إذا كنت ترتدي نظارة فهذه أخبار جيدة لك
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا للصحافية أروى مهداوي، تقول فيه إن هناك أخبارا جيدة لمن يستخدمون النظارات الطبية.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، عن أن دراسة تم نشرها في دورية “نيتشر كميونيكيشنز” العلمية أظهرت أن استخدام النظارات الطبية مرتبط بمستويات أعلى من الذكاء.
وتشير مهداوي إلى أن هذه الدراسة تعد الأكبر من نوعها، حيث درس الباحثون بيانات أكثر من 300 ألف شخص بين سن 16 و102، تم جمعها من مؤسسة “يو كي بيوبانك” ومن مؤسستي “تشارج” و”كوغنيت”.
وتذكر الصحيفة أن تحليل البيانات توصل إلى “تداخل جيني كبير بين وظيفة الإدراك العامة ووقت رد الفعل وكثير من المتغيرات الصحية، بما فيها النظر، وارتفاع الضغط، وطول العمر”، خاصة أن الأشخاص الذين كانوا أكثر ذكاء كان هناك احتمال حوالي 30% أكبر أن تكون لديهم جينات تشير إلى حاجتهم لاستخدام نظارة طبية.
ويجد التقرير أنه مع أن الذكاء ربط بضعف البصر، إلا أنه أيضا يرتبط بظروف صحية أفضل، حيث وجد الباحثون علاقة سلبية بين وظيفة الإدراك وعدد من المشكلات الصحية، بما في ذلك الذبحة الصدرية وسرطان الرئة والاكتئاب.
وتقول الكاتبة: “علينا طبعا أن نتذكر أن هذه هي علاقات وليست راوبط نهائية، بالإضافة إلى أنه لا بد أن نتذكر أن الذكاء تقدير غير موضوعي، ويمكن أن يكون من الصعب، إن لم يكن مستحيلا، أن يتم قياسه، كما أن ربط الذكاء بالحمض النووي قد يؤدي مباشرة إلى (علم أعراق) زائف”.
وتذهب الصحيفة إلى أنه لو وضعنا علم الجينات جانبا، لوجدنا من تجربتنا اليومية أن الناس ينظرون إلى من يستخدم النظارة الطبية، سواء كان يحتاجها أم لا، على أنه أذكى.
ويلفت التقرير إلى أن عددا من الدراسات استنتجت بأن الناس ينظرون إلى من يستخدمون النظارات الطبية على أنهم أذكى، ويمكن الاعتماد عليهم أكثر، وأنهم مجتهدون وأمناء، مشيرا إلى أن هذا هو السبب الذي يجعل المحامين يطلبون من موكليهم لبس نظارة طبية في المحكمة.
وتنقل مهداوي عن المحامي هارفي سولفيز، قوله: “النظارات تلطف من منظرهم، بحيث لا يظهرون قادرين على ارتكاب الجريمة، وجربت قضايا كانت فيها كمية الأدلة كبيرة، لكن موكلي ارتدى النظارة وتمت تبرئته”.
وتبين الصحيفة أنه ليس محامو الدفاع فقط هم من يستخدمون النظارات دعامات، حيث تستخدم في ثقافة البوب للإيحاء بذكاء من يرتديها، أما في حالة النساء فإن هناك المقولة القديمة عن “الفتاة البشعة التي أزالت نظاراتها فبدت جميلة”.
وبحسب التقرير، فإن للكاتب أيساك أسيموف نقدا جميلا لهذا في مقالته “طائفة الجهل”، حيث قال: “النظارات ليست فقط نظارات، بل هي رمز للذكاء، ويتعلم الجمهور أمرين، (أ) الدليل الكبير على الذكاء يشكل عقبة اجتماعية ويتسبب بفقد السعادة؛ (ب) التعليم الرسمي ليس ضروريا، ويمكن التقليل منه بقدر الحاجة، وما ينتج عن ذلك من محدودية في التطور الفكري يؤدي إلى السعادة”.
وتفيد الكاتبة بأنه في الوقت الذي لم تتغير فيه أمريكا كثيرا فيما يتعلق بتشككها من المفكرين، فإن رمزية النظارات بدأت تتغير، فأصبحت النظارات غير الطبية إكسسوارا جماليا يرتديها الناس الذين يريدون أن يظهروا رقيهم، أو متابعتهم للموضة.
وتختم “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى أن ليسه الجميع راضيا عن هذا الوضع، فقالت مجلة “جي كيو” إن ارتداء نظارات كاذبة هو “قاع برميل تصرفات متابعي الموضة”، لكن ذلك لم يوقف العديد من المشاهير من كشط قعر البرميل بحماس.