قطر تركز على خطة خمسية للاعتماد على الذات في مواجهة الحصار
أطلقت قطر خطة للتنمية مدتها خمس سنوات تركز على جعل الدولة الخليجية الصغيرة أكثر اعتمادا على نفسها في مواجهة الحصار الذي تواجهه منذ بدء الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران الماضي.
وتعهدت استراتيجية التنمية الوطنية الثانية 2018-2022 لترشيد استهلاك الطاقة وتشجيع تطوير الطاقة المتجددة مع زيادة مستويات الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي وصيد الأسماك.
وتهدف الخطة التي أطلقها رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، لجعل قطر مكتفية ذاتيا بنسبة 30 في المئة في طلبها على الماشية و65 في المئة في الطلب على الأسماك محليا بحلول 2022.
ولم تتضمن الخطة أرقاما للمستوى الحالي من الإكتفاء الذاتي لقطر في هذه المجالات، لكن البلد الذي يقطنه 2.7 مليون نسمة يعتمد بشدة على استيراد الغذاء، حيث أن 6 في المئة فقط من أراضيه صالحة للزراعة بحسب الخطة.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرضت حصارا سياسيا واقتصاديا عليها في 5 يونيو/ حزيران متهمة إياها بدعم الإرهاب، وهو اتهام تنفيه الدوحة.
وأحدث الحصار اختلالات في الواردات القطرية، التي كانت كثير منها تأتي عبر حدودها مع السعودية، ودفعت مودعين من الدول الأربع إلى سحب ودائع بمليارات الدولارات من البنوك القطرية.
وتضرر اقتصاد قطر وأسواقها المالية مع هبوط الواردات بنحو 40 في المئة على أساس سنوي في الأسابيع الأولى من المقاطعة. لكن قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، طورت مسارات جديدة للتجارة وضخت عشرات المليارات من الدولارات من صندوقها السيادي للثروة، الذي يحوز أصولا تقدر بنحو 320 مليار دولار، لحماية بنوكها.
وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من 2017 أن الاقتصاد القطري تعافى إلى حد كبير من تداعيات الحصار وعاود النمو بقوة.
وبدأت الجهود الرامية إلى جعل قطر أكثر اعتمادا على الذات في غضون أسابيع من سريان الحصار، مع قيام “بلدنا”، وهي شركة محلية ذات ملكية خاصة تدعمها الحكومة، بجلب 3400 رأس من الأبقار إلى البلاد مستخدمة طائرات شحن من أسطول شركة الخطوط الجوية القطرية المملوكة للدولة. وتخطط بلدنا ليكون لديها قطيع من 14 ألف رأس في حظائر ذات درجات حرارة مناسبة باستخدام المراوح ووسائل أخرى.
وتتعامل أجزاء أخرى من الخطة القطرية مع الأوضاع الاجتماعية، إذ تتضمن تشجيع المواطنين القطريين على ممارسة الرياضة وتحسين صحة الشباب.
القدس العربي