لتكوني مثل كيت ميدلتون بعد الولادة.. إليكِ السر في 6 أمور
كيف حالكِ عزيزتي الأم الصغيرة؟ نعم كيف حالك أنتِ وليس كيف حال رضيعك، ولا ما هي أخبار الأمومة يا أم فلان/ فلانة؟ أعتقد أن هناك قدراً كافياً من الناس يسألونك عن رضيعك “البيبي” وعن صحته وتوقفوا أصلاً عن مناداتكِ باسمك، ويستمتعون بأن ينادونك بأُم فلان.. لكن أنا أسأل عنك أنتِ: كيف حالك؟ كيف هي نفسيّتك؟ هل استطعتِ أن تتعافَي من كل المجهود البدني والنفسي الذي خرجتِ منه وسط كل المجهود البدني والنفسي الجديد المطلوب منك؟ الحكاية صعبة.. نعم أنا أدرك ذلك جداً.. لست أسعى لتوجيه نصائح لكِ بهذا الخصوص الآن؛ لأنني أيضاً مثلك تماماً أُم جديدة للمرة الأولى، لكن هناك بعض الأشياء التي وصلتُ إليها، يمكنها أن تساعدك في الفترة الأولى، أول شهر على الأقل، لن أخبرك أنني
خارقة واستطعتُ تطبيق هذه النصائح حرفياً، لكن على الأقل هناك أمور كنت أحتاج لمن يذكرني ويفكّرني بها من وقت لآخر.
1- “محدش له عندك حاجة” كما يقول المصريون!
نعم.. لستِ ملزمة تجاه أي شخص أو أي شيء آخر الآن غير نفسك والطفل الذي تحملينه. لو كنتِ غير قادرة على أن تستقبلي زواراً قولي هذا بكل بساطة، ومن لا يود أن يتفهم الأمر فهو حر. الزوار والضيوف سيغرقونك نصائح عن المفروض واللازم والأحسن لكِ ولطفلك.. صدّقيني لستِ ملزمة بأن توافقي على كل الذي تسمعينه أو تطبقينه؛ لأن “فلانة” قد تأخذ على خاطرها أو تزعل!.. ثبّتي مرجعيتك قدر الاستطاعة بطبيب واحد فقط وعدد بسيط من المقربين الثقة، الذين تشعرين براحة لطريقة تفكيرهم؛ لأنكِ لن تتخيلي كيف أن موضوع الأمومة واسع وبه 50 مدرسة للتعامل مع كل تفصيلة، وليس هناك ما يُسمى “صحيح أو خطأ”، لكن هناك مناسب وغير مناسب بالنسبة لكِ، أو مريح وغير مريح.. لا تُشتتي نفسك ولو وثقتِ في طبيب ما تابعِي معه إلى النهاية، وسيكون الله في عونك.
2- أنتِ لستِ ماكينة حليب أو لبن
بمجرد أن تلدي ستتحول حياتك إلى هوس كبير اسمه الرضاعة الطبيعية، ستجدين الناس يطاردونك بأكواب “الحلبة”! لو كنت غير قادرة على شربها لا تفعلي، لا مشكلة صدقيني، لن يقلل هذا من مصداقيتك كأُم والله.. من يراقب معدل نزول الحليب عندك ويراك تتدللين “تتدلعي” أبعديه عن طريقك بشكل نهائي.. لا تسمحي لأحد أن يُشعرك بالذنب أو التقصير على أشياء تافهة، أو يجبرك على شيء من منطلق أن هذه هي الأمومة! الحلبة جيدة وتدرّ الحليب بالفعل، لكن هذا ينطبق عليها وعلى كل السوائل الأخرى، اشربي سوائل كثيرة، مشروبات تحبينها فعلاً، لا تحمّلي نفسك فوق طاقتك، تذكري دائماً أن صحتك النفسية مهمة جداً حتى يزيد حليبك، وأن كل الأمهات الحديثات يعانين من قلة إدرار الحليب في البداية، ثم تحتار كل واحدة منهن في أمره من كثرته لاحقاً، وتجدينها تشتري منتجات مصنوعة خصيصاً حتى تمنع الحليب عن ملابسها! نعم تخيلي؟ وارد جداً أن تصبحي واحدة منهن، ووراد أيضاً ألا تكوني، تذكّري دائماً أن الحليب رزق وأمره ليس بيديك ولا بيد أي شخص آخر، وأن وظيفتك الوحيدة ليست إدراره.. أنتِ أُم.. وهذا الطفل يحتاج لمتطلبات أخرى كثيرة بالإضافة إلى الحليب.. ليس معنى أن نعطيه الحليب الطبيعي أن نحرمه من كل طاقاتك الأخرى، لا يوجد أي منطق في ذلك! هذا لا يمنع أننا يجب أن نجتهد حتى يزيد، بالشكل المناسب لكِ وليس المناسب لأي شخص آخر.
3- أنتِ لست ماكينة أصلاً!
ولذلك، اعرفي أنك طوال العمر لن تقومي بعمل الأشياء مثالية كما وردت في الكتالوج، في أوقات وظروف معينى ستسقط منك بعض الأمور، وستقعين في الأخطاء، وستنامين وأنت شبه مغشيّ عليكِ، ولن تقومي مفزوعة عندما يبكي طفلك بجانبك ككل مرة. وفي النهاية ستتعلمين أنت وطفلك الجميل هذا كل الأشياء معاً وبالتدريج، وتكوّنا تجربتكما الخاصة جداً بمميزاتها وعيوبها، لا تجلدي نفسك. هذا الكلام أقوله لنفسي قبل أن أكتبه لكِ والله، وأتمنى أن أتذكره دائماً في الوقت المناسب؛ لأن القلق وأحاسيس الذنب أكثر الأحمال ثقلاُ وهمّاً في الأمومة تقريباً..
4- “جمّدي قلبك شوية”
من الآن فصاعداً كل الأشياء ستكون جديدة عليكِ جداً، عندما ترين أعراضاً تقلقك في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ولا تعرفين ما العمل، لا تنهاري ولا تبكي ولا تشعري أن العالم قد انتهى، -لا تفعلي مثلي- لأن معظم المشاكل الخاصة بالأطفال في البداية تحتمل الانتظار للصباح، حيث يمكنك مهاتفة الطبيب أو النزول إلى أقرب مستشفى لو استدعى الأمر ذلك.. إلا لو -لا قدر الله- كان هناك قيء متواصل أو إسهال متواصل يمكن أن يؤدي إلى جفاف مثلاً، حينها من يقول لك اهدئي وانتظري “غزّيه”، واقلبي الدنيا على رأسها وانزلي حالاً. لكن البكاء الكثير والذعر المتواصل مُجهد جداً، وستحتاجين إلى الوقت حتى تتعافي منه، هذا الوقت الذي أعتقد أنكِ أحق به أنتِ وطفلك الجميل. في العموم يجب أن يكون معكِ دائماً رقم هاتف لطبيب ثقة ويكون متجاوباً سريع الرد، لو لم يكن طبيبك، إذن اختاري أي طبيب آخر من المعارف.. لكن الأهم أن يكون ثقة ولديه ضمير ومستعد لإعطاء نصيحة حقيقية على الهاتف. ما يساعدك على تجميد القلب أيضاً أن تكوني في مجتمع أمهات سبقوكِ في التجربة وتستطيعي الوصول إليهن في أي وقت، على الفيس بوك مثلاً أو حتى جروب واتس آب.. تستطيعين قراءة تجاربهن والتعلم منهن وتسألينهن لو أحببتِ.. لكن المهم أنكِ أيضاً تقومين باختيار أمهات عقولهن أشبه بعقلك، لأن مجتمع الأمهات يمكن أن يتحوّل “بقدرة قادر” من نقطة قوة وسند إلى عالم غريب من المقارنات والتحديات وكيد النسا! فكوني مع الطيبيين.. وتأكدي أنهم كُثر.
5- اطلبي المساعدة من الشخص المناسب
كان لدي مشكلة حقيقية في هذه النقطة، ليس عندي أي ثقة تامة في أن هناك شخص آخر سيقوم بالمهمة كما أقوم بها أنا وكما أريدها، وبالتالي أريد دائماً فعل كل شيء بمفردي وطبعاً لا أقدر.. رزقني الله بأناس رائعة حواليّ استطاعوا أن يقنعوني بأنني أقدر على تغيير طريقتي وأطلب مساعدة، لكن حتى لا أكون متضررة كان لا بد أن أتعلم مم عليّ أن أطلبها؟.. ليس فقط عنصر الثقة أو الخبرة الخاصة بمن يقف أمامي، لا.. الارتياح أيضاً.. يجب أن أكون مرتاحة ولا أحمل همّ الطريقة التي ستُقدم بها المساعدة حتى لا تتحول لعبء جديد؛ لأن الهدف من المساعدة هو تقليل الهمّ وليس العكس.. المساعدة التي تزعجك ارفضيها بذوق، أو حاولي أن تتحدثي مع من يقدمها عما تشعرين به لو كان هذا متاحاً.
6- استمتعي
نعم.. والله هذا ليس خيالاً علمياً ولا كلام تنمية بشرية، صحيح أن عنصر المتعة ينقرض قليلاً أمام قلة النوم والصريخ المتواصل بسبب المغص و… و… لكن ستظل هناك لحظات خاصة حاولي بكل قوّتك أن تقتنصيها. هل تذكرين عندما كنتِ تعودين من الخارج محبطة تكرهين نفسك فتقومين حينها بتشغيل موسيقى والرقص أمام المرأة؟ لعلمك، هذا الأمر ما زال متاحاً.. لكن مع طفل أنتِ تمثلين العالم بأكمله بالنسبة له، يراقبك ويراقب صوت الموسيقى وهو يحاول فتح عينيه باندهاش وبراءة. كل الناس سيخبرونك بأن تصبري 3 أشهر على الأقل حتى يكون هناك تواصل حقيقي بينك وبينه، لكن هذا غير حقيقي، هناك تواصل تقدرين على أن تلمسيه من أول لحظة.. اجعلي التلامس جزءاً من اليوم.. ضعي شفاهك على جبينه/ جبينها وشغّلي موسيقى هادئة وارقصي معه سلو.. “آه والله”.. ستلاحظين أن تقريب شفاهك من جبهته يغيّر ردة فعله و”ري أكشن” وجهه.. ستشعرين به يبحث عن صوتك عندما يحمله شخص آخر غيركِ، ستشعرين أنه يحب الرقص معكِ، كما أنكِ أصبحتِ تحبين الرقص معه. طبعاً هذا لن يحدث طوال الوقت، لكنه يجب أن يحدث ولو مرات معدودة.. ستجدين معنوياتك قد ارتفعت جداً وستعطيك صبراً كبيراً على كل التعب. في النهاية.. سأقول لكِ كلمة جميلة قالتها لي أختي وأحبها للغاية: “ربنا هو اللي بيكبّرهم”. نعم.. والله هذا حقيقي جداً، الأمر ليس متعلقاً بتقوفك أو شطارتك ولا شطارتي ولا شطارة أكثر أُم خبيرة في العالم. الله هو مَن يتولى رعايتهم وتربيتهم رغم تعبنا وتقصيرنا وكل شيء آخر.. لا تخافي.. تأكدي أن الله معكِ دائماً وسيرسل لك المساعدة في الوقت المناسب. كوني قوية، وكما يقول المصريون: “اتجدعني انتي بس كده”.