قطر تعاملت مع شعوب دول الحصار على أرضها بكرم

كشف الوفد الكندي الذي اختتم زيارته للدوحة بعد رصده تداعيات الحصار أن ما يتعرض له مواطنو دولة قطر والمقيمون وأيضا مواطنو دول الحصار الموجودون في قطر يمثل انتهاكات واضحة وصريحة ارتكبتها دول الحصار الأربع .

وأكد المتحدث الرسمي للوفد الكندي أن حصار قطر أشبه بعملية احتجاز رهائن كما إنه يمثل حربا اقتصادية. وأشار أعضاء الوفد الكندي الذي يضم دبلوماسيين وبرلمانيين وعسكريين سابقين وأساتذة جامعات ومفكرين وأعضاء بمنظمات المجتمع المدني في كندا إلى أن مرونة دولة قطر وتعاملها الراقي مع الأزمة ساهما كثيراً في تقليل التوتر لدى المتضررين والآثار الجانبية الناجمة عن الحصار وعكس الإرادة الصلبة لشعب قطر مؤكدين أنه لا بد من إيجاد حلول سريعة وفورية لإنهاء الأزمة ورفع الحصار من أجل استعادة الاستقرار إلى منطقة الخليج والشرق لأوسط .

وأكدوا أنه خلال زيارتهم للدوحة التي استمرت في الفترة من 23 إلى 27 الجاري فوجئوا بقصص صادمة من الضحايا جراء الحصار المفروض موضحين أنهم سوف يصدرون تقريرهم في غضون أسابيع والذي يتضمن رصد كافة الانتهاكات التي اطلع عليها الوفد من خلال زيارته للمؤسسات والوزارات والأفراد كما يتضمن الخسائر الاقتصادية والمالية الكبيرة التي لحقت رجال الأعمال والشركات ومؤسسات القطاع الخاص جراء الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مشيرين إلى أن هذا التقرير سوف يسلم إلى أعضاء في البرلمان الكندي والحكومة الكندية وسوف يطلع عليه الشعب الكندي بأكمله لكي يتعرف عن قرب مدى معاناة شعب قطر جراء هذا الحصار.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقد عصر أمس بمقر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان. وكشف خلاله المتحدث الرسمي للوفد السيد فري دي كرشوف -دبلوماسي سابق- أهم ملامح الانتهاكات الإنسانية التي تعرضت لها العائلات من مواطنين ومقيمين ومواطني دول الحصار، حضر المؤتمر أعضاء الوفد الكندي وعدد غفير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، حيث قام الوفد بزيارة بعض الوزارات والمؤسسات مثل وزارة الدفاع والتعليم ولجنة حقوق الإنسان والجزيرة وغيرها من الجهات الأخرى.

وقال المتحدث الرسمي للوفد الكندي خلال المؤتمر الصحفي: لقد لمسنا من الشعب القطري الشعور بالانتصار والثقة الكبيرة في مواصلة مواجهة الحصار، وأشار إلى أن دولة قطر لم ترد على الدول الأربع باتخاذ نفس الإجراءات ضد شعوب دول الحصار وهذا ليس ضعفا منها وإنما يمثل كرما من قطر، وأشار إلى أن المنطقة لا تحتاج إلى مزيد من أجواء التوتر لذلك لابد من الإسراع بإنهاء الأزمة الراهنة، وأكد أنه لا يجب معاناة الشعوب وإقحامها في الخلافات السياسية .

وأوضح أنه من المؤكد أن مواطني دول الحصار يعانون هناك أيضا بسبب الإجراءات التي اتخذتها حكوماتهم في فرض الحصار على قطر، منوهاً بأن الوفد الكندي لديه التزامات من أجل تعزيز حقوق الإنسان، حيث أكد أن الوفد خلال زيارته للدوحة حصل على كمية هائلة من المعلومات حول الانتهاكات سواء في الجانب الإنساني أو التعليمي أو الاجتماعي أو الاقتصادي فهناك طلاب تضرروا كثيرا نتيجة هذا الحصار وهناك من الطلبة من لا يحصل على شهادات الدراسات العليا وكثير من قصص الانتهاكات التي ترصد البعد الإنساني الذي يجب أن يتم تسليط الضوء عليه من أجل رفع الضرر عنهم، ومنها على سبيل المثال عجز زوجة رئيس جامعة قطر عن زيارة والدتها في الإمارات.

تداعيات الحصار
وبشأن حصولهم على أية دعوة من دول الحصار للوقوف على تداعيات الحصار على العائلات أو الشركات قال السيد فري دي كرشوف المتحدث الرسمي للوفد: “لم نتلق أية دعوة من دول الحصار لزيارة بلدانهم والوقوف على تداعيات الحصار وأشك بالحصول عليها مستقبلاً، حيث قامت دول الحصار برفض زيارة بعثة الأمم المتحدة للوقوف على تداعيات الحصار بل إنها قامت بالتشكيك في تقاريرها”، مشيراً إلى أن الوفد الكندي حضر إلى الدوحة بناء على دعوة من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان للوقوف على تداعيات الحصار المفروض على قطر ورصد انتهاكات حقوق الإنسان.

احتجاز رهائن
واستطرد قائلا في إجابة على سؤال “البعض يرى حصار قطر بأنه حرب اقتصادية، لكن من وجهة نظر حقوق الإنسان احتجاز للسكان وأسرهم كرهائن، وهذا أحد تعريفات الحصار لكنه أمر مقلق”.

وأضاف “رسالتنا هي إنهاء الأزمة فورا، وبخاصة من حيث بعدها الإنساني، دون تجاهل الجوانب الأخرى ومنها الاقتصادية مثلا، فالكثير من الدول لديها علاقات اقتصادية مع دول الحصار، لكن على هذه الدول أن تدرك معاناة الناس، وتفي بالتزاماتها فيما يتصل بحقوق الإنسان، لأن هذه الحقوق يجب الوفاء بها بغض النظر عما إذا كانت الدولة غنية أو فقيرة”.

وحول التأثير الاقتصادي نتيجة الحصار قال المتحدث الرسمي: لقد أصيب الوفد بالصدمة نتيجة حجم الخسائر الهائلة التي حدثت جراء الحصار المفروض على قطر إلا إن التدابير التي اتخذتها الدولة كان لها آثار إيجابية مشيراً إلى أن هناك صعوبات اقتصادية مؤلمة للضحايا حيث إن هناك رجال أعمال خسروا أملاكاً كاملة في دول الحصار ولم يتمكنوا من استعادتها، وأشار إلى ضرورة الضغط على الحكومات لوقف الصفقات مع دول الحصار والضغط عليها لإنهاء الحصار وإنصاف الضحايا .

خسائر دول الحصار
وأوضح أن الخطوط الجوية القطرية قد خسرت حوالي ملياري دولار نتيجة تداعيات الحصار على قطر كما ان دول الحصار الأربع عانت كثيرا نتيجة الإجراءات التي اتخذتها والحصار المفروض على قطر حيث خسرت شركات وكيانات اقتصادية بدول الحصار بعد فسخ عقودها التجارية مع مؤسسات رجال الأعمال في قطر وبالتالي هناك خسائر اقتصادية فادحة لحقت بمؤسسات وشركات اقتصادية في دول الحصار بعد تلك الإجراءات، ولفت سعي الوفد إلى نشر البعد الإنساني لهذه الأزمة ونشره في كل أرجاء العالم.