انفجار يستهدف موكب رئيس الحكومة الفلسطينية شمال غزة
وانفجرت عبوةٌ جانبية خلال مرور موكب مسؤولي الحكومة، على بعد أقل من كيلومتر، بعد خروج الموكب من معبر بيت حانون إيرز شمالاً، بحسب ما أكد شاهد عيان في اتصال مع “العربي الجديد”، موضحاً أنّ الانفجار كان محدوداً، وأدّى إلى إصابة ثلاث سيارات من الموكب.
وفي وقتٍ لاحق علم “العربي الجديد” أن أمن غزة أوقف عدداً من المشتبه بهم في استهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني.
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، أنّ انفجاراً وقع أثناء مرور موكب رئيس الوزراء في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، لم يسفر عن إصابات.
وأوضح في تصريح صحافي مقتضب أنّ الموكب استمرّ في طريقه، لاستكمال الفعاليات المقررة اليوم، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية تحقّق في ماهية الانفجار.
الحمد الله يطالب بتسليم الأمن الداخلي
وعلى الرغم من الحادثة، واصل موكب الحمد الله سيره إلى المكان المقرر، للمشاركة في احتفال لافتتاح محطة للمياه العادمة في الشمال.
وخلال حفل افتتاح محطة تنقية المياه، قال الحمد الله إنّ استهداف الموكب لن يثني الحكومة عن مواصلة عملها في قطاع غزة والسعي للمصالحة الوطنية، مشدداً على ضرورة إعادة اللحمة إلى الشعب الفلسطيني.
وأضاف: “أقول لحركة حماس إن المؤامرة كبيرة لفصل غزة عن الضفة والقدس، ولن نقبل بأي مشاريع لا تمر من خلال الحكومة الشرعية”، مطالباً في الوقت ذاته حركة “حماس” بالتمكين الكامل والفاعل للحكومة، لا سيما الجباية والأمن والقضاء.
كذلك دعا الحمد الله حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” تحديداً للمشاركة في اجتماعات المجلس الوطني المقرر عقدها الشهر المقبل، مضيفاً “إن غزة هي حامية الهوية والقضية ولم ينقطع عملنا فيها يوماً خلال فترة الانقسام”.
وعقب عودته إلى رام الله اليوم، أكد الحمد الله أن: “استهداف موكب حكومة الوفاق الوطني لا يمثل الوطنية الفلسطينية، وهو عمل جبان لا يمثل الشعب الفلسطيني، ولا أهل غزة، وهي الجزء المهم من الوطن”، وقال: “نحن نعمل دائماً بتوجيهات من الرئيس محمود عباس الذي يصر دائمًا ويقول غزة غزة”.
وقال الحمد الله إنه “تم استهدافنا بعبوات مزروعة بعمق مترين، وأصيب 7 من الحرس، وهم يعالجون الآن في مستشفيات رام الله”.
وتابع: “الحديث عن سلاح واحد وشرعية واحدة، وكيف لحكومة أن تستلم غزة ولا تقوم بتحمل مسؤولية الأمن”، مطالباً حركة حماس بتمكين الحكومة وتسليم الأمن الداخلي، ومؤكداً أنه “لا يمكن للحكومة أن تتواجد بشكل فعلي من دون أمن، وأن هذا الحادث لن يمنعنا من إتمام عملنا بغزة وإتمام المصالحة، وسنبقى نعمل حتى نعود لغزة، ونتوحد ولن يكون وطن دون غزة”.
الرئاسة تحمّل “حماس” المسؤولية
وبعيد وقوع الانفجار، دانت الرئاسة الفلسطينية بشدة “الهجوم الجبان” الذي استهدف موكب الحمد الله في قطاع غزة، محملةً حركة “حماس” المسؤولية الكاملة عما وصفته بـ”العدوان الغادر على موكب رئيس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات العامة والمرافقين لهما”.
وقالت الرئاسة في بيانها إن “هذا الهجوم الذي استهدف موكب رئيس الوزراء إنما يستهدف الجهود والخطوات التي يقوم بها الرئيس محمود عباس من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة”، مؤكدة أن “من قام بهذا الهجوم، إنما يخدم مباشرة أهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي، صاحبة المصلحة الرئيسية بتكريس الانقسام واستمراره “.
وأكدت الرئاسة على “عزم الرئيس محمود عباس عقد سلسلة اجتماعات خلال الأيام القليلة القادمة، لأخذ القرارات المناسبة حول هذا التطور الخطير الذي جرى صباح هذا اليوم، وإصراره على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية”، مشيرة إلى أن الهجوم “إنما هو محاولة يائسة تصبّ في مصلحة هؤلاء الذين يسعون في هذه المرحلة الخطيرة الى تصفية القضية الفلسطينية، وحرمان الشعب الفلسطيني من نيل أهدافه بالحرية والاستقلال”.
من جهته، حمّل رئيس جهاز الاستخبارات العامة اللواء ماجد فرج، حركة “حماس” المسؤولية الكاملة عن عملية التفجير التي استهدفت موكب رئيس الوزراء، على معبر بيت حانون “إيريز” شمال قطاع غزة، لحظة قدومه إلى غزة لافتتاح محطة معالجة مياه الصرف الصحي شرق بلدة جباليا شمال القطاع.
وقال فرج، في تصريح صحافي نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”، إن “هذا التفجير عملية جبانة وعملية تستهدف أولاً ضرب وحدة الوطن، والإصرار على وحدة الوطن ثابت وسيبقى ثابتاً، رئيس الوزراء أكّد مشروعه، والرئيس يصر أن نبقى في غزة وننفذ الأجندة، وبعد ذلك نغادر”.
وحول تحميل المسؤولية لأي جهة، شدّد على أنه “من المبكر اتهام أحد، ولكن من هو موجود يتحمل المسؤولية الكاملة عن ضمان سلامة الأراضي”.
بدوره، قال وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية، القيادي في حركة “فتح” فايز أبو عيطة، إنّ استهداف موكب رئيس الوزراء والوفد المرافق له عمل جبان، ونحمّل حركة حماس المسؤولية عن هذا العمل، وعن سلامة رئيس الوزراء والوفد المرافق له.
“حماس” و”الجبهة الشعبية” تدينان
في المقابل، دانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ما سمته “جريمة” استهداف موكب رئيس الوزراء، معتبرة أن “هذه الجريمة جزء لا يتجزأ من محاولات العبث بأمن قطاع غزة، وضرب أي جهود لتحقيق الوحدة والمصالحة”.
وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، خلال تصريح صحافي، إن “الأيدي ذاتها التي اغتالت الشهيد مازن فقها، وحاولت اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم، هي التي نفذت محاولة الاغتيال اليوم”.
واستهجن برهوم “الاتهامات الجاهزة من الرئاسة الفلسطينية لها، التي تحقق أهداف المجرمين”، مطالباً الجهات الأمنية ووزارة الداخلية بـ”فتح تحقيق فوري وعاجل لكشف كل ملابسات الجريمة ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة”.
بدورها، دانت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” استهداف موكب رئيس الوزراء، داعيةً الأجهزة الأمنية في القطاع إلى تحمّل مسؤولياتها في ملاحقة الجناة وتقديمهم بشكلٍ عاجل للعدالة، واتخاذ كل الإجراءات التي تحول دون تكرار اعتداءات كهذه.
وشددت “الجبهة”، في بيان، على أن “استهداف موكب الحمد الله، على خطورته، يجب ألا يؤدي إلى انعكاسات سلبية على جهود تحقيق المصالحة، بل إن الاستهداف يؤكد الحاجة العاجلة إلى إنجازها وإنهاء الانقسام بكل تعبيراته، وفي مقدمة ذلك توحيد مؤسسات السلطة، بما فيها الأمنية، وفق الاتفاقيات الموقعة، لقطع الطريق على أعداء شعبنا، وكل المتضررين من المصالحة والمتربصين لإفشاله”.