محكمة مغربية تصدر حكماً بسحب كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة»
أصدرت محكمة مغربية من الدرجة الأولى في مدينة مراكش، حكماً يقضي بسحب كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة» لمؤلفه رشيد ايلال بعد الجدل الكبير، الذي خلفه الكتاب وذلك بناءً على مقتضيات قانون الصحافة والنشر.
وعلّلت المحكمة الابتدائية في مراكش هذا الحكم بكون الكتاب، يمس بالأمن الروحي للمواطنين، والمخالف للثوابت الدينية، المتفق عليها.
ووضع الوالي (المحافظ) السابق لولاية مراكش في شهر تشرين الاول/ أكتوبر الماضي، شكاية لدى المحكمة الابتدائية في مراكش، يطالب فيها بسحب الكتاب.
وسبق الحكم منع حفل توقيع كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة»، حيث فوجئ منتدى المغرب المتعدد، الجهة المنظمة للحفل، بمنع استغلال القاعة، على الرغم من استكمال كل الإجراءات الإدارية، والمسطرية من أجل الحصول على الترخيص.
وخلّف الكتاب ضجة كبيرة باعتبار أنه يتضمن عدداً من النقاط المثيرة، ويشكّك في الأحاديث النبوية، إلى درجة دفعت عدداً من المشايخ إلى إعلان ضرورة إحراق الكتاب.
واعتبر ايلال أن مؤلفه «صحيح البخاري نهاية أسطورة»، أول كتاب جامع مانع يناقش ما يعتقده خرافات تحيط بصحيح البخاري، ومؤلفه حيث تعرض الكتاب بإسهاب إلى العلاقة، التي تربط الشيخ البخاري بـ»صحيح البخاري»، المنسوب إليه، مع وضع مقارنة، ودراسة في المخطوطات الأقدم لكتاب الجامع الصحيح، وقام بتحليل حوالي سبعين مخطوطة من مخطوطات كتاب صحيح البخاري، الذي ظل لقرون مثار جدل واسع بين الفقهاء، والمحدثين والمثقفين. وقال إنه «تفاجأ بدوره بالحكم القضائي وكانت مفاجأته أكبر حينما علم أن عملية الحجز استهدفت مكتبة آفاق بمراكش، علما أنه على بعد خطوات قليلة توجد مكتبات أخرى تبيع الكتاب نفسه، الذي يتصدر لائحة الكتب الأكثر مبيعا في المغرب، بأزيد من 4000 نسخة حتى اللحظة». ونقل موقع 360 عن ايلال «كنا في صراع مع الظلاميين حتى تفاجأنا بحكم قضائي من جهة غير مخول لها توجيه هذه التهم للناس، على حسب علمي فالمجلس العلمي الأعلى هو المخول بالبث في مثل هذه القضايا». وقال «كيف يصبح انتقاد البخاري مساً بالأمن الروحي للدولة، وكتاب الله يقول «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا»، أي أن الإسلام كامل ولا يحتاج لكتاب جاء بعد وفاة النبي بأزيد من قرنين؟». وأكد أنه ينوي تقديم طعن في الحكم غير مستبعد «حدوث مفاجآت أخرى، تتعلق بمتابعته بصفته مؤلف الكتاب». وقال ايلال دفاعاً عن أطروحة كتابه، إنه «يستحيل ونحن في عصر التكنولوجيا أن يتقبل العقل خرافات صحيح البخاري، وأعطي مثالا على ذلك: اليوم يعرف صغيرنا قبل كبيرنا أن تعاقب الليل والنهار سببه دوران الكرة الأرضية حول نفسها، غير أن صحيح البخاري ينسب للرسول حديثا مفاده أن الشمس حين تغيب فهي تسجد لعرش الرحمان وتظل ساجدة حتى يأذن لها الرحمان بالشروق من جديد وتطل علينا»، فكيف يمكن تصديق مثل هذه الخرافات؟ لتكون النهاية الحتمية لمن يمحص في ذلك إما أن يلحد أو يعيش انفصاما في الشخصية، لذلك جاء هذا الكتاب كمحاولة لترك أثر للأجيال القادمة، ورسالة مفادها أننا لسنا بلداء لتصديق هذه الخرافات».
وسفّه مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي في وجدة ومدير معهد البعث الإسلامي للعلوم الشرعية، الكتاب وصاحبه، ونقل عنه تخصيصه لمكافأة مالية في ندوة نظمها مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، حول التراث الحديثي في المغرب الإسلامي، قدرها 100 الف درهم (11 ألف دولار) لمن ينجز بحثاً عن البخاري يرفع من قيمته.
ودعا الشيخ السلفي عبد الله أعياش المعروف بالشيخ المكناسي، إلى إحراق وإتلاف نسخ الكتاب وقال: «ما لم يقله العلماء عن مهزلة «صحيح البخاري نهاية أسطورة» هو أنه نفثة مصدور مقهور وهذيان أحد زنادقة غلمان بني علمان نطق على لسانه الشيطان! وبناء عليه فإنه حق لكل مسلم صادق في إسلامه ألا يلتفت إليه إلا بالرد المبطل لمزاعمه المتهافته المتهالكة».
القدس العربي