لماذا يخبئ مليارديرات العالم ثرواتهم في الذهب؟
ثروات ملياريرات العالم ومشاهير عالم المال والأعمال تحركاتها عادة ما تكون ذكية، وتستبق في تحركاتها ملايين المستثمرين حول العالم، فبالرغم من الجدل الكبير الذي أثاره إعلان الملياردير المصري نجيب ساويرس قيامه باستثمار نصف ثروته في #الذهب؛ إلا أن هذه الخطوة سبقه إليها الكثير من #المستثمرين_العالميين.
فهم وعلى عكس المستثمرين العاديين، فإن #مليارديراتالعالم مثل اللورد جاكوب روتشيلد، راي داليو وستان دركينميلر مستثمرون محترفون، ولديهم فرق مؤسسية كاملة تحت تصرفهم، يغوصون عميقاً في الفروق الدقيقة وتعقيدات #أسواقالمال، ويقضون كل لحظة في حياتهم بتيقظ شديد، وهم يفكرون في كيفية الحصول على شيئين أساسيين؛ الأول هو مزيد من الأرباح والثاني تحقيق أكبر قدر ممكن من الحماية والأمان لهذه الاستثمارات.
ومن هؤلاء وأمثالهم هناك دائما دروس يمكن تعلمها تحت ما يسمى بـ “الأموال الذكية”.
فهم يريدون كسب المال، ولكنهم يريدون أيضًا الالتزام بتنفيذ استراتيجيات من شأنها حماية ثرواتهم وبناء محافظ قوية يمكنها تحمل أي #هزات_اقتصادية أو أحداث كبيرة.
ولهؤلاء المستثمرين وجهة نظر ثاقبة حيث يرون أنه وفي مثل هذه الأوقات التي تشهد غموضا حول مسيرة الاقتصاد العالمي يبقى الحفاظ على رأس المال بقيمته الحقيقية أهم من أي هدف في آخر وأنت تدير أصول شركتك.
وقد شهدت الأشهر الأخيرة، تحول بعض من نخبة المستثمرين العالميين إلى شراء المعادن الثمينة مثل الذهب كجزء من استراتيجياتهم الاستثمارية الشاملة.
من بين نخبة المستثمرين اللورد جاكوب روتشيلد الذي أعلن في أواخر صيف 2016، عن تغييرات في محفظة تابعة له “لأنه قلق من انخفاض أسعار الفائدة، والعوائد السلبية، وسياسة التيسير الكمي المطبقة من عدد من البنوك المركزية حول العالم لمعالجة آثار الأزمة المالية العالمية.
ورأى روتشيلد أن شراء الذهب سيساعد بشكل أكبر في الحفاظ على الثروة، كما أنه يمثل مخزونا يحفظ القيمة للمستقبل.
وقد قام روتشيلد ببيع الأسهم لشراء الذهب والمعادن النفيسة الأخرى غير المكشوف عنها، والتي استأثرت بنسبة 8%، من محفظة تابعة له بقيمة 2.8 مليار جنيه استرليني، بحسب تقييم تم في حينه.
وقال روتشيلد إن التيسير الكمي قد دفع بنجاح أسواق الأسهم إلى الارتفاع ، لكنه يخشى بشكل صريح من أن هذا لن يستمر إلى الأبد. ويضيف أن الرياح المعاكسة قد تؤدي أيضًا لعرقلة الأسواق – وما يعزز ذلك المخاطر الجيوسياسية غير المؤكدة.
أيضا الملياردير ديفيد اينهورن، لديه تقييم مماثل، حيث يعتقد أن السياسة النقدية أصبحت أكثر ميلاً إلى المغامرة، وأن هذا – إلى جانب سياسات إدارة ترامب – سوف يؤدي في النهاية إلى قفزات كبيرة من التضخم.
وخلال العام الماضي ذكر أنه “لا يزال الذهب مركزًا طويل الأجل مع أطروحة مفادها أن السياسات المالية والنقدية العالمية لا تزال محفوفة بالمخاطر”.
الملياردير الثالث في قائمة المتجهين بقوة ناحية الاستثمار في الذهب هو راي داليو وهو مؤسس أفضل صندوق تحوط في العالم “بريدجواتر أسوشيتس”، حيث يقول “إذا كنت لا تملك الذهب، فإنك لا تعرف التاريخ ولا الاقتصاد”.
وقد نقل عن داليو في الآونة الأخيرة، قوله للمستثمرين بامتلاك محفظة متنوعة على نحو ما من الذهب بنسبة تتراوح بين 5-10%.
ويعتقد داليو أنه “ليس هناك سبب معقول إذا كنت تملك عملة ما، أن لا تمتلك الذهب”.
أما ستانلي دراكينميلر، وهو من أفضل مديري المال في كل العصور، فقد وضع رهاناته على الذهب أيضًا.
وقد قام في فبراير من العام الماضي بوضع بعض أمواله في الذهب.
وكان نجيب ساويرس الذي يعد ثاني أغنى رجل في مصر، بعد أخيه الأصغر ناصف، قال في مقابلة مع “بلومبرغ” الاثنين الماضي، إنه يعتقد أن أسعار الذهب مقبلة على كسر مستويات عالية وصولاً إلى 1800 دولار للأونصة، من 1300 دولار حالياً، متوقعاً حدوث عمليات تصحيح عنيفة في الأسواق عندما تبدأ الأسهم المبالغ في قيمتها بالهبوط الحر، ولهذه الأسباب كان قرار ساويرس الاستثماري، بشراء ذهب بـ2.85 مليار دولار.