قصة تحد ونجاح.. تخرجت مع ابنتها من الجامعة في يوم واحد
ارتدت السعودية صالحة عسيري، زي التخرج من جامعة الملك خالد في تخصص الإعلام والاتصال، ليتحقق حلمها في مرافقة ابنتها “مرام آل مناع” التي تخرجت من قسم إدارة الأعمال بكلية العلوم الإدارية والمالية، لتكون الأم وابنتها في مسيرة حفل التخرج جنبا إلى جنب.
تحدثت الأم صالحة مع “العربية.نت” عن مسيرتها التعليمية التي جعلتها ترافق ابنتها منذ المرحلة الثانوية حتى آخر يوم بالجامعة، متحدية كل العقبات والصعوبات التي واجهتها، لتحقق حلمها في نيل درجة البكالوريوس في الإعلام والاتصال، لتحتفل الأسرة بأمهم بمناسبة تخرجها وأهدوها درع تكريم، عبروا فيه عن فخرهم بها.
وتمنت بعد هذا الكفاح أن تجد لها وظيفة تستطيع من خلالها إعالة أبنائها كونها الحاضنة الوحيدة لهم وهي المسؤولة عن شؤنهم.
كيف عادت “صالحة” للدراسة
وذكرت صالحة: “كنت متفوقة وشغوفة بالتعليم منذ صغري، واستمريتُ حتى الصف الأول الثانوي، وتوقفت عن الدراسة حينها، نظير زواجي المبكر وانتقالي إلى المنطقة الشرقية، وانشغلت بحياتي الخاصة، وكوني أم لعدد من الأبناء، إضافة إلى فقداني الدعم ممن حولي كي أستطيع إكمال دراستي”.
وبعد سنوات عادت “صالحة” لمدينة أبها من جديد، وعندما أنهت ابنتها “مرام” المرحلة المتوسطة، شجعت والدتها على إكمال دراستها، عن طريق نظام الدراسة “منازل”، وقد استحسنت الأم الفكرة، ولاقت تشجيعا من المقربين ومن معلمات ابنتها “مرام”، وبدأت بالفعل بالعودة للدراسة، رغم صعوبة التجربة بعد انقطاع دام أعواما.
تقول: “على الرغم أني ربة أسرة ومطلوب مني مسؤوليات كثيرة، استطعت التأقلم مع فكرة الدراسة، ففي المرحلة الأولى ثانوي حصلت على مستوى جيد، وبالثاني ثانوي حصلت على “جيد جدا” وبالثالث ثانوي حصلت على “الامتياز”.
وأضافت صالحة: “بفضل الله ثم بدعاء الوالدين، حصلت على التوفيق بدراستي، وتقدمت لاختبار “القدرات” و”قياس” وحققت فيها معدلات مرتفعة، رغم أنني لم أكن ملمة بكافة المناهج الدراسية، واستطعت الحصول عل معدل 81%، ونظير حبي للإعلام التحقت بكلية “الإعلام والاتصال” بجامعة الملك خالد، وكان يوم قبولي بالجامعة يوم عيد بالنسبة لي، وقد سجدت لله شكرا في لحظتها”.
وبينت بأن والدتها كانت تدفعها دائما لتراها في يوم كهذا، وقد تخرجت من الجامعة، لكن المنية وافتها العام الماضي قبل أن تراها.
صعوبات وتحدٍ
وعن الصعوبات التي واجهتها صالحة، تقول: “بقدر الداعمين لي، كان هناك محبِطون، ولكنني استطعت أن أتجاهلهم لتمضي الأيام وأحقق حلمي، كما واجهتني مشكلة بأن طفلي عبدالمحسن كان أول عام له بالدراسة، وهو أول عام جامعي لي، مما جعلني أمام تحد كبير بين الاهتمام بأطفالي بالمرحلة الابتدائية، أو إكمال دراستي التي تتطلب مني الانتظام وحضور المحاضرات بشكل يومي، وبفضل الله ثم بفضل دعم أبنائي لي وصديقاتي، استطعت التوفيق بين دراستي والمنزل.
طموح وإصرار
اختلفت الأم صالحة عن ابنتها مرام في طموح الدراسة، لتختار البنت دراسة إدارة الأعمال، ومن المواقف التي سطرتها حياة دراسة الأم مع ابنتها، تباعد مواقع الدراسة داخل الجامعة ومعاناة الحصول على سائقين، في الوقت التي كانت ترتبط فيه الأم بأطفالها الصغار في المنزل عند عودتهم من المدرسة، مما دفع الأم لدفع أجرة أكثر للسائقين مقابل حرصها في التوفيق بين دراستها والمنزل.
واستمرت المعاناة لعامين حتى تم ضم كلية الإدارة لمجمع الكليات الأخرى التابعة لجامعة الملك خالد فأصبحت الأم والبنت تذهبان سوياً للجامعة.