المغرب العربي

الولاية الخامسة لبوتفليقة.. هل تصبح واقعا في الجزائر؟

على بعد سنة من الانتخابات الرئاسية، شرعت بعض الأوساط السياسية في الجزائر في الترويج للإنجازات التي تحققت للبلاد خلال العشرين سنة الماضية التي حكم فيها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، في خطوة وصفت بأنها حملة انتخابية مبكرة تمهيداً لإعلان ترّشح بوتفليقة إلى ولاية جديدة.

وتتسع قاعدة الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة الذي يحكم الجزائر منذ عام 1999 يوما بعد يوم، بعد انضمام المركزية النقابية التي تعدّ أكبر النقابات العمّالية الناشطة في البلاد، إلى قائمة الداعين لترشحه الرئيس للإنتخابات الرئاسية 2019، مبرّرة موقفها بما تعتبره إنجازات قدّمها الرئيس لفائدة قطاع الشغل ولصالح البلاد، رافقتها حملات تعبئة شعبية يقودها حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، لدعم استمرار بوتفليقة في الحكم لولاية جديدة.

ونزل الرئيس بوتفليقة الذي أصيب مطلع 2013 بجلطة في الدماغ، الثلاثاء، إلى الشارع، لتدشين مقر الزاوية البلقايدية الهبرية في منطقة تيقصرين ببلدية بئر خادم ضواحي العاصمة، قبل أن يقوم بتفقد أشغال مشروع المسجد الأعظم بالجزائر، وذلك في ثاني زيارة ميدانية له خلال نحو شهر، بعد إشرافه مطلع شهر أبريل الماضي على تدشين محطة مترو على مستوى ساحة الشهداء وتدشين مسجد كتشاوة بعد ترميمه.

هذا الظهور المتكرّر للرئيس بوتفليقة في الفترة الأخيرة سواء على وسائل الإعلام أو في الميدان، فسرّه البعض بأنه يأتي لدحض الشائعات حول وضعه الصحي الصعب، في صلة بالانتخابات الرئاسية المنتظرة.

نفوذ سياسي كبير
وفي هذا السياق، لا يستبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر عادل أورابح إمكانية استجابة بوتفليقة لدعوات الترشح لولاية خامسة في ظلّ رغبة النظام السياسي في التمديد للحكم الحالي، رغم أن الأجواء العامة في البلاد في الوقت الحالي والظروف الاقتصادية والمناخ الاحتجاجي، قد يجعل من الإبقاء على الوضع القائم محفوفا بالمخاطر، على حد تعبيره.

ويشير أورابح في تصريح “للعربية.نت” إلى غياب إجماع في الدائرة المحيطة بالرئيس بخصوص ترشحّه من عدمه، موضحا في هذا الجانب أن “مكونات النظام السياسي من النخب المدنية والأمنية ليست متجانسة إلى الحد الذي تبدو عليه في هذا الموضوع”، مرجّحا أن يكون لقرار المؤسسة العسكرية التي “لا زالت تتمتع بنفوذ سياسي كبير، وزن كبير في اختيار الرئيس القادم خاصة في ظل التصحر السياسي الذي تعيشه المؤسسات الحزبية، واستزلام الكثير من مكونات المجتمع المدني، الإضافة إلى اللامبالاة الشعبية اتجاه الحياة السياسية”.

ورغم الغموض الذي يحيط بهويات المرشحين للانتخابات الرئاسية 2019، توجد عدة أسماء مطروحة لخلافة بوتفليقة في الرئاسة في حال لم يترّشح، أبرزها مدير الشرطة عبد الغني هامل، ورئيس أركان الجيش الجنرال قايد صالح، إضافة إلى الوزير الأول الحالي أحمد أويحيى، وبدرجة أقلّ شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى