متى نركب التاكسي الطائر؟ رئيس “بوينغ” العملاقة يجيب
أعلن دينيس ميلنبرغ الرئيس التنفيذي لـ #بوينغ أن سيارات الأجرة الطائرة يمكن أن تبدأ رحلاتها قريباً.
وأضاف ميلنبرغ أن بوينغ، إحدى أكبر الشركات في مجال الطيران، تقوم حالياً باختبارات لنماذج من التاكسي الطائر المتطورة، والتي يمكن أن تستخدم خلال السنوات العشر القادمة لنقل الركاب، مثلها مثل سيارات شركة “أوبر”، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وذكر ميلنبرغ في تصريح لموقع “بلومبرغ”: “أنه يتم حالياً بناء مركبات النموذج الحقيقي، بما يعني أن تلك التكنولوجيا قابلة للتنفيذ بشكل حاسم قريباً”.
طرق سريعة ثلاثية الأبعاد
وأوضح موقع بلومبرغ أن بوينغ تقوم أيضاً بتصميم ما سيكون “قواعد الطريق لما يسمى الطرق السريعة ثلاثية الأبعاد” التي ستخصص لمسارات تاكسي طائر ذاتي القيادة.
وأشارت بوينغ إلى أنه تمت مضاعفة الاهتمام والجهد في مجال إنتاج #التاكسي_الطائر بعدما استحوذت بوينغ على شركة Aurora Flight Sciences، وهي شركة متخصصة في أبحاث الفضاء والطيران، في أكتوبر الماضي.
وحصلت شركة Aurora مؤخراً على عقد بقيمة 89 مليون دولار من #وزارة_الدفاع_الأميركية لتطوير طائرة الإقلاع والهبوط الرأسية الكهربائية eVTOLالتي يطلق عليها اسم “لايتنينغ سترايك”، والتي تستخدم محركات دفع تعمل بالطاقة الكهربائية.
نقل حسب الطلب
وقالت Aurora إن طائرة eVTOL ستخصص لتقديم خدمات النقل حسب الطلب مما سيسهم في “تقليل الرحلات التي تستغرق مددا طويلة، بسبب تكدس حركة المرور في المناطق المزدحمة بالسكان”.
وأوضحت أن تقديم تلك الخدمة سيؤدي بالتبعية إلى إنشاء ما يلزم من مواقف أو مرافئ للطائرات العمودية في المناطق الحضرية ‘urban vertiports’، يقوم المسافرون باستقلال وسيلة الانتقال الجديدة منها.
وأشارت بلومبرغ إلى أنه من المرجح أن تبدأ الرحلات التجريبية في عام 2020 في دالاس ودبي.
أوبر الطائر
كما وضعت شركة Aurora، التابعة لبوينغ، مفاهيم التاكسي الطائر كجزء من شراكتها مع شركة #أوبر.
وتعمل Aurora مع أوبر على برنامج للارتقاء بخدمات شركة أوبر، في إطار مبادرة تستهدف تطوير الطائرات VTOL و”مستقبل النقل الجوي في المناطق الحضرية،” بما في ذلك التاكسي الطائر.
وتتوقع دارا خسروشاهي، الرئيس التنفيذي لشركة أوبر، أن الشركة سوف تطلق تاكسي طائراً ذاتي التحليق في غضون 5 إلى 10 أعوام.
وتقوم أوبر بتطوير نسخة لخدمات التوصيل الجوي منبثقة عن تطبيقها الحالي، يُطلق عليه اسم UberAIR، والذي من المتوقع إطلاقه في عام 2020.
متحمسون كثيرون
كما تعمل أوبر مع شركة صناعة الطائرات البرازيلية Embraer SA، والتي بحسب بلومبرغ تجري مباحثات حول الارتباط في مشروع مشترك مع شركة بوينغ.
ويحتدم السباق حالياً بين عدد من كبريات شركات الطيران والفضاء لإنتاج نماذجها الخاصة لسيارات الأجرة الطائرة، أي أنه بحسب ما ذكرته “ديلي ميل” لا يعتبر رئيس بوينغ هو المتحمس الوحيد لتحقيق السبق في مستقبل التاكسي الطائر.
وتوقعت دراسة حديثة أجرتها شركة Deloitte أن التاكسي الطائر يمكن أن تصبح متاحة تجاريا خلال العامين المقبلين.
ناسا والنقل
من جانبها، كلفت وكالة “ناسا” بإجراء دراسة تبحث في مجال النقل الجوي في المناطق الحضرية، وتتناول نظم المركبات الجوية ذاتية وغير ذاتية القيادة، على حد سواء، التي يمكن أن تنقل الركاب والبضائع في المناطق الحضرية.
وحالياً، تبدو كل من بوينغ وإيرباص في طليعة التكنولوجيا، فقد أجرت شركة #إيرباص هي الأخرى اختبارات ناجحة على نموذج التاكسي الطائر من إنتاجها والذي يُطلق عليه اسم Alpha One في وقت سابق من هذا العام. ويأتي التاكسي الطائر Alpha One كجزء من مشروع Vahana الذي يعكف على تنفيذه قسم المشروعات المتطورة في إيرباص.
ويعتقد ميلنبرغ الرئيس التنفيذي لبوينغ أنه يمكن أن يتم تصنيع أساطيل من الطائرات التي تحلق بنفسها و”تحوم فوق شوارع المدن وناطحات السحاب” خلال عقد من الزمان.
عقبات في الطريق
ولكن هناك العديد من العقبات التي يتعين على الشركات التغلب عليها قبل أن يصبح التاكسي الطائر.
يقول ميلنبرغ: “لن يتم تشغيل كل شيء في ليلة وضحاها”.
ويتعين على القائمين على تطوير تلك التكنولوجيا إمعان النظر في مجموعة من قضايا #الأمن والسلامة، وعلى سبيل المثال قدرة المركبات على تجاوز العقبات بشكل تلقائي. ويجب أيضاً على الشركات المصنعة إثبات أن أجنحة الطائرة لن تسقط، أو أن التاكسي الطائر لن يتحطم فجأة ويسقط على الأرض، أثناء التحليق باستخدام الطيار الآلي.
معايير وقواعد
ولأن القيام بتلك الخطوة سيتطلب تجهيز التاكسي الطائر بأحدث تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الصناعي المتقدمة وأجهزة الاستشعار، فقد استثمرت شركة HorizonX ذراع رأس المال الاستثماري لشركة بوينغ، في شركة قامت بتطوير تقنيات للاستشعار عن بعد تزيد من ذكاء المركبات ذاتية التحليق، تُدعى Near Earth Autonomy.
وبحسب ما ذكرته بلومبرغ يمكن تكييف هذه التكنولوجيا لاستخدامها في بوينغ، إلا أن القفز عبر جميع الأطواق التنظيمية يكون له تكاليف باهظة وربما يستغرق عدة سنوات لتحقيق مردود إيجابي.
وعلى أية حال، فإنه سيتعين على الشركات المصنعة للتاكسي الطائر أن تتوخى الالتزام والتطابق مع القواعد، التي وضعتها هيئة الطيران الاتحادية في أميركا FAA وتضع الشركات المصنعة والمطورين تلك القواعد الصارمة والمبادئ التوجيهية الدقيقة نصب أعينهم حيث إن قواعد FAA تمكنت على مدى السنوات القليلة الماضية من ضمان انعدام حدوث وفيات للركاب.