مجزرة أحصنة في إيران.. الشرطة تردي 90 من الخيول
تداول ناشطون إيرانيون عبر مواقع التواصل مقطعاً مؤلماً، يوثق مقتل 90 حصانا برصاص الشرطة الإيرانية بتهمة استخدامها في تهريب السلع والبضائع من قبل العتالين الأكراد عبر الحدود الإيرانية العراقية.
وذكرت صحيفة “إيران” الحكومية التي نشرت المقطع عبر حسابها على موقع “تويتر” قبل أيام أن الشرطة قتلت بدم بارد ما يقرب من 90 من الخيول في غابات أمير آباد في منطقة أشنوية التابعة لمحافظة آذربيجان الغربية، بتهمة استخدامها في تهريب البضائع.
ووفقاً للصحيفة، فقد أكد كريم علي زاده، الناشط في مجال البيئة في أذربيجان الغربية، أن هذه الخيول قُتلت خلال الشهر الماضي وعلى ثلاث دفعات”.
كما كتب عبد الكريم حسين زاده، النائب في البرلمان الإيراني عن محافظة كردستان، على حسابه في ” تويتر” قائلا: “يجب على السلطات أن تتوقف فورا عن قتل خيول العتالين”.
وسيلة نقل.. ورزق
من جهته، تساءل المحامي عثمان مزين “لماذا لا يقوم القضاء بمصادرة تلك الخيول بدلاً من قتلها؟”، مضيفاً أن “الخيول هي وسيلة من وسائل النقل في المناطق الكردية الغربية من البلاد خاصة في المناطق الجبلية الوعرة، كما يستخدمها المزارعون في أعمالهم أيضا”.
وقال مزين إن الشرطة تزعم أنها قتلت هذه الخيول لأنها استخدمت في تهريب البضائع، لكن ليس لديها أي دليل على هذا الادعاء”. وأضاف ليس هناك جرم تهريب فعلي على الأرض، لأن الخيول والبغال كانت ترعى خارج القرى حتى إن بعضها كان مربوطا بالحبال ولم يكن أي منها محملا بالبضائع”.
كما أوضح أنه حتى في حال توافر عناصر جرم التهريب، فإن العقوبة تقتضي مصادرة البضائع ودفع غرامة ولا توجد أي نصوص قانونية تبرر قتل الحيوانات، بل إن هذا القتل له عقوبات في الدنيا والآخرة”.
وكشف مزين أن مجزرة قتل الخيول والبغال في إقليم كردستان ليست جديدة، فقبل 6 سنوات تم قتل 60 رأسا من البغال والخيول في قرية “قلعة رش” من توابع مدينة سردشت “.
واعتبر المحامي أن قتل الخيول والبغال يؤدي إلى مزيد من البطالة والخسائر المادية لأصحابها الذين يعتاشون منها.
من جهته، قال اللواء سعيد منتظر المهدي، المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي الإيراني لوكالة “تسنيم” تعليقا على قتل الخيول في منطقة أشنوية، إنه “على الرغم من حقيقة أن الشرطة مطالبة بتوفير الأمن وحماية أرواح وممتلكات الناس وحتى الحيوانات لكن رجال الشرطة لا يمكنهم تجاهل مصادر التهديدات وحتى الأخطار البسيطة، من أجل ضمان أمن المجتمع “، على حد تعبيره.
قتل العتالين
يذكر أنه في سبتمبر الماضي، قمعت وحدات خاصة من قوات الأمن الداخلي الإيراني مظاهرات قام بها الأكراد في مدينة بانة، احتجاجا على ظاهرة القتل العشوائي ضد المواطنين الذين يعملون كعتالين عبر الجبال الوعرة الواقعة على الحدود الإيرانية – العراقية.
ويلجأ آلاف المواطنين الأكراد بسبب الفقر إلى العمل كعتالين لنقل البضائع بصورة غير قانونية عبر الجبال الوعرة على الحدود الايرانية – العراقية، حيث يتعرضون للقتل برصاص الشرطة أو قوات حرس الحدود أو الحرس الثوري سنويا.