اعتقال 31 مجاهراً بالإفطار في رام الله يثير ضجة فلسطينية
أثار إعلان الشرطة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عن اعتقال 31 شخصاً (أفرج عنهم لاحقاً) لما قيل إنه لعبٌ القمار والإفطار ضجة وردود أفعال كبيرة بين الفلسطينيين على “فيسبوك”.
ووفق المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات، في بيان صحافي، فإن العديد من البلاغات من مواطنين فلسطينيين محتجين وردت لغرفة عمليات شرطة رام الله تفيد بوجود عدد كبير من الأشخاص يلعبون القمار، ويزعجون المواطنين، وينتهكون حرمة شهر الصوم داخل مقهى، وعليه تم تحريك قوة من الشرطة، وعند وصولها تبين بأن 31 شخصاً تواجدوا داخل المقهى، وتم إحضارهم لمديرية الشرطة لسماع أقوالهم والتأكد من صحة البلاغات.
وبيّن ارزيقات، بأن قانون العقوبات الأردني رقم 16 لسنة 1960 يجرم من يلعب القمار سواء في مكان عام أم خاص، ويمنع انتهاك حرمة شهر رمضان بالحبس لمدة شهر أو الغرامة بــ15 ديناراً.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انقسم الفلسطينيون بين متهكم ومحتج على عملية الاعتقال من جهة، ومؤيد في مطالبة لاحترام حرمة شهر رمضان المبارك من جهة أخرى، رصدت “العربي الجديد” بعضاً منها.
الناشط عصمت منصور كتب عبر حسابه على “فيسبوك”: “كمان شوي بنصير نجلد الي بفطر زي افغانستان، مشهد اخراج الشباب من المقهى واعتقالهم امام الناس لأنهم مفطرين (الشرطة بتقول في رواية انه بسبب القمار ورواية اخرى شكوى من الجيران لكن واضح للجميع ليش) مشهد خطير في شكله وفي الدافع للاعتقال”.
وتابع منصور في ذات المنشور: “لا اكراه في الدين ولا يحق لاحد إلزام أحد اخر ان يصوم وطالما انهم لم يعتدوا على احد او تجاوزا القانون لا يجب اعتقالهم باي حال، لا اشجع على الافطار ولكن لا اجرم من يفطر فالأمر اولا واخيرا بين العبد وربه وخيار شخصي حر”.
وحول الفيديو الذي انتشر، قال: “هذا الفيديو الي مدته ثواني رح يكون وصمة عار رح تلاحق الحريات والتعددية والتنوع والانفتاح في فلسطين لعقود”.
فادي عاروري وهو صحافي في تعليق له على عملية الاعتقال، كتب: “أولاً أنا شخصيا ضد أنه أي شخص يجاهر بالإفطار، ومن خبرتي للأمانة المسيحية والأجانب يحترموا رمضان أكثر من المسلمين بالتالي اللي بيعملها هم المسلمين”.
ورفض عاروري فكرة الاعتقال وتابع في المنشور: “بكل الأحوال، كيف ناس قاعدين في مكان مغلق بيجاهروا بالافطار؟ احنا مش دولة إسلامية واللي بيصير هو مسخرة بصراحة. مدام الشخص قاعد في مكان مغلق ومسكر شو دخل أهلكم فيه ؟ وأنا اتحدى الشرطة والأجهزة تتفضل تداهم مقاهي الطيرة الفاخرة اللي فاتحها ابوابها، بس ما يكون خيار وفقوس بس”.
مرح خليفة انتقدت العيب والحرام في عملية الشرطة تلك، وكتبت: “العيب والحرام هو فرض العقوبات على غزة والعيب والحرام هو الفساد والواسطة والتحرش والقتل، الصيام هو صيام عن الظلم وعن بيع الوطن وتجويع الشعب، الحرام هو التطبيع وبيع دم شهدائنا، صوموا عن ظلم الشعب والله بدوش منكم اشي تاني”، ووقعت منشورها بوسم #ارفعواالعقوباتعن_غزة.
بينما سخر الناشط ليث طميزة: “من جانبه، توعّد النّائب العام د. أحمد برّاك بضرب الخارجين عن الصيام بيدٍ من حديد، وإحالتهم إلى هيئة مكافحة المواطنين “إن إقدام أي زنديق على إدخال لقمة في جوفه قبل مغيب الشمس هو انتهاك لسيادة الدولة على جهازه الهضمي وبقيّة أعضاء جسده، ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ذلك”.
بينما سخر الناشط ليث طميزة: “من جانبه، توعّد النّائب العام د. أحمد برّاك بضرب الخارجين عن الصيام بيدٍ من حديد، وإحالتهم إلى هيئة مكافحة المواطنين “إن إقدام أي زنديق على إدخال لقمة في جوفه قبل مغيب الشمس هو انتهاك لسيادة الدولة على جهازه الهضمي وبقيّة أعضاء جسده، ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ذلك”.
ومن المؤيدين لعملية الاعتقال كتب الصحافي ضياء حوشية عبر “فيسبوك”: “الكل بحكي عن قضية توقيف الشرطة ل ٢٤ شخص في مقهى بمدينة رام الله … بيان الشرطة واضح بلعبوا قمار ومفطرين بشهر رمضان… ومزعجين الجيران… بلا فلسفة يا مسلمين”.
بينما كتب الشاب حذيفة جاموس: “لا تدعي الثقافة بينما لا تستطيع تقبل وتحترم المجتمع الذي خُلقت فيه! الثقافة بالمطلق لا تعني الالحاد، وإذا كنت ملحد مارس معتقداتك واحترم معتقدات غيرك!”.
وفي تعقيب للشرطة الفلسطينية على ردود الأفعال قال العقيد ارزيقات لـ”العربي الجديد” إن الناس فهمت قضية الاعتقال بشكل خاطئ، وثمة أيادٍ متربصة كثيرة، وأن عملية تحرك الشرطة للمقهى بحد ذاته جاءت بناء على عدة شكاوى بوجود قمار وإفطار وإزعاج فيه”.
وأضاف أن الشرطة الفلسطينية، توجهت إلى المكان واحضرت 31 شخصاً للاشتباه بهم فقط، ومن لم يثبت عليه شيء تم إطلاق سراحه، مع التحفظ على أربعة منهم لاستمرار الاستماع إلى أقوالهم والتأكد من عدم ثبوت التهمة عليهم.
المفرج عنهم بحسب ارزيقات كتبوا تعهدات على أنفسهم بعدم تكرار الإزعاج، وعدم تكرار ما قاموا به، وبخصوص ردود الأفعال على عدم اقتحام الشرطة لبقية مقاهي ومطاعم رام الله التي تفتح أبوابها، قال: “لا أحد يعترضهم، والتوجه إلى ذلك المقهى هو بناء على شكاوى فقط”.