مكتبة قطر الوطنية..مليون كتاب بلغات متعددة ومصادر إلكترونية
تجري الاستعدادات الأخيرة لحفل افتتاح مكتبة قطر الوطنية التي تعتبر من أهم المشاريع الثقافية في قطر والمنطقة، وواحدة من أضخم المكتبات في العالم العربي، وسيجري حفل الافتتاح الرسمي خلال شهر إبريل/ نيسان المقبل، وفقا ما أكده لـ “العربي الجديد” نائب المدير التنفيذي لشؤون العمليات والتخطيط الاستراتيجي بالمكتبة، سعدي السعيد. وكان الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات “إفلا”، أعلن رسمياً عن اختيار مكتبة قطر الوطنية، كأول مركز إقليمي عربي لحفظ وصيانة التراث العربي والإسلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك خلال مؤتمر “إفلا” السنوي الواحد والثمانين، الذي انعقد في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا في أغسطس/آب 2015.
مليون كتاب ودورية
ويستوعب المبنى الجديد للمكتبة المزمع افتتاحه أكثر من مليون كتاب ودورية ومجلة، ويحتوي على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في عالم المعلومات والمكتبات، والاطلاع على ما يحويه من ذخائر الآداب والعلوم والمعرفة الإنسانية، بالإضافة إلى المجموعة التراثية، والمجموعات الخاصة للأطفال واليافعين، وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة، وجرى تصميم مبنى المكتبة ليتناسب مع هذه الفئة من خلال توفير العديد من الابتكارات الهندسية والتكنولوجية الفريدة التي تسهل عليهم عملية التعلم والتواصل. وثمة قسم خاص لليافعين والشباب،وعدد من محطات الإبداع: قاعات للتدريس، وغرفة للمطالعة الفردية والجماعية، و
، وقاعة محاضرات بسعة 120 مقعدا، وقاعة فعاليات تستوعب 250 شخصا.
ويحتوي المبنى الجديد على نظام فريد لاستعارة الكتب وتوزيعها ويشمل ذلك نظاما آليا لفرز الكتب ومحطات لاستعارة الكتب ذاتيا، وتوفير العديد من التقنيات المبتكرة منها خدمات استعارة الكتب وإعادتها باستخدام تكنولوجيا التعريف بترددات الراديو، ونظام ناقل الأفراد الذي يسهل على جميع الرواد الوصول لأي مكان في المجموعة الرئيسية.
ووفقا للمديرة التنفيذية للمكتبة، سهير وسطاوي، فإن “المكتبة تتطلع إلى أداء دور ريادي في الحفاظ على تراث قطر والمنطقة، بما يتفق مع “رؤية قطر الوطنية 2030″، وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة”.
وأوضحت أن المجموعة الرئيسية من الكتب والمواد أغلبها باللغتين العربية والإنكليزية، إلا أن المكتبة تقدم مجموعة واسعة من الكتب باللغات الأخرى ومنها الفرنسية والألمانية والإيطالية والبرتغالية، والإسبانية، والروسية والبنغالية، والأوردية، والصينية وغيرها من اللغات الأخرى والتي تعكس التنوع الثقافي للسكان في قطر، لافتة إلى أن المكتبة لا توفر خدمة الترجمة، بل توفر مواد وكتبا مترجمة بحيث تخدم الطلاب والباحثين والمختصين وكافة أفراد المجتمع.
القسم التراثي
وتحتوي المكتبة التراثية التي تضمها المكتبة الوطنية بين جنباتها، على عشرات النصوص والمخطوطات النادرة المرتبطة بتاريخ الحضارة الإسلامية، وتضم المجموعة المتنامية للمكتبة التراثية وثائق أرشيفية ثمينة ونادرة، وكتبا ومجلات بلغات أوروبية عدة، ومواد مطبوعة باللغة العربية يعود تاريخها إلى بدايات دخول الطباعة إلى العالم العربي، وتشمل هذه المواد كتبا ودوريات ومجلات وصُحفا، فضلا عن مجموعة نادرة من المخطوطات العربية في مختلف الموضوعات، كما تضم المكتبة خرائط وأطالس ومُجسمات للكرة الأرضية وأدوات ومُعدات خاصة بالرحالة ومجموعة من الصور القديمة للمنطقة وشعوبها، وتحتوي على ترجمات لاتينية لبعض الكتب العربية القديمة، ويعود تاريخ هذه الكتب المترجمة إلى القرن الخامس عشر الميلادي، حينما بدأت الطباعة بالظهور في أوروبا، وتعتبر هذه الكتب من ضمن أندر وأثمن المواد في المكتبة التراثية.
وتُساهم المكتبة التراثية بطريقة فريدة في إثراء المشهد الثقافي لدولة قطر، وتشير المعلومات إلى أن الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني، كان قد وضع النواة الأولى لهذه المكتبة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وتمثّل هدفه الأساسي من إنشائها في توفير مصادر تاريخية قيِّمة وثرية عن قطروالمنطقة، من بينها كتابات الرحالة والمستكشفين ممن حطّوا رحالهم في منطقة الخليج العربي، وقد تطوّرت هذه الرؤية لتشمل نفائس ونوادر المؤلفات والمخطوطات ذات الصلة بالحضارة العربية والإسلامية.
ويحتوي قسم الكتب التراثية على 4 آلاف مخطوط، و26 ألف كتاب، و1300 خريطة، و30 ألف صورة، أما قسم الأطفال، فيضم 100 ألف كتاب متاح باللغتين العربية والإنكليزية، بالإضافة إلى الكتب المسموعة والإلكترونية والمجلات الرقمية. كما تحتوي مكتبة الأطفال على الدمى والألعاب التعليمية ومواد الحرف والمهن اليدوية، وبرامج التعلم المبتكر، وأدوات لتركيب الروبوتات والآليات الأساسية.
مصادر إلكترونية
وتضم المكتبة أيضا، قسم المصادر الإلكترونية الذي يتيح خدمة التصفح المجاني للمصادر الإلكترونية التي توفرها، والتي
. ويُمكن من خلال هذه المصادر الإلكترونية تنزيل وتصفح أوراق بحثية، أو كتب إلكترونية أو مسموعة، أو مقالات من صحف أو مجلات، أو مقاطع الفيديو والموسيقى.
وتضطلع مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بمسؤولية الحفاظ على التراث الوطني من خلال جمع التراث والتاريخ المكتوب الخاص بالدولة والمحافظة عليه وإتاحته للجميع. ومن خلال وظيفتها كمكتبة بحثية لديها مكتبة تراثية متميزة، تقوم المكتبة بنشر وتعزيز رؤية عالمية أعمق لتاريخ وثقافة منطقة الخليج.
وانطلاقا من وظيفتها كمكتبة عامة، تتيح مكتبة قطر الوطنية لجميع المواطنين والمقيمين فرصا متكافئة للاستفادة من مرافقها وتجهيزاتها وخدماتها التي تدعم الإبداع والاستقلال في اتخاذ القرار لدى روادها وتنمية معارفهم الثقافية. ومن خلال نهوضها بكل هذه الوظائف تتبوأ المكتبة دورًا رياديا في قطاع المكتبات والتراث الثقافي في الدولة ، ويحق لأي مواطن قطري أو مُقيم التسجيل والحصول على العضوية بالمكتبة مجانا.
بقي أن نشير إلى أنه وقبل أكثر من ست سنوات، وتحديدا في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، أعلنت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن مشروع مكتبة قطر الوطنية، وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، افتتحت أبوابها للجمهور.
العربي الجديد