هذا الكتاب سيجبرك على النوم خلال دقائق، دماغك لن يتحمل صفحتين.. صمم لهذا الغرض!
وعدٌ من مؤلفي هذا الكتاب بأن تخلد للنوم عند قراءته، فكمية الملل الموجودة به مدروسة بعناية، ومصاغة بطريقة علمية، بحيث لا يتحمل الدماغ أكثر من صفحتين ويذهب طوعاً إلى عالم الأحلام.
غلاف الكتاب يقدم شكلاً متكرراً لعد الأغنام، وهي الطريقة التي كان ينصح بها الخبراء سابقاً للمساعدة على النوم، فإن ما يقدمه الكتاب مخالف كلياً لأي نوع من التحفيز العصبي.
مؤلفا This Book Will Send You To Sleep أو “هذا الكتاب سيجعلك تخلد للنوم” خبيران في التنويم المغناطيسي والخمول النمطي، أي بمعنى آخر كل ما يساعد على استرخاء خلايا الدماغ.
تذكر المقدمة: “نضمن أنَّ كل صفحة خالية من أية إثارة. حُذفت كافة العناصر التي قد تحتوي على تحدٍ أو تشويق. وسعينا إلى أن نصوغ النص ونصممه بطريقةٍ تُحيِّر العقل وتدفعه إلى حالة من التنويم المغناطيسي والاسترخاء”، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
وتتسم فصول الكتاب بأنها قصيرة ومُكثفة، بل ومُضجِرة من غير أسف كما يتضح من فهرس محتويات الكتاب؛ مثال:
“لمحةٌ عن المسافات بين قضبان القطارات”
“الأزمة السياسية في بلجيكا (2007-2011)”
“إحصاءات اقتصادية من الخطتين الخمسيتين الأولى والثانية للاتحاد السوفيتي”
“حقائق قليلة حول المحاور المرورية”
“قد تدخل في سباتٍ عميق.. لكنَّك بالتأكيد ستعود إليه”
يستعرض الكاتب تيم دولينغ، والذي يعد من أول قارئي الكتاب الذي يصدر في 10 مايو/أيار 2018، تجربته ويقول “تخيل أنَّك تتعمد تأليف كتاب ممل، فمن أين تبدأ؟ أغلب الأشخاص الذين يؤلفون كتباً مملة لا يفعلون ذلك بقصد. كيف تعلم أنَّك لم تثر اهتمام القراء دون قصد؟”.
يستذكر دولينغ أنه تمكن بالكاد في الليلة الأولى من أن ينهي قراءة مدخل من صفحة واحدة قبل أن يغفو. ويقول: “رُحتُ في سباتٍ عميق حتى الساعة الثالثة صباحاً، ثم أفقت فجأة لأجد نفسي واعياً تماماً وغير قادر على التوقف عن التفكير في الأزمة السياسية في بلجيكا في الفترة من عام 2007 حتى عام 2011؛ فالمعرفة القليلة حتى وإن كانت غاية في الممل تظل خطرة”.
وفي الليلة التالية، انتقل إلى قراءة فصل بعنوان: “كيف بُنيت الأهرامات؟” قد يبدو الأمر مثيراً للاهتمام، لكن المقال كان يمارس التكرار إلى حد التخدير، (إذ كانت إحدى عباراته على سبيل المثال تقول: “ثم سُحِب حجرٌ خامس بحذر عبر الرمال وحُرِّك بجهد نحو الاتجاه الصحيح”).
وبعد مرور أسبوع، وجد دولينغ الكتاب جذاباً وأدمنه بعض الشيء، على حد تعبيره؛ فمقابل كل سطر مثالي أسقطه مغشياً (“المزارعون وعلماء البيئة من بين هؤلاء ممن يمكنهم الاستفادة من الفهم الكامل لمعدلات المقارنة بين التكاثر في الآفات”)، هناك سطر آخر أبقاه متيقظاً.
ويختم دولينغ “قد تدخل في سباتٍ عميق بعد قراءة صفحة أو اثنتين، لكنَّك بالتأكيد ستعود إليه في الليلة التالية طالباً المزيد”.
الكتاب يتكون من 192 صفحة، سعره 10 جنيهات إسترلينية، وتبيعه دار نشر Ebury Publishing بدءاً من 10 مايو/أيار.