الأبواب مفتوحة أمام روسيا للتوسط لإنهاء حصار قطر
أجمع باحثون مشاركون في جلسة “أزمة الخليج: هل تستطيع روسيا لعب دور الوسيط؟”، إن كافة الظروف مهيأة لروسيا حالياً للعب دور في المنطقة، وأن الأبواب مفتوحة أمامها للمساعدة في التوسط وحل كافة الأزمات، وأهمها الأزمة الخليجية، مشيرين إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من ملفات المنطقة بمثابة فرصة أمام الدب الروسي للانغماس في تلك القضايا والمساعدة في حلها. في البداية قدم الدكتور ماجد الأنصاري، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر، خلفية عن العلاقات بين دول الخليج وروسيا.
ورأى الأنصاري أن على روسيا تعبئة الفراغ الأمريكي في المنطقة، والكسب الإستراتيجي من خلال لعب دور وسيط سياسي أكثر فعالية في الأزمة الخليجية، التي تسبّب فيها التحالف السعودي الإماراتي، الذي يسعى إلى فرض سيطرته على المنطقة”.
وقال الأنصاري: إنّ “بمقدور روسيا التحوّل إلى شريك اقتصادي، والسعي مع دول المنطقة لفك ربط النفط بالغاز وتأسيس سوق للغاز مستقلة، وخلق حالة توازن، بحيث تكون ضابط إيقاع للصراعات في المنطقة”.
وأضاف إن ذلك يمكن أن يحصل، في حال نجحت روسيا في تفكيك أسباب الخلاف بينها وبين دول المنطقة، بوقف دعمها المطلق لإيران، واستغلال علاقات الدول العربية والإسلامية بالمسلمين داخل وخارج روسيا، لتحقيق مصالحها، حيث يوجد في روسيا 20 مليون مسلم، وإيقاف الحرب ووقف قصف طائراتها في سوريا، لإعادة إنتاج صورتها في المنطقة التي تجاوزت في السوء الولايات المتحدة الأمريكية”.
ووصف الأنصاري حالة المنطقة بأنها تبادل أخطاء بين روسيا والولايات المتحدة، منوهاً بأن التردد في السياسة كان له أثر سلبي على دول الخليج، وأحد الأخطاء الرئيسية في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة. أما الأخطاء الروسية في المنطقة فتمثلت في الإشكال الأيديولوجي المتمثل في دعم الروس للتوجهات اليسارية في العالم، علاوة على التأثير السلبي الذي أحدثه التدخل الروسي المباشر في سوريا، حيث كان الانطباع العربي عن روسيا سلبياً بدرجة واضحة. ونبّه إلى أن روسيا اعتمدت على إيران في الدخول للمنطقة، لذلك بدأ ينظر إليها من قبل بعض دول المنطقة على أنها داعمة لطرف بعينه فقط في المنطقة وليس كافة الأطراف.
وعن فرص روسيا في الوقت الراهن بالمنطقة، قال الأنصاري: إن الفراغ الذي أحدثته إدارة ترامب في المنطقة يمكن أن يكون عاملاً لدخول روسيا بقوة للملفات المختلفة، مشيراً إلى أن العلاقات بين روسيا وتركيا تعد فرصة ممتازة لروسيا في المنطقة، فروسيا على سبيل المثال بدأت تتعافى من عقدة الغرب في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وبالتالي تستطيع التعامل مع القضية على أنها طرفان بعكس الولايات المتحدة. كما أن بإمكان روسيا وضع حد بين إيران والغرب كما فعلت بريطانيا من قبل.
وطالب روسيا بالخروج من إطار التكسب المباشر إلى التكسب الإستراتيجي في الأزمة الخليجية. وأوضح أن الدول الخليجية كل منها يملك مصالح لدى الطرف الآخر، وبالتالي فهي تحتاج إلى وسيط، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تمارس هذا الدور لمدة طويلة، مشيراً إلى أنه بإمكان روسيا التدخل في الوقت الراهن من أجل حل الأزمة الجارية. وأضاف إن الضغط على النظام الروسي لوقف الحرب في سوريا هو أول خطوة لروسيا من أجل تحسين صورتها في العالم العربي، وبعد ذلك عليها فعل المزيد لكسب المنطقة.
من جانبه، قال يوري بارمين، خبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي والمتخصص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسياسة موسكو تجاه المنطقة، إن واحداً من أهم الأسباب التي جعلت روسيا طرفاً قوياً في المنطقة هو ظهور قوتها في سوريا، ولكن خارج الأراضي السورية لا تمتلك الأدوات لتكون طرفاً قوياً كما يظن البعض.