والد الكساسبة: أتمنى لقاتل ابني أشد من الحرق
بنظرات تحمل كل معاني الألم.. قال أبو جواد الكساسبة والد الطيار الأردني معاذ، الذي أعدم على يد تنظيم داعش حرقاً، وهز فيديو حرقه العالم بأسره، في رده على سؤال: لو أتيحت لك الفرصة للقاء صدام الجمل أحد المسؤولين في تنظيم داعش عن إعدام معاذ ماذا ستقول له؟.. رد قائلاً “أنا مش قادر أتخيل شو ممكن يصير”، وتساءل “ماذا تتصور من أب مفجوع في ابن انهز العالم كله لقتله”.
تابع أبو معاذ في أول لقاء له مع وسيلة إعلامية – بعد إعلان السلطات العراقية إلقاء القبض على 5 من كبار مسؤولي تنظيم داعش في عملية استخباراتية معقدة، بينهم قيادي يدعى صدام عمر الجمل أحد المتورطين في إعدام الكساسبة – أنه توقع نهاية داعش، لكنه لم يتوقع أن يلتقي بقتلة ابنه معاذ.
يصف أبو معاذ شعوره حين سمع بتلك الأنباء، ويقول: “ثورة، ثورة في داخلي” وأضاف أن المدعو الجمل يجب أن يلقى عقاباً أشد من الطريقة التي أعدم بها معاذ، ولا أتصور إلا أن تكون أشد من ذلك.
لسان أبو معاذ الصلب، والمتماسك، حتى تلك الملامح لرجل بدا حجر زاوية ترتكز عليها عائلة بأكملها بعد فاجعة معاذ، يقف خلفها رجل تتمكن منه مشاعر الأبوة، ويقول “أنا بشوف معاذ في صلاتي، وبشوفه بس أحط راسي على المخدة، أنا بشوف معاذ كل لحظة.. أنا ببكي على معاذ يوميا”.
يهمس جواد شقيق معاذ الأكبر ويقول “نسمع والدنا دائما يبكي حين يختلي بنفسه داخل غرفته”.
ويضيف أن ما يقال عن قهر الرجال، هو ما يكابده والدنا الذي يظهر الشدة دائما، لكن القهر على معاذ يعذبه ويعذبنا يوميا.
وطلب أبو معاذ من الحكومة الأردنية العمل على جلب المدعو صدام الجمل من نظيرتها العراقية في أسرع وقت، ومحاكمته أمام القضاء الأردني، وأضاف أنه ينتظر في الأيام المقبلة أن تكشف التحقيقات مع قادة التنظيم خفايا وأسرار أسر معاذ وإعدامه.
وحول إن كان طلب لقاء “الجمل” في حال سلمته السلطات العراقية إلى الأردن، قال الكساسبة إنه لم يطلب ذلك، وأضاف أن لكل حادث حديث، ولم يخف والد معاذ توقه إلى الثأر من كل المتورطين في حرق معاذ بنفس الطريقة التي أعدم بها.
حرقة قلب الأب، والشقيق، والعائلة، كل هذه النار التي مازالت تتقد منذ 3 سنوات ونصف السنة، لم تنطفئ.
وبعد قتل معاذ حرقاً، وفيديو الجريمة الذي اجتاح العالم، غير أن الحاج صافي وأبناءه لم يشاهدوا الفيديو رغم مرور هذه السنوات على إعدام ابنهم. ويؤكد جواد أنهم لم يتابعوا الفيديو، ولا يفكرون في مشاهدته أبدا.