500 ألف دولار لإنتاج فيلم يتهم قطر بالإرهاب
كشف تحقيق استقصائي أعده مكتب التحقيقات الصحفية في الولايات المتحدة الأمريكية، عن أنه تمت الاستعانة بأحد المخضرمين في عمليات الدعاية الأمريكية من قبل شركة مقرها دبي من أجل إنتاج فيلم يتهم قطر بالإرهاب، ويبرز التحقيق أن تشارلز أندريا، الذي يدير شركة “أندريا أند أسوسييتس” كان يعمل سابقاً مديراً تنفيذياً لشركة “بيل بوتنينغر” في الولايات المتحدة، قبض مبلغ 500 ألف دولار في أغسطس؛ لإنتاج سلسلة من ست حلقات تزعم صلة قطر بالإرهاب الدولي، وأنتجت الشركة شريطاً وثائقياً بعنوان “قطر: التحالف الخطير”، يعرض عددا من المحافظين يتحدثون عن روابط قطر مع الجماعات الإسلامية، وتتخلله أخبار وأشرطة الفيديو.
أكد التحقيق أن شركة لابيس كومنيكيشن التي يملكها رجل أعمال أفغاني أسترالي ومقرها دبي، اتصلت مع شركة “أندريا أند أسوسييتس/ إي أند إي”، لإنتاج هذا الفيلم، تزامنا مع حملة غير مسبوقة ضد قطر قامت بها السعودية والإمارات، بعد إعلان الحصار على الدوحة، وانضمت إليهما كل من البحرين ومصر.
حملة مغرضة
قال التحقيق الاستقصائي إن الفيلم المعادي لقطر تم توزيع نسخ منه في مؤتمر أقيم بمعهد هدسون، في أكتوبر 2017، شارك فيه متحدثون هاجموا قطر، وكان من بين المشاركين ستيفن بانون، الذي كان المتحدث الرئيسي، بالإضافة إلى وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا، ومدير “سي آي إيه” السابق ديفيد بترايوس. وبحسب الموقع، فإن برويدي كان من المتبرعين لمعهد “هدسون”، الذي نظم المؤتمر المعادي لقطر.
أضاف الموقع إنه “رغم أن الموضوع متخصص، والمعالجة ليست على قدر كبير من الحرفية، إلا أن الفيلم شوهد على يوتيوب أكثر من 700 ألف مرة، ويمكن تنزيله على أمازون، غير أن تعليقات المشاهدين كانت لصالح قطر ضد عملية التشويه التي تتعرض لها، حيث كتب أحدهم “إنها دعاية أمريكية” وعلق آخر “أنا أقف مع قطر”.
كشف الموقع عن أنه بعد اتصال شركة “لابيس” مع أندريا بفترة قصيرة، قام مجلس الإعلام الوطني في الإمارات بمنح عقد لشركة علاقات عامة في لندن، وخصص جزءا من هذا المبلغ إلى مجموعة “أس سي أل سوشيال” للقيام بحملة معادية لقطر على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنها جزء من مجموعة “أس سي آل”، التي تملك شركة “كامبريدج أنالتيكا”، التي استغلت المعلومات في “فيسبوك”.
ويشير التحقيق إلى أن تشارلز أندريا سجل نفسه، في يناير من هذا العام، كجزء من جماعة ضغط في مجلس الشيوخ فيما يتعلق بالعلاقات القطرية – الأمريكية، نيابة عن شركة “لابيس”، كما تم الكشف عن عقد الشركة الذي يهدف للإساءة للدوحة في إطار تحقيق لوزارة العدل في نشاطات لوبيات الضغط والعلاقات العامة للعملاء الأجانب مع الشركات الأمريكية .
واعتبر التحقيق أن منسوب القلق الأمريكي يرتفع إزاء حملة التأثير الأجنبي على قرارات البيت الأبيض، حيث يطالب القانون الأمريكي الشركات بالكشف عن علاقاتها وعقودها مع العملاء الأجانب، في ظل التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016. ولفت التحقيق إلى أن لابيس وتشارلز لم يردا على الاتهامات التي وجهت لهما من خلال مكتب التحقيقات الصحفية.
حملة تضليل في العراق
وذكر التحقيق أن تشارلز أندريا، متورط في عدة حملات دعائية على غرار إشرافه على وحدة عمليات الدعاية في العراق، طبقا لعقد وقعته شركته مع البنتاغون بقيمة 500 مليون دولار، من أجل إدارة عمليات التأثير أثناء حرب العراق، حسب تصريح المؤسس المشارك لشركة “بيل بوتينغر” تيم بيل لمكتب التحقيق، وطبقا لتقرير لصحيفة “صندي تايمز” عام 2016.
وأورد التحقيق أنه طبقا لعقد مع البنتاغون قامت الشركة بإنتاج تقارير إخبارية تقدم على أنها من إنتاج قنوات عربية، وفيديوهات مزيفة لتنظيم القاعدة استخدمت للتأثير على الرأي العام، وعمل فريق العمليات النفسية الدعائية في شركة “بيل بوتنينغر” بالتنسيق مع الجنرال ديفيد بترايوس، الذي كان يقود القوات الأمريكية في العراق. وأعلنت “بيل بوتنينغر” عن إفلاسها من أجل حماية نفسها من المقرضين، بعدما تورطت في حملة جدلية لإثارة العنصرية في جنوب أفريقيا.
أثبت موقع مكتب التحقيقات الصحفية أن ستيفن بانون وديفيد بترايوس مرتبطان بشركة علاقات عامة، لها دور مباشر في العلاقة بين الحرب على العراق والتأثير الأجنبي في واشنطن. واستشهد بتقرير لصحيفة نيويورك تايمز كشفت فيه عن الدور الذي أداه مستشار سياسي للقيادة في أبوظبي، بالتعاون مع مقرب من البيت الأبيض، وهو إليوت برويدي، لترجيح كفة أجندة الإمارات في البيت الأبيض، وذكر بما أوردته “نيويورك تايمز” عن أن شركة برويدي “سيرسينوس” حصلت على عقود مربحة بالملايين من الإمارات، وأن برويدي نفسه وزع مقترحات للقيام بحملة معادية لقطر في مارس 2017.