مصر

سفارة إسرائيل في مصر تحتفل بذكرى النكبة في فندق افتتحه جمال عبد الناصر

أثار الاحتفال الذي نظمته السفارة الإسرائيلية في العاصمة المصرية القاهرة أمس، في ذكرى النكبة، تحت حراسة أمنية مشددة، للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، غضب المصريين على المستويين الشعبي والسياسي.
ووجهت السفارة الإسرائيلية في القاهرة الدعوات لمئات الشخصيات الرسمية في مصر، بمن فيهم وزراء وبرلمانيون وسفراء ورجال أعمال وشخصيات ثقافية وصحافيون، لحضور الحفل الذي سيقام في فندق «ريتز كارلتون» الفخم في قلب العاصمة المصرية القاهرة.
وجاء في نص الدعوة: «يسر سفير دولة إسرائيل د. دافيد جوفرين، أن يدعوكم لصحبته خلال الاحتفال بالعيد السنوي الـ70 لاستقلال دولة إسرائيل، وذلك يوم الثلاثاء 8 مايو/ أيار 2018 في تمام الساعة السادسة مساء، في قاعة ألف ليلة وليلة في فندق ريتز كارلتون في القاهرة».
الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل اعتبرت أن «المشاركة في احتفال السفارة الإسرائيلية ليست تطبيعًا فجّا مجردًا أو احتقارًا لمشاعر ورغبة الشعوب العربية فقط، لكنها أيضًا موافقة واضحة أكيدة على أن تكون القدس عاصمة ما يسمى بإسرائيل».
وبينت أن «في قلب مصر وعلى بعد خطوات من النصب التذكاري للبطل المصري الفريق عبد المنعم رياض الذي استشهد وهو يقاتل العدو الصهيوني، وفي نفس الفندق (ريتز كارلتون) الذي افتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي أمضى حياته في مواجهة دولة الاحتلال؛ يقيم سفير الاحتلال الإسرائيلي احتفالا كبيرًا للمرة الأولى منذ عقد بمناسبة الذكرى الـ70 للنكبة، وذلك في الوقت نفسه الذي يستمر تساقط الفلسطينيين بين شهيد وجريح ضمن فعاليات الاستعداد ليوم العودة يوم 15 مايو رفضًا للقرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية بإسرائيل للقدس».
وقبل ساعات من إقامة الحفل وجهت الحملة رسالة إلى الفندق، طالبته فيها بإلغاء الحفل. وأكدت على «استهداف المشاركين في الحفل بحملات مقاطعة شعبية واقتصادية وثقافية دولية باعتبارهم شركاء في دعم إسرائيل وقراراتها».
النائب مصطفى بكري، عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس النواب، تقدم ببيان عاجل لرئيس البرلمان علي عبد العال، بشأن دعوة السفارة الإسرائيلية 400 شخصية و100 برلماني وسياسي و100 صحافي وإعلامي و100 دبلوماسي أجنبي.
وقال في نص البيان العاجل، إن «حضور هذه الاحتفالية يمثل تحديا لمشاعر المصريين والعرب على أرض القاهرة، في وقت تمارس فيه إسرائيل عمليات القتل والإرهاب ضد الفلسطينيين، علاوة على إقامة مزيد من المستوطنات، وإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ومنع المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى».
النائب هيثم الحريري، عضو تكتل «25 – 30» المعارض، تقدم هو الآخر ببيان عاجل في البرلمان المصري، للمهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء، بـ«شأن موافقة الجهات الأمنية على إقامة ممثل الكيان الصهيوني احتفالا بذكرى احتلال الأرض الفلسطينية العربية المحتلة في أحد فنادق ميدان التحرير».
وطالب الحكومة المصرية بـ«إلغاء هذا الاحتفال احتراما لرغبة ومشاعر الغالبية العظمى من المصريين».
كذلك طالبت النائبة نشوى الديب، عضو مجلس النواب المصري عن دائرة إمبابة، في بيان عاجل، بـ«محاسبة من سهّل احتفال العار بالكيان الصهيوني على أرض مصر، وفي الفندق الذي كان يعقد فيه الرئيس جمال عبد الناصر القمم العربية».
ودشن نشطاء حملة مقاطعة لفندق النيل ريتز كارلتون بسبب استضافته لاحتفال السفارة الإسرائيلية، وهاجموا صفحة الفندق على الفيسبوك.
يذكر أن فندق النيل ريتز كارلتون، مملوك لشركة مصر للفنادق الحكومية، ووضع حجر أساسه بجوار مبنى الجامعة العربية، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في العيد الثالث للثورة المصرية يوم 24 يوليو/ تموز 1955، وافتتحه بعد 4 سنوات بحضور الرئيس اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو، وهو الفندق ذاته الذي شهد لقاءات واجتماعات عديدة في مناسبات تاريخية كثيرة عقدها الرئيس عبد الناصر مع قادة عرب خاصة عام 1970 وقبيل وفاته بساعات لبحث تداعيات ما عرف وقتها بأحداث أيلول الأسود.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى