الخارجية القطرية: سنخفض تمثيلنا في القمة العربية لانعقادها في بلد حاصرنا وفرض علينا قيودا جائرة
أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية لـ”القدس العربي” أن قطر قررت تخفيض تمثليها الدبلوماسي في القمة العربية التي تنطلق الأحد، “لأنها تعقد في بلد حاصر قطر وفرض عليها قيوداً جائرة ولم يراع الجيرة وصلة الرحم”.
وستحضر قطر القمة بوفد يرأسه السفير سيف البوعنين، مندوب قطر لدى الجامعة العربية الذي ترأس أيصا وفد قطر للاجتماع التحضيري للقمة العربية.
وصرّح المصدر المسوؤل بالخارجية القطرية لـ”القدس العربي”، قائلاً: “قطر تشارك إيماناً منها بالعمل العربي وحرصها على المشاركة في كل المحافل العربية وهذا يأتي من خلال عضويتها بالجامعة. أما تخفيض مستوى التمثيل، فهذا مرده أن القمة تعقد في بلد حاصر قطر وفرض عليها قيوداً جائرة ولم يراع الجيرة وصلة الرحم”.
وقالت وكالة الأنباء القطرية في بيان لها الأحد “يترأس السفير سيف بن مقدم البوعينين مندوب دولة قطر الدائم لدى جامعة الدول العربية، وفد دولة قطر المشارك في القمة العربية العادية في دورتها التاسعة والعشرين، التي تبدأ أعمالها الأحد في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية”.
وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون الإعلام، حسام زكي، أعلن السبت، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لن يشارك في القمة العربية بالمملكة العربية السعودية الأحد، تأكيداً لما انفردت به “القدس العربي” في وقت سابق.
وقال حسام زكي في تصريح لقناة “سي بي سي” المصرية إن التمثيل القطري سيكون على مستوى مندوبها الدائم لدى الجامعة وليس على مستوى الأمير.
وأشار إلى أن عدد الملوك والرؤساء الذين سيشاركون في القمة العربية الـ29 بلغ 17 ملكا ورئيسا، وهو تمثيل كبير إذ جميع أعضاء جامعة الدول العربية يبلغون 22 دولة، مجمدة منها عضوية سوريا.
الوفد القطري المشاركة في القمة سافر عبر الأردن
وتعليقا على المشاركة القطرية في القمة العربية، قال المحلل السياسي القطري، الدكتور ماجد الأنصاري لـ “القدس العربي” إن “الحضور القطري لن يكون أمراً إيجابيا، كما أن عدم وجود احترام بروتوكولي للوفد القطري صعّب إمكانية حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على رأس الوفد القطري”.
وتابع قائلاً: “على الرغم من ذلك، حرصت قطر على حقها في حضور القمة العربية، وعدم التنازل عن حق الحضور لاعتقادها أن استمرار العمل العربي المشترك هو من المطالب القطرية التي تحرص عليها دوما، بغض النظر عن ممارسات بعض الدول العربية”.
وأشار الأنصاري إلى أن “الوفد القطري المشارك حاليا في القمة العربية سافر إلى المملكة العربية السعودية عبر الأردن، في حين وجهت الدعوة لدولة قطر لحضور القمة عبر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية”.
وخلص المحلل السياسي القطري إلى التأكيد أن “المسائل البروتوكولية، وعدم وجود نية لدى المسؤولين السعوديين لاحترام البروتوكول الرسمي المعمول به هو من أبرز الأسباب التي أدت إلى تخفيض قطر لمستوى تمثيلها في القمة العربية بالسعودية”.
وتتوافق تصريحات الأنصاري مع قراءات عديدة في قطر تؤكد أنه “لم يكن ممكنا حضور أمير قطر القمة، في ظل تساؤلات حول مدى استعداد السعودية السماح للطائرة الأميرية القطرية بالتحليق فوق الأجواء السعودية، ومدى التزام المملكة باحترام البروتوكول الدبلوماسي المعمول به في القمم العربية، والذي يقتضي أن تستقبل الدولة المضيفة للقمم العربية الرؤساء والدول الأجانب وفقا البروتوكولات الرسمية من مسؤول سام، إلى جانب استقبال الملك السعودي لضيوفه من القادة الأجانب، وهو الأمر الذي لم تبد السلطات السعودية أي نية معلنة اتجاهه”.
القمة أفرغت من محتواها
واعتبر الدكتور الأنصاري أن “القمة العربية التي تستضيفها المملكة العربية السعوية تعقد في ظل حالة توترات عالية جدا، جراء الملفات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الأزمة الخليجية”.
وأضاف: “القمة العربية ستكون مفرغة من محتواها، بسبب الضغوط السعودية، وهناك مؤشرات لوجود ضغوط سعودية وإماراتية لفرض تنازلات على الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مقابل عدم وجود نية لأن تشهد القمة أي تفاعل إيجابي مع ملفات رئيسية”.
رباعي الحصار استبق القمة بمطالبه التعجيزية
إلى ذلك، أجمعت العديد من القراءات الإعلامية القطرية على أن الظروف التي سبقت القمة العربية لا تشجع على حضور أمير قطر، لا سيّما أن دول الحصار لم تبد أي مؤشر ايجابي لحلحلة الأزمة، بل استمرت في تعنتها، عبر عقد اجتماع رباعي على هامش الاجتماع التحضري، يعلنون من خلاله تمسكهم بمطالبهم الثلاثة عشر التي رفضها المجتمع الدولي، قبل أن ترفضها قطر، ووصفتها عدد من الدول بأنها مطالب استفزازية وغير قابلة للتطبيق.
قطريون يسخرون من هرولة السعودية للتطبيع قبيل القمة العربية
هذا، واستبق كتاب قطريون انعقاد القمة العربية، بتأكيد عدم وجود أي مؤشرات عن إمكانية خروج القادة العرب بقرارات مهمة.
وسخر مغردون قطريون وخليجيون وعرب مما اعتبروه هرولة سعودية للتطبيع مع إسرائيل، مقابل تمسكها بحصار قطر. وغرّد الإعلامي القطري جابر الحرمي في تغريدة له عبر “تويتر”، قائلاً: “القمة العربية بالظهران حريصة على علاقات مع الكيان الإسرائيلي تلبية لهرولة البعض لتنفيذ صفقةالقرن .. بينما الواقع العربي المتشرذم بعيد عن المعالجات الحقيقية في القمةالعربية الغائبة عنها آلام وآمال الشعوب العربية ..!
وتساءل الحرمي في تغريدة أخرى: “الضربة العسكرية الأميركية البريطانيةالفرنسية جاءت عشية انعقاد القمةالعربية ب السعودية .. ما هو موقف الجامعة_العربية والعرب .. رفضا أم تأييدا .. أم أساسا لا حول لهم ولا قوة.. ولا يعلمون أساسا أن هناك ضربات ستتم إلا بعد وقوعها ..؟ الاستنتاج الأخير.. هو المعتمد..”.
وأضاف: “قمة ستعقد برئاسة خادمالحرمينالشريفين .. هل ستنتصر لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا ﷺ وأهله المحاصرين في #غزة وتتخذ قرارا فوريا بفك الحصار عن أهلها المرابطين ..؟ هذا رجاؤنا وأملنا ..”.
وقال المحامي الكويتي ناصر الدويله في تغريدة له: “حرص جريدة الرياض صبيحة انعقاد القمة العربيه في السعوديه على تهديد من يرفض التطبيع مع العدو الصهيوني بانه سيتحمل العواقب كلام يقوله نتنياهو وليست صحيفه تصدر في بلاد الحرمين لكن ردنا على جريدة الرياض اننا ننحاز لفسطاط المؤمنين في اكناف بيت المقدس و انتم انحازوا لمن تودونه وتوالونه”.