هكذا ستسيطر تقنية مسح الوجه على مستقبل الهواتف والحواسيب
نشر موقع “بيزنس إنسايدر” في نسخته البريطانية تقريرا، تحدث فيه عن تطور وسائل التعرف على الهوية في الهواتف الذكية على مدى السنوات الخمس الماضية انطلاقا من حساسات بصمة الإصبع التي ظهرت في هواتف آيفون 5 إس، وصولا إلى تقنيات التعرف على الوجه المعتمدة في الهواتف الذكية الرائدة، على غرار آيفون اكس الذي عمل مطوروه على تضمين ماسحات وكاميرات خاصة للتعرف على وجوه المستخدمين وتقليل هامش الخطأ.
وأشار الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته “عربي21“، إلى تطور أنظمة المقاييس الحيوية وسعيها لزيادة حماية الأجهزة الخاصة بالمستخدمين مثل الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية، وذلك من خلال الاستغناء عن نظام مسح بصمة الإصبع الذي يحتوي على مواطن خلل عديدة تتعارض مع مبدأ الخصوصية الذي تروج له كبرى الشركات التكنولوجية.
وتطرق الموقع إلى هاتف آيفون اكس الذي أنتجته شركة آبل الأمريكية خلال السنة الفارطة، حيث يمثل هذا الهاتف باكورة الهواتف التي تعتمد على تقنيات التعرف على الهوية من خلال إجراء مسح لملامح الوجه فقط. ولم يكن من المتوقع أن تلقى هذه التقنية رواجا كبيرا لدى المستخدمين، مما يستدعي مزيد التركيز على تطويرها في المستقبل.
وشرح الموقع كيفية عمل هذه التقنية، حيث تسلط المستشعرات المركزة في الجزء الأمامي للهاتف 30 ألف نقطة من ضوء الأشعة تحت الحمراء على الوجه. ثم يضطلع النظام الذي يعتمد على برمجيات الذكاء الاصطناعي، ومن خلال خوارزمية معقدة لحساب عمق وزاوية كل نقطة لتحديد بصمة الوجه الخاصة بالمستخدم.
وقال الموقع إن بصمة الإصبع حازت على الإعجاب في أوساط المستخدمين، نظرا لأنها تتسم بمعدل خطأ لا يتجاوز 1 على 50 ألف محاولة. لكن هذه النسبة تظل كبيرة مقارنة بالحماية التي توفرها تقنية التعرف على الوجه الجديدة في هواتف آيفون اكس، حيث لا يتجاوز معدل الخطأ مرة واحدة كل مليون محاولة.
وأفاد الموقع أن مصنعي الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية يؤمنون أن بداية الغيث قطرة، ويسعون بموجب هذا المعتقد إلى تطوير تكنولوجيا التعرف على الوجه، لكن ذلك لا يعني التخلي عن تقنية حماية الخصوصية باعتماد بصمة الإصبع. ويتجلى ذلك من خلال محاولة شركة فيفو الصينية دمج قارئ البصمة في الشاشة من أجل إحياء هذه التقنية واعتمادها بالتزامن مع تقنية التعرف على الوجه.
وبين الموقع أن إيجابيات تقنية التعرف على الوجه أصبحت جلية للعيان نظرا لسهولة عملها، حيث يكتفي المستخدم بالنظر للشاشة فقط، في حين تتكفل الماسحات الرقمية بالبقية وتقوم بفتح قفل الهاتف دون عناء يذكر. ومن المتوقع أن تشهد هذه السنة سباقا بين شركات الهاتف الذكي الرائدة لتطوير تقنية التعرف على الوجه ضمن سلسلة هواتفها القادمة.
ونقل الموقع تصريح المحلل التكنولوجي لموقع ستراتيشيري، بين طومسون، الذي قال في تقرير تحت عنوان: “آبل في أوج عطائها” إن “تقنية التعرف على الوجه تنقل أنظمة المقاييس الحيوية إلى مستوى آخر. وفي حين يستغرق تغيير العادات الراسخة بعض الوقت، أقوم بالتلويح بالهاتف أمام وجهي دون عناء يذكر”.
وأورد الموقع أن تطبيقات هذه التقنية متعددة للغاية ويمكن أن تشمل عدة مجالات. في الأثناء، يبدو أن هاتف آيفون اكس وصل إلى ذروة الحوسبة بالاعتماد على هذه التقنية، أي أنه ينجز المهمة المطلوبة مع مراعاة الجانب الأمني. وفي حين تمكن قارئ البصمة من توفير نظام حماية فعال، أضفى نظام التعرف على الوجه طابعا مثاليا على إجراءات الحماية.
وبين الموقع أن استعمالات تقنية التعرف على الوجه تتجاوز الأجهزة المعهودة، حيث طبقت شركة مايكروسوفت هذه التقنية في جهازها اللوحي سيرفس برو 4 الذي تم طرحه سنة 2015. وإن لم يكن ذلك كافيا، تتجه العديد من الشركات على غرار لينوفو وسامسونغ وديل نحو اعتماد هذه التقنية لتأمين الحواسيب التي ستنتجها في قادم الأشهر.
بالنسبة لشركة آبل، لا يبدو أنها تريد اعتماد نسق سريع في هذا الشأن وتضمين تكنولوجيا التعرف على الوجه في حواسيب ماك بوك التي تنتجه. في الواقع، تتمثل غايتها الرئيسية في التركيز على هواتف الآيفون أولا ومزيد تطوير هذه التقنية قبل اعتمادها في النسخ القادمة من الحواسيب الشخصية. لكن الأمر المؤكد هو أن الأجهزة المستقبلية ستكون على قدر كبير من الأمن على مستوى حماية الخصوصية.
ولم تكن أجهزة الآيباد اللوحية بمنأى عن هذه الموجة من التغيير حسب رأي الموقع، حيث تسعى شركة آبل للاقتداء بتجربة الآيفون اكس وتضمين مستشعرات التعرف على الوجه في أجهزة الآيباد التي تقوم بإنتاجها. وفي مرحلة قادمة، تسعى الشركة إلى تعويض الزر الرئيسي من خلال تضمين حساسات الأشعة تحت الحمراء في كاميرا الجهاز من أجل فتح قفل الشاشة.
وفي الختام، أكد الموقع أنه سبق لسامسونغ ووان بلس أن قامتا بتضمين تقنيات التعرف على الوجه في الهواتف التي أنتجتها في الأشهر الماضية، لكنها لا تزال بحاجة لحلول تكنولوجية يمكن الاعتماد عليها من أجل التخلي عن ماسحات بصمة الإصبع بصفة نهائية. لكن ومما لا شك فيه أن السنوات القادمة ستشهد بلوغ هذه الشركات هذه المرحلة من التقدم التكنولوجي.