجبوا مواقف بعض الأنظمة العربية ومؤسساتها الرسمية من اجتياح «غزة» على كل المنصات والمواقع. ثم ماذا عن تنبؤات ليلى عبد اللطيف، التي بقيت ترعب العالم العربي، وهل رأت حلما أم كابوس «غزة»؟!
المنظر مهيب لحد القشعريرة والبكاء، منظر فلسطينيين يعودون لأراضيهم بعد 80 عاما من التهجير «يا جماعة يصرخ أحد الرجال بحشرجة في الصوت وبكاء، أراضينا المحتلة يا جماعة: «أراضينا رجعتلنا، رجعنا للأرض، بعد ثمانين سنة رجعنا، الله أكبر الله أكبر». مقطع فيديو تناوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وعلق عليه «إحسان عبد المومن على صفحته على فيسبوك: «هل يشاهد المطبعون هذه المشاهد، التي تذوب لها الجبال، هل يشعرون بآلام هؤلاء، أم أنهم خشب مسندة»؟ الكثير هم كذلك، لكن هناك شذوذا كبيرا عن قواعد طغيان التطبيع.

هبة شعبية موريتانية

موريتانيا الرسمية وغير الرسمية تساند «غزة»، وحسب «تجكجة أنفو» فإن «أحزاب ومنظمات موريتانية تعلن تعاطفها التام مع غزة بعد إطلاق عملية «طوفان الأقصى»، حيث عبر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية عن تضامنه مع الأخوة في فلسطين وغزة خصوصا، كما طالب حزب الصواب القوى الوطنية الموريتانية أن تهب على الفور لدعم المقاومين الفلسطينيين في خنادقهم الجسورة، داعيا الأحرار في العالم للوقوف الحازم إلى جانب صولة المجاهدين الفلسطينيين ومؤازرتهم سياسيا وإعلاميا».
وبالمثل دعا «الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني» الشعب الموريتاني بكافة أطيافه إلى «أن يهب دعما وتبرعا ونصرة للمقاومة في هذه الملحمة المصيرية، التي تخوضها نيابة عن الأمة».
ويضيف موقع «تجكجة أنفو» على لسان «الرباط الوطني»: «هذه المعركة المباركة أسقطت كافة مشاريع التطبيع والخيانة التي انخرطت وتنخرط فيها بعض الأنظمة العربية والإسلامية».
وكتب أكبابه حمدي: «نبارك لأنفسنا ولكل الأمة الإسلامية هذا الإختراق الغزاوي للأراضي المحتلة، الذي قامت به كتائب العزة والكرامة الفلسطينية، ونطالب الدولة الموريتانية بإرسال إمدادات عسكرية وطبية ومادية لإخواننا في غزة العزة. كما نجدها فرصة لطلب التجنيد الإجباري لجميع الشباب الموريتاني، كما نطالب جميع الخيرين بفتح حملات التبرع لصالح الإخوة في غزة وفلسطين. يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم».
هكذا هي الشعوب العربية، رغم ما تعيشه من ظروف سياسية واقتصادية، وحتى أمنية سيئة، لكنها لا تساوم في «أولى القبلتين» وقلوبها معلقة على أسوار الأقصى، ومستعدة لتدفع بالروح، وهو أغلى ما يملكه الإنسان للدفاع عن قضية فلسطين العادلة. هذه الرغبة نجدها لدى كل الشعوب العربية، لو يفتح لها مجال التعبير والفعل.

البشارة من تونس

نقرأ على صفحة «حزب التحرير»: « بيانا صحافيا، يقول «يا جيش تونس الأبي، لا تتخلفوا عن واجب إزالة الكيان الغاصب، فأبطال فلسطين هزوا كيانه فانصروهم وحطموا أركانه».
ويضيف: «إن ما يجري اليوم في الأرض المباركة، إنما هو صورة استباقية لما ينتظر هذا الكيان المسخ على أيدي المخلصين من أبناء المسلمين، في يوم مشهود لعله بات قريبا، متى تحركت الجيوش الرابضة في ثكناتها، فقد أصبحت الصورة واضحة تمام الوضوح لحقيقة «هذا الجيش الذي لا يقهر» وكونه ليس ضعيفا أو جبانا فحسب، بل هو فاشل استخباراتيا وميدانيا وعاجز عن مواجهة جماعات مسلحة صغيرة، فضلا عن جيش نظامي، ما جعله في مستوى الفضيحة الدولية.»

غزة تقض مضجع التطبيع الناعم

ليت الأمر توقف عند التطبيع السياسي، بل تعداه للتطبيع الثقافي، وهدنة النخب العربية، مقابل «الجوائز» والمكافآت من حكومات وأنظمة مطبعة. كتب عبد الكريم يانينة على صفحته على فيسبوك: «نعرف واحدا متخصصا في الأدب والكتابة الأدبية، لكنه يمتنع عن تمجيد المقاومة الفلسطينية، خوفا من اقصائه من جائزة «نوبل» أو «البوكر»!
كما تساءل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن موقف المطبعين العرب عما يحدث في غزة، ومثلما «كذب المنجمون ولو صدقوا، «كذب المطبعون ولو صدقوا»، مثلما نقرأ على صفحة الأستاذ مولدي لحمر، فكتب مقلاتي لعمري «كذب المطبعون، الخزي والعار للمطبعين، الصفعة الأقوى على وجه الصهيونية والإهانة الأكبر للمغرورين المتصهينين مجرمي الحرب نتنياهو وبنغفير. عشنا أكتوبر الأحمر وثورته وعشنا أكتوبر خط بارليف وعبوره، واليوم نعيش أكتوبر عبور السياج الإسرائيلي، الذي يساوي خط بارليف من حيث الأهمية. إنه النصر في الحالتين، ألف تحية للشعب الفلسطيني، الذي لم يرضخ.»
وخارج أنغام التطبيع، التي أصبحت تنشر من خلال المنظومات الناعمة، تأتي البشارة من تونس، ومن وزارة التربية تحديدا، التي نشرت على صفحتها على فيسبوك أنها: «تدعو كل المؤسسات التربوية على امتداد الساحة الوطنية إلى رفع العلم الفلسطيني وتحيته إلى جانب العلم التونسي وبث النشيدين الوطنيين التونسي والفلسطيني، وذلك بداية من يوم الإثنين، بحضور كافة التلاميذ والأسرة التربوية، وذلك لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة أمام دمار الاحتلال الصهيوني». والفرحة كانت بسوق الحوت في المنستير، حيث ارتدى الباعة «تيشرتات» عليها علم فلسطين وعلى أنغام «دمي فلسطيني»، يهتفون بـ»طوفان غزة».
وفي المغرب مسيرات داعمة للقضية الفلسطينية، كما حدث في «تطوان»: هتافات الشعب يريد تحرير فلسطين وركز البعض، بسخرية على تنبؤات ليلى عبد اللطيف، ونقرأ في هذا الشأن على صفحة «تونسي ومن حقي أن أعيش»: « ليلى الشوافة متاع لبنان وإنت تتنبئي ماشفتيش فلسطين… يكب كبوبك أنت وعروفاتك، الشوافة، أو المبصرة، مثل شاهد ما شفش حاجة، شاهد ومطنش أو مرغم على التطنيش»!

كاتبة من الجزائر مريم بوزيد سبابو

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى