منع مكبرات الصوت بصلاة التراويح يثير موجة غضب بتونس
فجر قرار بمنع استعمال مكبرات الصوت في أثناء صلاة التراويح، في جميع مآذن مدينة حمام سوسة الساحلية، موجة غضب عارمة بين نشطاء التواصل الاجتماعي وأهالي المدينة ذاتها، الذين اعتبروا القرار تعسفيا وارتجاليا، سيما في شهر رمضان.
وكان منشور صدر في 16 أيار/ مايو الماضي عن السلطات المحلية بحمام سوسة، اطلعت “عربي 21” على نسخة منه، وجه لكل الإطارات المسجدية بجميع مساجد المدينة، شدد على عدم رفع صلاة التراويح عبر مكبرات الصوت في المآذن.
وبررت معتمدة حمام سوسة، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، القرار بانزعاج بعض السكان المجاورين للمساجد من الصوت المرتفع المنبعث من مكبرات الصوت، وهو ما أدى لأخذ قرار المنع.
مقابل ذلك، عبرت نقابة الأئمة في تونس عن استنكارها الشديد لمنع تمرير صلاة التراويح عبر المآذن، حيث أكد كاتب عام نقابة الأئمة، الفاضل عاشور، في تصريح لـ”عربي 21″، على عدم قانونية القرار الذي اتخذه أحد الوعاظ بالجهة -ممثل وزارة الشؤون الدينية بمنطقته- مؤكدا أنه تصرف فردي أخذ من الإطارات الدينية والسلطات المحلية بالجهة دون الرجوع للوزارة ذاتها، حيث خلا المنشور من إمضاء وزارة الشؤون الدينية.
وأضاف: “مثل تصرفات هؤلاء الوعاظ لا تمثل بتاتا وزارة الشؤون الدينية، وتعطي فرصة لأعداء الدين والوطن لتشويه صورة تونس كبلد إسلامي في الداخل والخارج”.
عاشور شدد على دعوة النقابة أكثر من مرة من وزارة الشؤون الدينية لمراجعة قائمة الوعاظ والأئمة “الذين تم انتدابهم قبل الثورة وبعدها، والذين لا يمتلكون أي مؤهلات علمية ولا دينية، وتم تعيينهم بطرق عشوائية”. حسب قوله.
واعتبر أنه “كان أجدى بالقائمين على بيوت الله في جهة حمام سوسة أن يقوموا بتخفيض درجات صوت الآذان كحل يرضي جميع الأطراف، بعد تشكي بعض السكان، وليس منع الآذان عبر مكبرات الصوت جملة وتفصيلا” .
وكان قرار منع الآذان عبر مكبرات الصوت أثار موجة غضب في منصات التواصل الاجتماعي، لم تستثن سكان مدينة حمام سوسة، حيث عبر المدون رياض جغام وابن المدينة عن استنكاره للقرار في تدوينة مطولة حملت عنوان “قمّة الأحزان في رمضان.. حمّام سوسة بلا قرآن”، برأ خلالها سكان المدينة من القرار “الارتجالي” الذي اتخذته السلطات المحلية، مشددا على حقهم كسكان مسلمين في أن يعيشوا جميع أجواء شهر رمضان، مستغربا عدم منع السلطات خلال فصل الصيف لأصوات الأغاني المنبعثة من مكبرات الصوت في حفلات الأعراس الصاخبة، رغم تشكيات المواطنين.
فيما كتبت المدونة والناشطة السياسية هيدا ليمام: “بينما يرفع الآذان بمكبرات الصوت في مساجد مدينة هامبورغ بألمانيا، يتم ليلة البارحة منعها بمدينة حمام سوسة لأداء صلاة التراويح بعد تشكيات الأهالي”.
بدورها تساءلت الناشطة منيرة بوعزيزي في تدوينة لها بالقول :” هل نحن فعلا دولة إسلامية لغتها العربية و دينها الإسلام”