العالم تريند

“جيش محمد سوف يعود”.. الصفدي- بوريل: تلميح في المحظور عن “انطباعات” الحرب “الصليبية”

عربي تريند_ لعب وزير الخارجي الأردني أيمن الصفدي بالورقة الدبلوماسية التي تظهر حجم الإحراج بمعسكر الاعتدال العربي عندما حذر أوروبا تحديدا مما أسماه بالانطباع الشعبي جراء استمرار الحرب على قطاع غزة.

لأول مرة منذ السابع من أكتوبر يستخدم الصفدي لهجة دبلوماسية حادة قليلا مع جوزيب بوريل مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي وبالعنوان القائل “استمرار الحرب على قطاع غزة وعدم وجود مبادرات دورية لوقفها يؤسس لانطباع شعبي فكرته أن هذه الحرب غربية وضد العروبة والإسلام”.

لم يعرف بعد ما إذا كانت هذه الرسالة بلهجة التحذير للأوروبيين تمثل موقفا يعتمد عليه للمؤسسة الأردنية لكن صدور تحذير من انطباعات شعبية متراكمة في الواقع الآن بين الشعوب العربية والإسلامية قد يقترب من فكرة السهم الأخير لتحذير الأوروبيين في جعبة الدبلوماسية الأردنية مما يظهر في الواقع ووفقا لمصادر أردنية مطلعة جدا وجود قراءات متباينة للمشهد والموقف وبصورة نادرة بين أنظمة الاعتدال العربي التي كانت تستمع لخبرتها الإدارات الأمريكية والأوروبية وبين القراءة الغربية تماما المنحازة لإسرائيل وبشكل صدم وفاجأ الجميع ومن الصعب فهمه.

ما لم يقله الصفدي أن الحرب في الانطباع الشعبي تشبه تراثيات “المواجهة الصليبية” فيما سياسي أردني كبير هو الدكتور ممدوح العبادي كان قد صرح بأن الحرب ارتدت لبوس الغزو الصليبي.

ما لاحظه الوزير الصفدي أثناء التفاعل في خلية الأزمة والاتصالات هو أن الإدارة الأمريكية لم تعد تريد الإصغاء وأن أوروبا تحركها اليوم في مسألة الحرب على غزة نوازع غير مفهومة وانفعالية بعنوان حماية وتأمين إسرائيل مع أنها الطرف الذي يملك قوة نووية ولديه سلاح جو متفوق يقصف الأطفال والنساء بكثافة في قطاع غزة.

اتصال بوريل والصفدي يظهر حجم التباين الكبير في فهم ليس فقط مسارات الأمور لكن مآلاتها أيضا في ظل تدحرج الأحداث.

وتظهر في حدث نادر إلى حد كبير مؤشرات القلق في معسكر الاعتدال العربي على الاستقرار العام في المنطقة والتوازنات وما لاحظه أيضا في الحكومة الأردنية وزراء وضعهم الصفدي بصورة اتصالاته أن بعضا من المسؤولين الأوروبيين بدأ يستمع دون توفير ضمانات بأن ينتهي الإصغاء بأفكار ومقترحات محددة تنتقل للميدان.

بكل حال تحذيرات الصفدي للمفوض الأوروبي استخدمت مفردة انطباع شعبي بأن تلك الحرب غربية ضد العرب والمسلمين.

وهو تحذير دبلوماسي شديد اللهجة يحاول لفت النظر إلى ضرورة كبح جماح الحرب قليلا خلافا – وهذا الأهم – لأنه يعكس ولأول مرة تبني الدبلوماسية الرسمية لمقترح يقول بأن اتجاهات ومشاعر العرب والمسلمين تذهب باتجاه خطير.

فعل الوزير الصفدي ذلك بقصد على الأرجح فحركة حماس التي يريد الأمريكيون والإسرائيليون اجتثاثها على طريقة اجتثاث حزب البعث تربعت على قلوب المكونات الاجتماعية في دول الجوار وإعلان الجهاد بدأ يتناثر ويصدر هنا وهناك.

والأهم أن حراكات النسخة الأردنية تحديدا بدأت تتبنى الجذر الديني للصراع خصوصا مع ذلك الهتاف الذي يقول “جيش محمد سوف يعود”.

هل ينقل بوريل ذلك المحظور الدبلوماسي العميق لرفاقه في الاتحاد الأوروبي؟

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى