صاحب السمو يفتتح مكتبة قطر الوطنية ويهدي العالم منارة للمعرفة
بحضور ممثلي أصحاب الجلالة والفخامة وشخصيات عالمية ووفود من 52 دولة
صاحب السمو يدشن مكتبة قطر الوطنية بالتوقيع على الشهادة الرسمية لافتتاحها
الشيخة موزا: افتتاح المكتبة الوطنية في قطر يستدعي الشعور بالفخر التاريخي
ما كان لصرح المكتبة الوطنية أن يشمخ بعليائه لولا الرؤية السديدة لقيادة البلاد من عهد الأب إلى عهد الابن
نبعت فكرة المكتبة الوطنية سعياً لاستعادة دور نهضوي عربي لا نريد له أن يغيب
المكتبة الوطنية مؤسسة مرجعية للتراث العربي والإسلامي ومنصة للفكر الأدبي المعاصر
المكتبة صممت لتكون ثلاثية الأبعاد: مكتبة وطنية ومكتبة عامة ومكتبة بحثية في آن معاً
نوفر للأجيال الجديدة الأدوات المعرفية الكفيلة بقراءة صحيحة للتاريخ
المكتبة أمست كياناً دينامياً يصنع حراكاً ثقافياً مجتمعياً ويثري الحوار وينمي العقل
المكتبة آلية حديثة لدعم النهوض باللغة العربية ولإحياء حضورها الحضاري
تتلاقى الرؤى بين أهداف المكتبة والمشروع النهضوي للدولة
تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة حفل افتتاح مكتبة قطر الوطنية وذلك في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع مساء اليوم.
حضر الحفل صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
كما حضر حفل الافتتاح معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وصاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان الشقيقة، وسعادة السيد بكير بوزداغ مساعد رئيس الوزراء التركي، ومعالي الشيخ علي جراح الصباح وزير شؤون الديوان الأميري ممثل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء ممثلة جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة.
كما حضر الحفل فخامة السيد عبدالله غول، رئيس الجمهورية التركية السابق، وفخامة السيد نيكولا ساركوزي، رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق، والسيدة عاطفة يحيى أغا، الرئيسة السابقة لجمهورية كوسوفو، ودولة السيد ماتيو رينزي، رئيس وزراء الجمهورية الإيطالية السابق.
كما حضرها عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة وضيوف الحفل.
**الكتاب رقم مليون
ووقع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على الشهادة الرسمية لمكتبة قطر الوطنية والتي تعلن عن افتتاحها رسميا، ووضع سموه الكتاب رقم مليون على أحد رفوف المكتبة التي تبلغ السعة الإجمالية لعرض الكتب فيها مليونا و200 ألف كتاب .
والكتاب رقم مليون هو نسخة نادرة من صحيح البخاري تعود إلى عام 1175 م أي قبل 843 عاما.
الشيخة موزا: رؤية القيادة السديدة من عهد الأب إلى عهد الابن
وألقت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، كلمة خلال الحفل أكدت خلالها إنه ” ما كان لصرح المكتبة الوطنية أن يشمخ بعليائه لولا الرؤية السديدة لقيادة البلد من عهد الأب إلى عهد الابن في دعم المشاريع التنموية الاستراتيجية المستدامة وخاصة تنمية الانسان”.
وقالت صاحبة السمو “إن لفي افتتاح المكتبة الوطنية في قطر ما يستدعي الشعور بالفخر التاريخي وانتماء للريادة في الوطن العربي”.
وأعربت صاحبة السمو الشيخة موزا ، عن تطلعها إلى أن يكون مشروع مكتبة قطر الوطنية، آلية حديثة لدعم النهوض باللغة العربية ولإحياء حضورها الحضاري من خلال قراءة جديدة للتراث العربي واستعادة إشراقاتها.
وقالت صاحبة السمو ، إن الكتابة والكتب والمكتبات أظهرت عمق العلاقة بين الإنسان وتاريخ التدوين بوصفه منهلا للحضارة الإنسانية، والإنسان هو مؤلف الكتاب وهو موضوعه وهو منتجه وهو القارئ والناقد، وما هذه الكتب كلها إلا نحن وما هذا المبنى إلا لتشرق الأفكار تحت سقفه، سواء اتفقت أم اختلفت.
وأضافت سموها أن افتتاح المكتبة الوطنية في قطر يستدعي الشعور بالفخر التاريخي وانتماء للريادة في الوطن العربي منذ بدء تاريخ الكتابة والتدوين والمكتبات في وادي الرافدين قبل أكثر من خمسة آلاف عام، مشيرة إلى أنه من عصر إلى آخر تواصلت المبادرة بريادات التنوير في القرون الوسطى، وأبرزها بيت الحكمة ببغداد ومكتبة قرطبة في الأندلس ودار العلم بالقاهرة ومكتبة القرويين في فاس المغربية.
وتابعت صاحبة السمو “واستلهاما من هذا التاريخ المجيد وسعيا نحو استعادة دور نهضوي عربي لا نريد له أن يغيب، نبعت فكرة المكتبة الوطنية في قطر لتكون خزانة لتاريخ التدوين ووسيطا لنقل المعرفة بين مختلف الثقافات وأن تصبح بدرجة أساسية مؤسسة مرجعية للتراث العربي والإسلامي ومنصة لنشر النتاج الفكري والأدبي المعاصر، وقد صممت في شكلها ومضمونها لتكون ثلاثية الأبعاد: فهي مكتبة وطنية ومكتبة عامة ومكتبة بحثية في آن معا”.
وأوضحت سموها أنه بوصفها مكتبة رقمية متقدمة، سوف تتيح لمستخدميها الوصول السريع للمعلومة الدقيقة، كما توفر للأجيال الجديدة الأدوات المعرفية الكفيلة بقراءة صحيحة للتاريخ.
وأكدت صاحبة السمو أنه لم تعد وظائفية المكتبة تقتصر على كونها مجرد خزانة للكتب أو أرشيفا للتاريخ ترتادها النخبة الثقافية وتستفيد منها المؤسسات الأكاديمية وطلبة العلم فحسب، بل أمست كيانا ديناميا يصنع حراكا ثقافيا مجتمعيا واسعا ويثري الحوار المعرفي وينمي العقل والخيال الإبداعي.
وقالت سموها إن الكتاب هو الوعاء الحضاري للغة، معربة عن تطلعها أن يكون مشروع المكتبة آلية حديثة لدعم النهوض باللغة العربية ولإحياء حضورها الحضاري من خلال قراءة جديدة للتراث العربي واستعادة إشراقاتها يوم كانت لغة عالمية في القرون الوسطى قرينة بالعلم والثقافة ومدعاة للزهو حتى بات قولا متداولا: أنت تتحدث العربية، إذن أنت مثقف.
وتابعت صاحبة السمو “ولعل ما يكرس القيمة الفريدة لهذه المكتبة أنها تقع في بيئة صغيرة جاذبة للمعرفة، وأعني المدينة التعليمية بجامعاتها وباحثيها وطلبتها، كما يتعاظم دورها بالانتماء إلى بيئتها الكبيرة: دولة قطر حيث تتلاقى الرؤى بين أهداف المكتبة والمشروع النهضوي للدولة، بالإضافة إلى بيئة ثالثة أكبر، ذاك هو عالم الإنترنت حيث تتفاعل مختلف الثقافات وحيث سيكون للمكتبة الوطنية حضور فاعل”.
واختتمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، خطابها بأنه “ما كان لصرح المكتبة الوطنية أن يشمخ بعليائه لولا الرؤية السديدة لقيادة البلاد، من عهد الأب إلى عهد الابن، في دعم المشاريع التنموية الاستراتيجية المستدامة، وخصوصا تنمية الإنسان”.
** ضيوف من 52 دولة
وشارك ضيوف من 52 دولة حول العالم، من رؤساء ومسؤولين ورؤساء سابقين ومثقفين ومفكرين، قطر ، تدشين مكتبتها الوطنية، ومنارتها المعرفية التي تهديها إلى العالم.
وخلال حفل الافتتاح الرسمي ، قام ضيوف الحفل بالضغط على زر على مقاعدهم للتعبير بصورة بصرية عن أهمية التعاون العالمي المشترك في نشر المعرفة.
وبعد الضغط على الزر انطلقت أشعة ضوئية من مختلف الدول من على خريطة العالم لتتلاقى جميعا فوق قطر، ومن ثم تنتج جميعا ميلاد المنارة المعرفية الجديدة للعالم مكتبة قطر الوطنية، كمشاركة من العالم في تدشين هذا الحدث الهام.
** جولة في المكتبة التراثية
وبعد انتهاء الحفل قام سمو الأمير المفدى وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وكل من صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان الشقيقة وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء ممثلة جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة بجولة في المكتبة التراثية، حيث تم الاطلاع على ما تحتويه من مخطوطات نادرة شاهدة على العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية في الطب والرياضيات والفلك والهندسة وغيرها من العلوم التي يزيد عدد مقتنياتها عن 50 ألف مادة تشمل مخطوطات ووثائق تاريخية بالإضافة إلى الكتب القديمة من بدايات عصر الطباعة والخرائط التاريخية والصور الفوتوغرافية القديمة والآلات الملاحية والفلكية القديمة.
** منارة للمعرفة
ومن خلال وظيفتها كمكتبة بحثية لديها مكتبة تراثية متميزة، ستقوم المكتبة بنشر وتعزيز رؤية عالمية أعمق لتاريخ وثقافة منطقة الخليج العربي، وستتيح لجميع المواطنين والمقيمين في دولة قطر فرصاً متكافئة في الاستفادة من مرافقها وتجهيزاتها وخدماتها التي تدعم الإبداع والاستقلال في اتخاذ القرار لدى روادها وتنمية معارفهم الثقافية، فضلا عن تبوئها دورا رياديا في قطاع المكتبات والتراث الثقافي في الدولة.
وتدعم مكتبة قطر الوطنية مسيرة دولة قطر في الانتقال من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى تنويع مصادر الاقتصاد والحفاظ على استدامته، وذلك من خلال إتاحة مصادر المعرفية اللازمة للطلبة والباحثين وكل من يعيش على أرض دولة قطر على حدٍ سواء لتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة، وتمكين الأفراد والمجتمع، والمساهمة في توفير مستقبل أفضل للجميع.
ويتميز المبنى الجديد للمكتبة، الذي صمّمه المهندس المعماري الهولندي الشهير رِم كولهاس، بأنه مجهز لكافة الزوار حتى من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويحتوي المبنى على عدد من الابتكارات التكنولوجية مثل نظام فرز الكتب الآلي، وشاشات الوسائط التفاعلية، ومحطات الاستعارة والإعادة التلقائية، التي تمكن أعضاء المكتبة من استعارة الكتب وإرجاعها بسهولة ويسر.
وتمثل المكتبة التراثية، التي تقع في منتصف المبنى، قلب مكتبة قطر الوطنية، وبتصميم معماري متميز، يجعلها تشبه المواقع الأثرية، حيث تحتوي على عشرات النصوص والمخطوطات النادرة المرتبطة بتاريخ الحضارة العربية والإسلامية، بالإضافة إلى مخطوطات عربية وخرائط تاريخية ومُجَسَّمَات للكرة الأرضية وأدوات ومُعدات وصور فوتوغرافية قديمة للمنطقة وعادات شعوبها، كما تتضمن كتابات الرحالة والمستكشفين ممن حطّوا رحالهم في منطقة الخليج العربي على مر القرون.
وقد استقبلت المكتبة منذ الافتتاح التجريبي في نوفمبر الماضي أكثر من 161 ألف زائر، وسجلت أكثر من 51 ألف عضو جديد، وتجاوز عدد الكتب المستعارة 300 ألف كتاب، منها 185 ألفا و536 كتاباً من مجموعة الأطفال واليافعين و115 ألفاً و 278 كتاباً من المجموعة الرئيسية، مما مكنها أن تصبح خلال الأشهر الستة الماضية مقصدا لجميع أفراد المجتمع.
وتتوزع الكتب في مكتبة قطر الوطنية على ثلاث مناطق رئيسية في كافة الموضوعات من الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الطبيعية، منها أكثر من 150 ألف كتاب ومجلة في مكتبة الأطفال واليافعين، كما توفر المكتبة أكثر من 200 مصدر إلكتروني يمثل كل منها نافذة على أحدث ما وصلت إليه المعرفة الإنسانية من كتب ومجلات ودوريات أجنبية في مختلف التخصصات.
أما المكتبة التراثية فتحتوي على 50 ألف مادة تاريخية وتراثية، منها أكثر من 4 آلاف مخطوط وأكثر من 1400 خريطة تاريخية وعشرات الأطالس والأدوات الفلكية والآلات الملاحية والصور التاريخية، وغيرها من المقتنيات التراثية.