باحث مغربي يعتبر عذاب القبر أسطورة.. ودُعاة يتهمونه بالزندقة
أثار باحث إسلامي مغربي جدلا كبيرا بعدما اعتبر أن عذاب القبر أسطورة، وطالب من يكذبه بأن يأتيه بدليل واحد من القرآن، فيما اتهمه البعض بالزندقة والإلحاد والتشكيك بثوابت الإسلام.
وقال الباحث الإسلامي محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف بـ”أبو حفص” إن عذاب القبر هو “خرافة من الخرافات التي دخلت العقل الإسلامي، وأسطورة من الأساطير التي صدّقها كثير من الناس″.
وأضاف، في حوار مع إحدى القنوات المغربية الخاصة، “لو سألت أي شخص من العالم الإسلامي من الذي يؤمنون بوجود هذه الأسطورة، عن دليل واحد يثبت وجودها لن يجده”، مشيرا إلى أن القرآن “الذي هو الأصل في إثبات الغيبيات وفي الحديث عما سيلقاه الإنسان بعد الموت، ليس فيه ولا نص واحد يتحدث عن عذاب القبر، فكل نصوص القرآن التي تتحدث عن الحياة بعد الموت تشير إلى نوعين من العذاب: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة”.
وأوضح قائلا “يكون العذاب بعد الحساب، والحساب يكون يوم القيامة، والأسطورة تقول إن الإنسان إما أن يتحول قبره إلى روضة من رياض الجنة أو حفرة من حُفر النار، وهذا غير صحيح لأن جزاء الإنسان على العمل الذي اكتسبه في الدنيا لا يكون إلا بعد الحساب يوم القيامة”.
وأشار الباحث إلى أن فكرة العذاب الأدنى والعذاب الأكبر الواردة في القرآن تتعلق أساسا بيوم القيامة الذي يتضمن صنوفا عدة من العذاب تختلف حسب طبيعة عمل الإنسان في الدنيا.
وأثار تصريح “أبو حفص” جدلا كبيرا في المغرب، حيث انتقد الداعية الحسن بن علي الكتاني من قال إنهم “يتهجمون على أصول الإسلام وعقيدة المسلمين”.
وأضاف الكتاني على صفحته في موقع يوتيوب “كثرت في الآونة الأخيرة بشكل فج وفي سائر بلاد المسلمين ظاهرة تعمّد استفزاز المسلمين في عقيدتهم ودينهم، إذ يأتيك كل مرة شخص يتهم كتب الإسلام كصحيح البخاري وغيره بأنها تحتوي أحاديث باطلة، وآخر يقول إن عقيدة المسلمين في عذاب القبر هي مجرد خرافة تربى عليها الناس (في إشارة إلى الباحث رفيقي)، وذاك يدعو لإلغاء الأذان من عقيدة المسلمين، وهذه الظاهرة نشأت بسبب صمت أغلب أهل الدين من العلماء ورجال الفكر”.
ودعى الكتاني من أسماهم “معشر المسلمين من العلماء والكتاب وذوي الرأي والشباب” إلى الدفاع عن دينهم والرد على من يسهدفه.
وكتب أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ويُدعى نادر باني، مخاطبا رفيقي، “الخرافة هو أنت يا فقيه الضلالة، أصبحت متحدثا باسم العلمانيين والملحدين، ونزعت عنك ثوب الورع والالتزام، وبعت مبادءك ومواقفك مقابل حفنة من المال والامتيازات”. فيما قال آخر يدعى محمد العماري “هذه من علامات الساعة، عندما يصبح الزنديق يتكلم في الدين، ويحلل ويحرم من أجل جلب حب الناس له والجهلاء لصفه، لكي يصوتوا له في الإنتخابات المقبلة”.
ورد مستخدم آخر يسمي نفسه القزواني “يا جهلة على ماذا أنتم غاضبون ومتوترون وكأن الرجل أنكر وجود الله أو كأنه نصّب نفسه إلها. الرجل شكّك في وجود عذاب القبر، أين المشكلة؟ أنتم من تنصبون أنفسكم وكأنكم الناطقين الرسميين باسم الله، والله لا يحتاج من يدافع عنه. ليس هناك عذاب قبر ونشكك في أغلب الأحاديث التي شوشت على عقولنا ونشككك في منطق الفقه والتشريع، ولم تعد لكم السلطة لتتهموننا بالزندقة والخروج عن الملة وتعلقوا رؤوسنا في أبواب المدن، سنعيد قراءة التاريخ من جديد، واكتشفنا أكاذيبكم وسنكتشف المزيد فماذا أنتم فاعلون؟”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها آراء رفيقي الجدل في المغرب، حيث تعرض، العام الماضي، إلى عاصفة من الانتقادات، وتمت إقالته من رابطة علماء المغرب العربي بتهمة ارتكابه “خلل فكري واضطراب في العقيدة ” بعدما دعا إلى المساواة في الميراث بين الرجال والنساء.