العالم تريند

خمسون مندوباً يلتقون برئيس مجلس الأمن الدولي للتعبير عن إدانتهم لاقتحام وزير الأمن الإسرائيلي للمسجد الأقصى

التقى وفد يتألف من 50 مندوبا، الأربعاء، مع رئيس مجلس الأمن الدولي لشهر كانون الثاني/ يناير الحالي، السفير الياباني، يشيكاني كيميهيرو، للتعبير عن إدانتهم لما قام به وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، من اقتحام وتدنيس للمسجد الأقصى المبارك، والمطالبة بعقد جلسة طارئة مفتوحة بعد ظهر الخميس لمناقشة الانتهاك الخطير الذي أقدم عليه الوزير الإسرائيلي.

رحب رئيس مجلس الأمن بالوفد الكبير معربا عن تأثره بهم، ما يدل على أهمية الموضوع الذي جاؤوا من أجله، وقد تكلم في الجلسة التي استمرت نحو ساعة سفراء فلسطين والأردن والجزائر

وقادت “الترويكا” العربية الوفد، والمكونة من الرئيس الحالي للمجموعة العربية، السفير الفلسطيني رياض منصور، والرئيس السابق للمجموعة، السفير الجزائري نذير العرباوي، والرئيس القادم الذي سيكون من نصيب قطر. وقد مثل جاسم سيار المواعدة، نائب الممثل الدائم الوفد القطري.
وقد شمل الوفد مجموعة كبيرة من سفراء المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجموعة دول عدم الانحياز ولجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف. وقد رحب رئيس مجلس الأمن بالوفد الكبير معربا عن تأثره بهم ما يدل على أهمية الموضوع الذي جاؤوا من أجله. وقد تكلم في الجلسة التي استمرت نحو ساعة السفير الفلسطيني رياض منصور والسفير الأردني محمد الحمود والسفير الجزائري بصفة رئاسة بلاده للقمة العربية.

منصور يؤكد وحدة المجموعات خلف القدس

عرض السفير رياض منصور على رئيس مجلس الأمن أهمية القضية التي دفعتهم للقدوم إلى رئاسة المجلس للتعبير عن وقفتها الموحدة ضد انتهاك حرمة الحرم الشريف والأماكن المقدسة في القدس، وللمطالبة بتحمل المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن، مسؤولياته أمام هذه الانتهاكات المتواصلة.

منصور: المطلوب ليس فقط التصريحات والخطابات المؤيدة للوضع القانوني والتاريخي للأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس، ولكن المطلوب هو الترجمة العملية لهذه المواقف

وأمام قاعة مجلس الأمن الدولي، تحدث رياض منصور، وبعده عدد من الدبلوماسيين من بينهم السفير الأردني، وممثلو جامعة الدول العربية ومجموعة الدول الإسلامية وحركة عدم الانحياز ولجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وآخرون.
وقال منصور: “إن أولئك الدبلوماسيين يقفون وقفة واحدة في التصدي لتطرف الحكومة الإسرائيلية ووزرائها مثل إيتمار بن غفير، الذي دخل باحة المسجد الأقصى بعد توليه منصبه مؤخرا”. وأضاف أن “رئيس مجلس الأمن الدولي قد وافق على طلب فلسطيني- أردني بعقد اجتماع طارئ للمجلس يوم الخميس في الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي لنيويورك”.
وأعرب السفير الفلسطيني عن امتنانه للدعم الدولي، ولكنه أضاف أن المطلوب ليس فقط التصريحات والخطابات المؤيدة للوضع القانوني والتاريخي للأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس، ولكن المطلوب هو الترجمة العملية لهذه المواقف. وأكد منصور على ضرورة عدم السماح للحكومة الإسرائيلية بأن تفرض إرادتها على المجتمع الدولي، مشددا على ضرورة امتثالها لإرادة المجتمع الدولي والوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة في القدس.
وأعرب السفير الأردني لدى الأمم المتحدة، محمود الحمود، عن قلق بلاده البالغ إزاء اقتحام الوزير بن غفير لباحة المسجد الأقصى، وقال إنه عمل متطرف يمكن أن يؤدي إلى حلقة جديدة من العنف. وشدد على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته بجدية وأن يوقف مثل هذه الهجمات.
وشدد السفير الأردني على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما إزاء ذلك العمل لمنع تكراره. وحذر من أن هذا التكرار المحتمل سيؤدي إلى حلقة جديدة من العنف. وقال إن الأردن يتحمل مسؤوليته بهذا الشأن، مشيرا إلى أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، هو صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس.

الحمود: هذا العمل المتطرف يمكن أن يؤدي إلى حلقة جديدة من العنف

وأضاف الحمود: “عام 2000 اقتحم وزير إسرائيلي آخر (باحة المسجد الأقصى) وقد اعتمد مجلس الأمن الدولي آنذاك القرار رقم 1322 مدينا هذا الاقتحام الذي قام به الوزير آرييل شارون والذي أدى إلى الانتفاضة الثانية”.
وقال السفير الأردني إن إسرائيل مُلزمة باحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم والقانون الدولي. وذكر أن الوزير الإسرائيلي قد انتهك التزامات إسرائيل القانونية بهذا الفعل.
أما السفير الجزائري، نذير العرباوي، فقد تحدث في إطار الترويكا العربية في الأمم المتحدة بنيويورك، وطالب بتحركات حثيثة من أجل حشد الدعم الدولي لمناصرة القضية الفلسطينية وتوسيع الإدانات الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد السفير نذير العرباوي، في مداخلاته على أن اقتحام المسجد الأقصى المدان والمرفوض، الذي أقدم عليه وزير الاحتلال الإسرائيلي يضاف إلى سلسلة الانتهاكات الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ومقدساته الدينية، ويندرج ضمن مخطط توسعي في غاية الخطورة على الأقصى والقدس. وأضاف العرباوي بأن كل هذه الأعمال الإجرامية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني الشقيق تدينها الجزائر بشدة، باعتبارها انتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وتحديا سافرا لمشاعر سائر المسلمين والمسيحيين عبر العالم.

العرباوي: ندعو إلى تحرك عربي مشترك ينسجم مع حجم التحديات المفروضة ويرتقي إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني

وأكد نذير العرباوي على أن الجزائر سبق وأن دعت من خلال رسالة وجهها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص الاعتداءات على حرمة المسجد الأقصى المبارك والقدس، المجتمع الدولي، ومجلس الأمن بالذات، إلى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لهذه الممارسات الإجرامية المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ومقدساته لاسيما في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس الشريف، التي تتعرض يوميا وباستمرار إلى انتهاكات ممنهجة، في ظل صمت دولي رهيب، وذلك من أجل تغيير الوضع القانوني القائم والطبيعة الديمغرافية والهوية الإسلامية والمسيحية للمدينة المقدسة.
وفي معرض حديثه، دعا نذير العرباوي الى تحرك عربي مشترك ينسجم وحجم التحديات المفروضة في ظل الظروف الراهنة ويرتقي إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني الشقيق.

كما شدد السفير على أن الجزائر تبقى وفية لمبادئها إزاء حق الشعوب في تقرير مصيرها، وثابتة في مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني في سبيل استرجاع حقوقه المشروعة وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

خان: نتوقع أن يرتفع مجلس الأمن إلى مستوى المسؤولية ويتعامل مع المعاناة الطويلة للشعب الفلسطيني

رئيس منظمة التعاون الإسلامي لدى الأمم المتحدة، السفير محمد أمير خان، قال إنه جاء يعرب عن إدانة المنظمة لما حدث يوم 3 كانون الثاني/ يناير في ساحة المسجد الأقصى المبارك. قائلا إن “هناك مطالبة جادة وقوية من كل أعضاء منظمة التعاون الإسلامي بضرورة وقف هذه الأعمال فورا. ويجب أن نتعامل بعد ذلك انطلاقا من القانون الدولي الذي يمنع مثل هذه التصرفات غير القانونية”.

وقال إن المنظمة ستلقي بيانا في جلسة مجلس الأمن الدولي للتعبير عن عميق غضبنا في كل العالم الإسلامي. مضيفا: “نحن نتوقع أن يرتفع مجلس الأمن إلى مستوى المسؤولية ويتعامل مع هذه المعاناة الطويلة للشعب الفلسطيني”.
السفير السنغالي، شيخ نيانغ، رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بتحقيق الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، قال إنه انضم إلى هذا الاجتماع ليعبر عن موقف اللجنة في إدانة انتهاك حرمة المسجد الأقصى. وقال إنه انضم للقاء رئيس مجلس الأمن للتعبير عن القلق من الأوضاع المتردية وضرورة أن يتناول المجتمع الدولي هذه المسألة وضرورة العمل معا لوقف الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ مدة طويلة. وقال إن ذلك يقع ضمن مسؤوليات مجلس الأمن الذي يجب أن يرتفع لمستوى المسؤولية في التعامل مع هذه الأوضاع المتفجرة من أجل احترام القانون الدولي.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى