متاجر أميركا الكبرى تشارك المسلمين طقوسهم بشهر رمضان
وذكرت صحيفة The New York Times الأميركية في تقرير لها قول ريان فيرو رئيس قسم البيع بالتجزئة في الشركة هذا الأسبوع إنَّ سلسلة متاجر Party City، التي تغطي 850 موقعاً معظمها في الولايات المتحدة، كانت متحمسة لإنتاج الزينة بعدما ازداد الطلب عليها في الآونة الأخيرة. وأضاف فيرو، الذي وصف زبائنه المسلمين بأنَّهم “لا يتلقون خدماتٍ كافية” عندما يتعلق الأمر بإمدادات الحفلات: “نحن نسعى دائماً للحصول على الأفكار من موظفي متاجرنا الذين يتعاملون مع زبائننا كل يوم”.
انتشار المنتجات في عدد من الولايات
لاقت المنتجات الرمضانية التي صممها الفريق الداخلي لابتكار المنتجات بالشركة رواجاً على الإنترنت -بيع العديد منها بالفعل- وستكون متاحةً بحلول يوم السبت في بعض متاجر مدنٍ مثل نيويورك، ولوس أنجلوس، وشوغر لاند بولاية تكساس. يعد هذا الإعلان خبراً ساراً للعديد من المسلمين الذين يستعدون لقضاء الشهر، الذي يبدأ في 16 مايو/أيار وينتهي مع غروب شمس 14 يونيو/حزيران، الذي يوافق بداية عيد الفطر المستمر حتى 15 يونيو/حزيران. وقالت هدى خواجة (20 عاماً) من مدينة أتلانتا عن جهود سلسلة متاجر Party City: “أنا متحمسة حقاً. هذا يجعلني أشعر أنَّنا أقل غرابة”. كانت هدى، التي تخرجت من الجامعة حديثاً، تضع زينة رمضان برفقة أهلها طوال حياتها. وقالت إنَّ والديها أرادا أن يكون الشهر ذا مغزى وممتعاً بالنسبة لها ولأشقائها السبعة الأصغر سناً. وروت هدى أنَّ الزينة التي كانوا يستخدمونها كانت في الأغلب محلية الصنع، وتتكون من لافتات، وسلاسل من الحلقات، وأشرطة مصنوعة من الورق، وكذلك أنوار وامضة.
منتجات متعددة الاستخدام
يتضمن الخط الجديد لسلسلة المتاجر أدوات مائدة، ولافتات، وشارات، وأكياس هدايا، وبالونات باللون الأرجواني والأزرق والأخضر والذهبي مزينة برسوماتٍ لمساجد، ورمزي الهلال والنجمة. كان والدا هدى متفوقين على غيرهما نوعاً ما في ما يتعلق بالزينة الرمضانية. تزيين البيت احتفالاً بقدوم رمضان أو العيد ليس بالضرورة تقليداً للمسلمين، لكنَّه أصبح أكثر شعبية. وقالت جيتاون جونز (39 عاماً) من بلدة إلك غروف بولاية كاليفورنيا، وهي والدة لصبيين صغيرين: “اعتنقتُ الإسلام في عام 2001، وأرى بالتأكيد فرقاً هائلاً. في السنوات العشر الماضية، يجد المزيد والمزيد من الآباء والأمهات أنَّه من المهم بذل جهدٍ كبير في الاحتفال بمثل هذه العطلات، لأنَّ عيد الميلاد أو العطلات في العموم تحمل أهميةً كبيرة”. وصدَّقت مريم عبد الجواد (29 عاماً) -لديها ثلاثة أطفال- على قول جيتاون، قائلةً إنَّ الزينة تساعد العائلات المسلمة على مواكبة الضجة التي تُحيط بعطلة ديسمبر/كانون الأول، وتساعد الأطفال على الشعور بالارتباط بدينهم وثقافتهم مع الحفاظ على هويتهم الأميركية أيضاً. وتقول مريم، التي تعيش في سانتا كلارا بكاليفورنيا، إنَّ الزينة تُساعد على تحميس الأطفال الذين لا يقدرون على الصيام بعد، وتذكر أنَّها تضيف إلى مخزون الزينة لديها سنوياً، وغالباً ما تشتري من مواقع مثل Etsy، حيثُ يبيع مئات الآلاف من المُصنّعين بضائع محلية الصنع. وقالت: “أحاول عدم المبالغة؛ لكنَّ الأمر مثير للغاية، أريد شراء كل شيء”.
لا منافسة في هذه المجالات
وتابعت مريم قائلةً إنَّ مجموعاتٍ مسلمة مختلفة بدأت تتشارك الموقع الإلكتروني لمتاجر Party City مؤخراً، مضيفةً أنَّ الناس غالباً ما يتناقلون المعلومات حول كيفية العثور على زينةٍ جديدة في هذا الوقت من العام. بخلاف شركة Oriental Trading، لا تواجه متاجر Party City الكثير من المنافسة المباشرة في سوق سلع الحفلات. أما بالنسبة للزينة الرمضانية، فإنَّ منافسيها الرئيسيين هم Etsy وAmazon، اللذان يُقدمان مجموعةً متنوعة جيدة. بدأت سلسلة متاجر Party City، التي تقدم نحو 8 آلاف منتج و50 تشكيلة لسلع الحفلات سنوياً، تستغل سوق الزينة الرمضانية المربحة. فوفقاً لدراسةٍ أُجريت عام 2014 صدرت عن الاتحاد الأميركي للمستهلك المسلم، تضم أميركا الشمالية فقط نحو 9 ملايين مسلم، بينما قدَّر مؤسس الاتحاد القوة الشرائية للمسلمين في الولايات المتحدة بنحو 100 مليار دولار. وقالت جيتاون: “نحن المجتمع الديني الأسرع نمواً في أميركا، وأعتقد أنَّ الشركات بدأت تدرك أنَّ هناك سوقاً كاملة خاصة بنا”.
تحديات أمام السوق الناشئ
حتى الآن، حققت الشركات الكبرى نتائج مختلفة في محاولتها لتلبية احتياجات المستهلكين المسلمين. تستمر شركة Hallmark في تقديم بطاقات العيد التي بدأت إطلاقها منذ سنوات، فيما عرضت شركات مثل Net-a-Porter وTommy Hilfiger في السنوات الأخيرة ملابس مخصصة لشهر برمضان. وفي فبراير/شباط، قدمت Macy’s مجموعة من الملابس المحتشمة، بما في ذلك الحجاب. غير أنَّ هناك بعض المحاولات الأخرى التي لم تثمر عن أي نجاح. ففي عام 2010، استخدمت Best Buy شركة منشورات تتمنى للمسلمين “عيد أضحى مبارك”، مما أثار ردة فعل عنيفة من جانب بعض العملاء. وفي عام 2011، ضغطت إحدى المجموعات المسيحية المحافظة على شركة الأجهزة العملاقة Lowe’s لسحب الإعلانات من برنامج All-American Muslim المعروض على شبكة TLC، ورضخت الشركة. وفي العام ذاته، تراجع متجر Whole Foods عن عرضٍ رمضاني شمل بعض الهدايا المجانية بعد تلقيه مجموعة شكاوى. لكنَّ Party City ليست قلقة. وقال فيرو إنَّه بغض النظر عن تفضيلات الدين أو العطلات، فإنَّ الشركة تتطلع دائماً إلى دعم زبائنها. يشعر بعض المسلمين الأميركيين بأنَّه بوجود المزيد من الكراهية الموجهة نحو الإسلام في الآونة الأخيرة، من المهم أن يُحتفى بعطلاته بصورةٍ علنية. وقالت جيتاون: “نريد أن يشعر أطفالنا بارتباطهم برمضان، وهو أمرٌ صعب في ظل المناخ السياسي اليوم، إذ يثير كل ما يخص المسلمين الآن الشكوك. أنت تريد لأطفالك أن يكونوا فخورين بدينهم، ويكوِّنوا مثل هذه الذكريات المدهشة. هذه عطلة رائعة حقاً أيضاً”.