العراق يعلن موقفه الرسمي من إرسال قوات عربية لسوريا
أعلن العراق على لسان مستشار الحكومة للأمن الوطني فالح الفياض، الأربعاء، موقفه من إرسال قوات عربية إلى سوريا، بديلا عن القوات الأمريكية التي ينوي الرئيس دونالد ترامب سحبها.
وأبدت السعودية، الثلاثاء الماضي، استعداها لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا، حيث قال وزير خارجيتها عادل الجبير إن بلاده “تجري نقاشا مع الولايات المتحدة بشأن إرسال قوات إلى سوريا”.
وقال الفياض في حديث لقناة “الميادين” الموالية للنظام السوري، إن “موقف بغداد الرسمي سيكون ضد إرسال قوات عربية إلى سوريا”، معربا عن اعتقاده بأن “هذه الدول لا تملك قدرات لإرسال قوات إلى الساحة السورية الملتهبة”.
ولفت مستشار الأمن الوطني العراقي إلى أن “التوجه للقتال في سوريا ليس نزهة وهناك دول أنفقت أموالا طائلة في الصراع على الساحة السورية”، واصفا الهجوم الصاروخي على سوريا بأنه “محدود وأقرب إلى مهمة يجب القيام بها”.
وأوضح أن “تواصل بغداد مع الحكومة السورية بالعلن وليس في الخفاء وهناك ترابط بين الساحتين، وأن التنسيق مع الحكومة السورية واجب في سبيل محاربة الإرهاب”.
وعلق الفياض على إعلان العبادي أن العراق يأنى بنفسه عن صراعات المنطقة، بالقول إن “كلمة النأي بالنفس سلبية والعراق لا ينأى بنفسه عن المخاطر المحدقة به ويبني علاقاته على أساس مصالحه”.
وأشار إلى أن العراق “لا يقف على الحياد بين الجمهورية الإيرانية وإسرائيل”، مشددا على أن “بغداد مع الأقرب إليها موضوعيا ولا يمكن لأحد تغيير هويتها”.
وفي نهاية آذار/ مارس الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي أن بلاده تريد تحقيق “توازن” في علاقاتها مع واشنطن ومع طهران، مؤكدا أن هذه السياسة تصب في صالح العراق.
وقال العبادي خلال مشاركته في “منتدى العراق للطاقة” في بغداد إن العراق “ينأى بنفسه” عن التوتر بين إيران والولايات المتحدة، معربا عن أمله في “ألا تنسحب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران”.
وكان قد قال في مقابلة سابقة مع مجلة “تايم” الأمريكية، إنه يقدر حجم المساعدة التي قدمتها كل من طهران وواشنطن لبلاده، لكنه دعا بذات الوقت البلدين إلى ما سماه “عدم تحويل العراق إلى ساحة معركة لأي صراع بالوكالة”.
وقال العبادي خلال المقابلة التي ترجمت “عربي21” جزءا منها، وأجريت داخل مكتبه بالمنطقة الخضراء المحصنة ببغداد: “أبق خلافاتك بعيدا عن العراق”، موجها حديثه لكل من واشنطن وطهران.