كمشاهير الفن.. دعاة يستخدمون متابعيهم لأغراض تجارية
أثار انجرار عدد من الدعاة إلى البحث عن الربح المادي مستغلين بذلك أعداد متابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي، استنكار مستخدمي مواقع التواصل ومتابعيهم على الشاشات.
وآخر ما أثار الجدل حول انزلاق الدعاة إلى فخ الإعلانات التجارية، والتكسب بالدين، المقطع المصور الأخير للداعية المصري، عمرو خالد، الذي اعتبر إعلانا تجاريا لـ”دواجن الوطنية” بالتعاون مع الشيف الشهيرة، آسيا عثمان.
ولم ينس عمر خالد ربط الدين بالمنتج، فأشار إلى أن الطعام الصحي، في إشارة إلى دواجن الوطنية، يساعد على قيام الليل والارتقاء في الشهر الفضيل.
وأثار الإعلان جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شن ناشطون هجوما عنيفا على عمرو خالد، قائلين إنه يسيء إلى مفهوم الدعوة بربط نوع من الدجاج بالطاعات.
واضطرت الشركة في وقت لاحق إلى حذف الإعلان من صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ناشطين احتفظوا بنسخة مسجلة منه، وتداولوها على نطاق واسع.
وأعاد الداعية السعودي، محمد العريفي، على صفحته تغريد إعلان لملابس إحرام من ماركة “إيلياء” قال إنها مضادة للبكتيريا والفايروسات.
وكان العريفي، قد عرض عددا من الإعلانات التجارية على صفحته، غير أن ما أثار المتابعين هو ربط الدين بالمنتج التجاري المدفوع، كتغريدة له عن وجوب زكاة الفطر على كل مسلم ومسلمة، وإلى جانبه صورة لأرز من ماركة “الشعلان” الشهيرة.
وفي منشور آخر له، تحدث العريفي عن سنة للنبي عليه السلام بأنه كان يعرف بريح الطيب إذا أقبل، وقال العريفي إن وضع الطيب مع البخور يعطي رائحة جميلة، ليتابع بعدها بأن عطره “كمبودي فاخر” من العربية للعود.
من جهته، قال أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية، الدكتور وصفي أبو زيد في حديث مع “عربي21” إن وظيفة الدعاة إلى الله هي البلاغ، وتعليم الناس الدين وأحكامه، وبيان أحكام الشريعة في النوازل والمستجدات، فالعلماء – كما قال النبي صلي الله عليه وسلم – ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولا نجومية ولا إعلانات بضائع وسلع، وإنما ورثوا العلم والوحي الإلهي.
وتابع: “إذا كانت وظيفة العلماء والدعاة هي البلاغ عن الأنبياء فلا يجوز لهم أن يسلكوا مسلك الفنانين والمشاهير ويحولوا شهرتهم الدعوية إلى طريقة من طرق التكسب بالإعلانات عن بضائع ومأكولات ومشروبات وسلع، فإن هذا يحط قدرهم وقدر الدين معهم”.
ووصف إقدام الدعاة على ترويج المنتجات والعلامات التجارية بـ”العمل الشائن الذي لا يليق بمكانة الدعاة ولا يتناسب مع شرف الدعوة والرسالة”.
وعن أثر ذلك على متابيعهم قال أبو زيد إن هؤلاء الدعاة “يحملون شباب المسلمين على فقدان الثقة في الدعاة والعلماء وإسقاط مرجعيتهم وقدوتهم، ويحملون البعض الآخر على الإلحاد والانحراف، وقبل هذا وذاك يخالفون وظيفتهم المقدسة ويهينون الرسالة ويُعرّون مكانة الدعاة لما أقبلوا على هذا السقوط والانحراف”.
أما الداعية السعودي، عادل الكلباني، فقد خرج على متابعيه في صفحته على تويتر مروجا لمنتج عشبي يساعد على تخفيف الوزن، من ماركة “تي بيشل”.
وفي الردود على تغريدة الكلباني حول فوائد الشاي الأخضر، أقر مالكو العلامة التجارية بأن الشاي جزء من مشروع يستهدف الربح وأن نوعية المنتج أفضل قيمة للشراء.
ويتابع الكلباني أكثر من 7 ملايين شخص في صفحته على تويتر.
وسبق إعلان الشاي إعلانات أخرى أبرزها إعلان لسلسة فنادق حياة عن عروضها لشهر رمضان الكريم.
وقال الداعية والباحث الشرعي الأردني إحسان العتيبي، لـ”عربي21″ إن الدعاية التجارية لا تليق بالدعاة والمشايخ لاستخدامهم متابيعهم من أجل استثمار أو تجارة.
وتابع بأنه لا يليق بالدعاة إلى الله أن يخاطبوا متابعيهم الذين تابعوهم بالأصل من أجل دعوتهم إلى الله، من أجل تجارة دنيوية، ناهيك عن ربط الدين بالمنتج والتدليس، ما يدخلهم في دائرة الدجل والافتراء على الله.
وعن مقارنة ذلك بما يفعله المشاهير من إعلانات مدفوعة الأجر لبعض المنتجات والعلامات التجارية، قال العتيبي إن المشاهير لا يملكون أمرهم بل هم عبيد عند شركاتهم الراعية، كلاعبي كرة القدم، ودعايتهم دنيوية، وتليق بهم، لأنها من صلب عملهم.
أما الدعاة، فيملكون أمرهم بحسب العتيبي، ولا يليق بهم الانجرار إلى هذه المساحة من الإعلانات التجارية، مستدركا بأن ذلك لا يعني أن لا يعمل أحدهم في التجارة أو الحرفة فأغلب العلماء كانوا أهل حرف وصنعة.