تسرّب نفايات نووية خطيرة من مفاعل ديمونا الإسرائيلي
تواصل تسريبات إعلامية التحذير من مخاطر المفاعل النووي الإسرائيلي في النقب نتيجة تقادمه ومظاهر الخلل الخطيرة فيه، وآخرها تسرب نفايات نووية تهدد السكان المحيطين به.
وأظهرت دراسة إسرائيلية في منطقة المفاعل النووي داخل ديمونا في صحراء النقب، احتمال تسرب نفايات مشعة منه ومن موقع مكب النفايات داخل المفاعل، وهذا من شأنه أن يتسبب في تلوث البيئة بل واختراق السلسلة الغذائية.
وتقول الدراسة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام العبرية أمس، إن الفيضانات والنباتات التي تخترق التربة قد تتسبب في انبعاث المواد المشعة من الموقع إلى البيئة. وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المنطقة المغلقة حول المفاعل في ديمونا تستعمل كمكب للنفايات المشعة، حيث لا يدور الحديث عن دفن نفايات داخل مبنى ومكب نفايات محصن، بل دفنها وتخزينها داخل حاويات وبراميل ضحلة، قد تبلى وتتصدع وتصدأ وتتآكل، ما يعني إمكانية تسرب النفايات وحتى انفجار الحاويات والبراميل.
ويستدل من البحث الذي أجري، أنه يتم دفن أو تغطية الحاويات والبراميل بالتربة بعمق مترين، ولا يعرف حجم النفايات بالمدافن التي تتسلل موادها الخطيرة للمياه الجوفية.
وعقب ديوان رئيس حكومة الاحتلال في بيان، على ذلك بالقول إنه خلافا للمنشور، ليس هناك أي خطر من أن تتسرب النفايات المشعة خارج حدود موقع تخزين النفايات، كما زعم، ولن يتسبب ذلك في تلوث البيئة. ويتابع البيان « يعمل مفاعل ديمونا وفقا لمعايير دولية صارمة ويخضع لإشراف خارجي لضمان استقرار المواد في موقع التخزين على المدى القصير ولسنوات عديدة قادمة».
يشار إلى أن المفاعل أقيم بمساعدة فرنسا في نهاية سنوات الخمسينيات، حسب نماذج المفاعلات المخصصة لإنتاج الكهرباء التي يفترض أن تعمل مدة 40 عاما، مع العلم أن مفاعلين فرنسيين أقيما في الفترة ذاتها قد أغلقا في عام 1980، كما أن المفاعل الفرنسي الأقدم الذي لا يزال يعمل، قد أقيم في عام 1977.
وفي تكساس هناك مفاعل قديم أقيم في عام 1969، ومن المقرر أن يتم إغلاقه في عام 2019 مما يعني أن مفاعل ديمونا بات متقادما جدا. لكن الحكومة الإسرائيلية تعمل على إطالة عمره حتى عام 2040 على الأقل، ليبلغ من العمر 80 عامًا، كما أعلن وزير السياحة الإسرائيلي، ياريف ليفين، فيما نقلت «هآرتس» عن أحد مؤسسي المفاعل في ديمونا، ردا على تصريحات ليفين «أنه لا توجد شفافية فيما يتعلق باللجان التي ترصد سلامة وأمان المفاعل وأن إطالة عمر المنشأة تتطلب الكثير من الموارد».
يشار الى أن القناة الإسرائيلية العاشرة بثت تحقيقا في العام الماضي حول مفاعل ديمونا وتعرض العشرات من العاملين فيه للإصابة بمرض السرطان. وما زالت إسرائيل تتبنى سياسة الغموض فلا تنفي ولا تؤكد استخدام ديمونا لتصنيع أسلحة نووية، لكن مصادر أجنبية سبق وأكدت عدة مرات أن إسرائيل تملك أكثر من 200 رأس نووي.