هل أنكر البابا الجحيم.. ولماذا ينفي الفاتيكان ويصمت هو؟
تواصل الجدل الإعلامي حول تصريح لبابا الفاتيكان نفى فيه وجود الجحيم؛ بين نفي من الفاتيكان وتأكيد من الصحفي الإيطالي الذي نقل التصريحات، وبين صمت من طرف البابا نفسه.
الفاتيكان نفى أن يكون البابا فرانسيس قال، في تصريحات لصحفي إيطالي بارز نشره في صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية اليومية (الخميس)، إن “الجحيم غير موجود” في الحياة الآخرة.
وأضاف الفاتيكان أن المقال اعتمد على مقابلة خاصة بين البابا والصحفي إيجينيو سكالفاري، مؤسس صحيفة لاريبوبليكا.
وجاء النفي الفاتيكاني تأكيدا لعقيدة الكنيسة الكاثوليكية، التي تقول إن أرواح المذنبين تلقى في جهنم، حيث يعانون “النار الأبدية”.
لكن الكاردينال فنسنت نيكولز، رجل الدين الكاثوليكي الأعلى في إنجلترا وويلز، قال بحسب ما نقلت عنه “بي بي سي”، إنه “لا يوجد في تعاليم الكاثوليكية ما يقول فعليا إن شخصا ما في جهنم”، مضيفا أن البابا كان فيما يبدو يستكشف “تشبيه نار الجحيم والكبريت وكل ذلك”.
وقال “نيكولز”: “هذا ليس أبدا جزءا من تعاليم الكاثوليكية. إنه جزء من الرموز الكاثوليكية، جزء من الرموز المسيحية”.
بدوره، قال الصحفي الإيطالي الذي يصرّح بإلحاده، إنه سأل البابا: أين تذهب “الأرواح الشريرة”؟ وأين يعاقبون؟ فكانت إجابة البابا: “الأرواح لا تعاقب.. هؤلاء الذين يتوبون يحصلون على عفو الله، ويدخلون ضمن صفوف الذين يتفكرون فيه، لكن أولئك الذين لا يتوبون ولا يمكن العفو عنهم يختفون. ليس هناك جحيم. هناك اختفاء لأرواح المذنبين”.
وما دفع الجدل إلى الواجهة من جديد، هو أن هذا التصريح لم يكن الأول المنسوب للبابا على هذا الصعيد، إذ نُسب إليه في العام 2014 تصريح مماثل قال فيه: “إننا من خلال التواضع والبحث الروحي والتأمل والصلاة، اكتسبنا فهما جديدا لبعض العقائد. الكنيسة لم تعد تعتقد بالجحيم حيث يعاني الناس الألم. هذه العقيدة تتعارض مع الحب اللامتناهي للإله. فالله ليس قاضيا، ولكنه صديق ومحب للإنسانية. والله لا يسعى إلى الإدانة، وإنما فقط إلى الاحتضان. ونحن ننظر إلى الجحيم (جهنم) كتعبير أدبي، كما في قصة آدم وحواء. الجحيم (جهنم) هي مجرد كناية عن الروح المعزولة، والتي ستتحد في نهاية المطاف، على غرار جميع النفوس، في محبة الله”.
في مواقع التواصل، وعلى خلفية الجدل المشار إليه، فسّر البعض نفي الفاتيكان دون تصريح مباشر من البابا، بأن الرجل لم يغادر قناعته المنشورة، لكنها قناعة لا تشاركه فيها مؤسسة “الفاتيكان”.
ونقلت بعض المواقع عنه القول: إنه لشرف عظيم أن يُطلق عليه وصف “ثوري”، معيدين التأكيد على تصريحاته بشأن عدم وجود الجحيم.