هذه القصة السرية للهروب الفاشل لابنة حاكم دبي
نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن محاولة الأميرة الإماراتية لطيفة آل مكتوم، الهروب من بلادها على متن يخت من دبي، لافتة إلى أن “هذه المحاولة الفاشلة للهروب كانت من تنظيم الجاسوس الفرنسي السابق هيرفي جوبير”.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن “الحكاية بدأت بفيديو على موقع اليوتيوب مدته 40 دقيقة، نشر في 9 آذار/ مارس، قالت فيه لطيفة إنها إحدى بنات محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، ونائب رئيس الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس وزرائها ووزير دفاعها”.
“وادعت بالاعتماد على نسخة من جواز سفرها وبطاقة الهوية، أن والدها يحتجزها رغما عنها في مسقط رأسها وهي تستنكر حرمانها من حريتها، كما أنها اتهمت الرجل القوي في دبي بارتكاب العديد من الجرائم”، وفق “لوفيغارو”.
وذكرت الصحيفة أن “لطيفة قد تحدثت عن شقيقتها شمسة، التي اعتقلت لسنوات في بناية تدعى الخيمة، وعن تعرضها لمعاملة سيئة والتخدير إلى درجة تغيب فيها عن الوعي، وأضافت لطيفة أنها عانت من نفس الممارسات بعد محاولة هروبها الأول خلال سنة 2000، وذكرت لطيفة أنه منذ أن باتت تحت مراقبة مسؤولي الدولة، لم تعد قادرة على قيادة السيارة أو السفر، ما دفعها إلى اتخاذ قرار الفرار مرة أخرى”.
أما عن عملية هروب الأميرة الإماراتية، فأشارت الصحيفة إلى أن “التخطيط لها جرى سرا بمساعدة هيرفي جوبير، الذي يبلغ من العمر 62 سنة، والذي تربطه علاقة صداقة قديمة بالأميرة لطيفة”، منوهة إلى أن “ضابط المخابرات سابقا قد افتتح شركة غواصات سياحية في دبي، بالاشتراك مع مواطن إماراتي، ولم يسر هذا التحالف على ما يرام، وهرب هيرفي جوبير من الإمارات ليكشف عن تفاصيل هروبه في كتاب نشره خلال سنة 2009 عنوانه، الهروب من دبي”.
وقد صرح جوبير للصحيفة، في اتصال هاتفي، أنه يعرف لطيفة منذ ثماني سنوات حين كان يعمل في الإمارات، إذ اتصلت به بعد أن ترامى على مسامعها الكتاب الذي نشره.
وفي هذا الصدد، قال جوبير: “لقد اعتقدت بأنه بإمكاني مساعدتها على الهروب بفضل التجربة الخاصة التي مررت بها، لقد قررت مساعدتها من باب الصداقة ولم أتلق أي مقابل مادي”، مبينا أنه “في 24 شباط/ فبراير الماضي، غادرت الأميرة لطيفة آل مكتوم وصديقتها الفنلندية دبي بطريقة سرية على متن يخت تابع للفرنسي هيرفي جوبير، يحمل ترقيما أمريكيا”.
وفي هذا السياق، أفاد جوبير قائلا: “كان كل شيء يسير على ما يرام حتى اقتيادنا من قبل البحرية الهندية إلى المياه الدولية قبالة الهند”، مضيفا أنه “لم يكن اعتقالا بل اختطافا، كان هجوما مباغتا على الطريقة العسكرية، حيث صعدت قوات كوماندوز على متن اليخت وتم تقييدنا بالأغلال وضربنا، وقد جرحت بسبب ضربة عنيفة تلقيتها على مستوى الرأس، ومنذ ذلك الوقت وأنا أخضع للمراقبة الطبية”.
وذكرت الصحيفة، نقلا عن الجاسوس الفرنسي السابق: “لقد تم اقتياد الثلاثة، وهم الأميرة لطيفة وصديقتها الفنلندية، وهيرفي جوبير، برفقة طاقم اليخت الفلبيني، رغما عنهم إلى الإمارات”، موضحا أنه “تم وضع قناع على وجهي، وتم تقييدي بالأغلال، وقد اكتشفت لاحقا أنه تم جر اليخت إلى قاعدة الفجيرة العسكرية البحرية في الإمارات”.
وأضاف: “لقد تم فورا فصل الأميرة لطيفة التي كانت تتمنى الحصول على اللجوء السياسي، عنا عقب مهاجمة يختنا في الهند، كما أنه تم احتجازي بشكل منفرد واحتجاز تينا جاوياين أيضا في نفس السجن السري، دون أن يكون بيننا أي تواصل”.
وجرى إطلاق سراح جوبير وجاوياين في 20 آذار/مارس بعد سجنه لمدة 15 يوما، لكن جوبير أكد أنه لم يتعرض للعنف خلال فترة احتجازه، قائلا: “أكدت لي السلطات أنني لم أرتكب أي انتهاك للقوانين الدولية، لكن المساعدة التي قدمتها للطيفة تعتبر انتهاكا للقواعد الإسلامية”.
وذكرت الصحيفة أن “العميل السري الفرنسي السابق يعتقد أن فيديو الأميرة، الذي سجل قبل هروبها، ثم بث على شبكات التواصل الاجتماعي بعد أيام قليلة من الاختطاف، قد غير الوضع، فقد أدركت أنه أصبح بمثابة مشكلة خطيرة بالنسبة لهم، ما أجبرهم على السماح لنا بالرحيل”.
وفي الختام، قال هيرفي جوبير: “لا أحد يعرف مكان تواجد الأميرة لطيفة الآن، ليست لدي أية أخبار عن لطيفة، أعتقد أنها كانت تحت التخدير برفقة طاقم طبي شخصي يعمل على مراقبتها”.