دعوة وزير الشؤون الدينية لإنشاء «مساجد افتراضية» تثير جدلا في الجزائر
أثارت دعوة وزير الشؤون الدينية الجزائري محمد عيسى إلى إنشاء «مساجد افتراضية» لمحاربة التطرف عاصفة من السجالات الافتراضية كان عيسى طرفا فيها، حيث اتهم البعض الوزارة بمحاربة «أئمة السنة والسلفيين»، وهو ما نفاه عيسى مؤكدا أن الوزارة تسعى لنشر الفضيلة ومحاربة التطرف.
وكان محمد عيسى دعا في لقاء جمعه أخيرا بأئمة المساجد في العاصمة الجزائرية، إلى إنشاء مساجد افتراضية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبا الخطباء باستغلال التكنولوجيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لمحاربة التطرف والطائفية ونشر مبادئ الإسلام الحقّة، مشيرا إلى أن 44 في المئة من الجزائريين (14 مليون شخص) يرتادون موقع «فيسبوك».
واعتبر عيسى أن المجتمع الجزائري «يحتاج الى خطاب تربوي وتوعوي معتدل يرسخ حبّ الوطن لدى الجزائريين وتذكيرهم بنعمة الاستقرار خاصة وأن الجزائر عاشت خلال سنوات التسعينات مرحلة صعبة»، داعيا إلى إنشاء صفحات على فيسبوك بعنوان «المسجد» تكون بمثابة «قلاع» لرد الدعوات الموجهة للجزائريين «من كراهية وحمل السلاح والتقسيم والطائفية والإلحاد التي تبث بقوة وبطريقة دقيقة وبعناوين مختلفة».
دعوة عيسى، والتي أعاد نشرها على صفحته في موقع «فيسبوك»، أثارت سجالا «افتراضيا»، حيث كتب مستخدم يُدعى عبد الفتاح كانوني مخاطبا الوزير «أفسحوا المجال لمشايخ السلفية وسوف تزدهر وترتقي البلاد بالعلم والإيمان والأخلاق لأنها أسس الحضارة والارتقاء. اتركوا هذه الدعوة المباركة (الدعوة السلفية) يحتضنها الشعب دعوة، لا تدعوا لحزب ولا شخص ولا لطائفة بل تدعوا لديننا الصافي النقي لا زيادة ولا نقصان». وأجاب عيسى بقوله « الذي يدعو إلى الإسلام هو داعية وكفى، أما الذي يقول أنا داعية سلفي أو خلفي فهذا داعية سلفية أو خلفية. ومساجدنا ترفض هذه التصنيفات». وكتب مستخدم يدعى عيسى بودبسة «وزارة الشؤون الصوفية تحارب أئمة السنة وتوقفهم وهم كل كلامهم سنة ونصائح للشباب ودعوة للاستقرار والأمن ودعاء كذلك لولاة الأمور بالصلاح والشفاء سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله»، ورد عيسى بقوله «ليست لدينا وزارة الحربية حتى نشنّ الحروب بل لدينا وزارة للشؤون الدينية والأوقاف تنشر الفضيلة وتنهى عن الرذيلة. والشحن الطائفي أرذل الرذائل لذلك نمنعه في مساجدنا وإن اتخذ رايات الفضيلة».
وهذه ليس المرة الأولى التي يعارض فيه السلفيون قرارات وزارة الشؤون الدينية، حيث اعتبروا أخيرا أن قرار الوزارة منع الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في المساجد بسبب الأحوال الجوية السيئة «خروجا عن المذهب المالكي الذي تعتمده الوزارة كمرجع فقهي».
القدس العربي