وتسبب الاعتداء الذي وقع في سبتمبر من العام المنصرم في محطة القطارات جنوبي لندن بجرح 30 شخصا، واستغرق الأمر لجنة المحلفين يوما واحدا للتوصل إلى أن المتهم مدان بالقتل، كما قال الادعاء إن القنبلة كانت مصممة لإيقاع أكبر خسائر ممكنة في الأرواح.
وقال القاضي هادون كايف، الجمعة، عند النطق بالحكم إن الشاب أحمد حسن، الذي ولد في العراق وطلب اللجوء في بريطانيا، قد استغل سخاء وكرم الأنظمة في البلاد، كما تعامل بانتهازية مع والديه بالتبني اللذين لم يدر بخلدهما أنهما يؤويا صاحب “فكر ظلامي”، بحسب صحيفة “تيلغراف” البريطانية.
وقد قضت المحكمة بسجن أحمد حسن (18 عاما) مدى الحياة على أن لا تقل مدة الحبس عن 34 سنة.
وقال القاضي في كلمته لحسن: الإسلام دين ينبذ التطرف والإرهاب، ويطالب المسلمين باحترام قوانين البلدان المضيفة، ولقد تلقيت “يا أحمد” أقسى عقوبة ممكنة في البلاد، لأنك قد انتهكت تعاليم الإسلام والقوانين الحضارية”
وأنهى القاضي كلامه: “أنت شاب ذكي للغاية، لكن اخترت طريق الكراهية والشر، رغم كل الرعاية التي منحها لك منذ لحظة وصولك إلى هذا البلد”.
وحسب التحقيقات فقد أعد أحمد حسن القنبلة في بيت الأسرة التي ترعاه في بلدة سانبيري غربي لندن، عندما كانوا خارج المنزل. ومن هناك استقل القطار إلى محطة ويمبلدون في لندن، ثم ترك القنبلة المجهزة بعداد زمني في قطار المترو، فانفجرت جزئيا الساعة 8:20 صباحا بعد وصول القطار إلى محطة بارسون غرين.
وكان حسن قد غادر القطار في المحطة السابقة، وألقي القبض عليه في اليوم التالي في مدينة دوفر. وكانت القنبلة، التي مزج حسن موادها المتفجرة بنفسه، مليئة بالمسامير.
واستمعت المحكمة إلى حسن الذي وصل إلى بريطانيا في شاحنة بعد أن أمضى بعض الوقت في مخيم اللاجئين في كاليه بفرنسا، وأحيل إلى الخدمات الاجتماعية في ساري، وهو إجراء اعتيادي لكل طالبي اللجوء من الأطفال الذين يصلون إلى بريطانيا دون رفقة بالغين.
كما استمعت المحكمة إلى الشهود الذين قالوا إنهم سمعوا انفجارا مدويا ورأوا كرة من اللهب في سقف عرب القطار. وأحرقت القنبلة وجه وأطراف أحد ركاب القطار وأٌصيب ركاب آخرون وهم يحاولون الفرار.
وفي مراجعة طلبه للهجرة في يناير 2016، قال حسن للمسؤولين إنه كان على اتصال مع تنظيم داعش وإنه “مدرب على القتل”.
وأعرب موظفو الرعاية في البيت الذي أودع فيه في البداية عن قلقهم من الأمر.
وخلص ضابط في برنامج مكافحة التطرف إلى أن حسن يجب أن يحصل على دعم متخصص لمكافحة التطرف، بيد أن إن انضمامه لبرنامج مكافحة الإرهاب لم يبدأ حتى نهاية يوليو، ولم تكن الأسرة التي ترعى حسن تعلم أن لديه ميولا متشددة.