أبناء الإمارات يتسابقون لكفالة الأطفال السوريين الستة
حظيت قصة الأطفال السوريين الستة التي نشرتها «البيان»، أمس، والذين فقدوا أمهم وهرب عنهم والدهم، بتفاعل مجتمعي واسع من أبناء الإمارات، حيث تسابق أهل الخير لتلبية حاجات الأطفال وتفريج كربتهم، وتوافد العديدون إلى المنزل الذي يقطنونه مع جدتهم في الشارقة للقائهم والتعرف إلى مطالبهم، كما تلقت «البيان» منذ الصباح اتصالات عدة من فاعلي خير ومؤسسات في الدولة، للاستفسار عن الأطفال ووضعهم.
وقالت الجدة إن تفاعل المجتمع الإماراتي مع قضيتهم أثلج صدرها وجعلها تشعر بأن الأطفال سيكونون في أيد أمينة، مضيفة: «لم أعد أشعر بالخوف أو الغربة هنا.. أشعر بأنني في وطني وبين أهلي في أرضي التي لم أتخيل يوماً من الأيام أنني سأتركها وأبتعد عنها، ولكن محبة الناس في بلاد زايد جعلتني أشعر بأنني في أرضي وداري».
وتابعت الجدة: «نحن في دولة الإمارات بلاد زايد الخير.. بلاد العطاء.. نعم كنت خائفة على الأطفال، ولكنني أظن الآن بأنه سيكون هناك من يرعاهم وسأكون مطمئنة عليهم في المستقبل».
وقال إبراهيم الأخ الأكبر (14 عاماً) إنه يرغب بمن يقوم بعلاج جدته المريضة حتى ترعاهم وتبقى بينهم، بينما عبرت الطفلة سندس (10 أعوام) عن بالغ سعادتها، لأنها ستتمكن بفضل عطاء أبناء الإمارات من مواصلة دراستها وتصبح طبيبة وتعالج مرضى السرطان وخصوصاً الأمهات وتقول ببراءة: «حتى لا يموتوا ويتركوا أطفالهم».
وينتظر الأطفال الحصول على إقامات في الدولة، حيث إن إقاماتهم كانت صادرة من إمارة أبوظبي ولكنها انتهت قبل عامين.
وعن موقفهم من والدهم الذي هجرهم يقول إبراهيم باكياً، إنه لا يريد رؤية والده مرة ثانية، لأنه آذاهم وتسبب في شقاء ومرض أمهم وتركهم وحدهم بلا معيل.
ويضيف إبراهيم أنهم عاشوا مع والدهم لمدة عام واحد قبل أن يرحل إلى مكان مجهول دون أن يخبر أحداً واختفى تماماً، وكان مكان عمله يبحث عنه حتى تبين لهم أنه غادر إلى بلد أجنبي لاجئاً ومدعياً أنه فقد أسرته في الحرب في درعا في سوريا.
وتقول الجدة التي تبلغ من العمر خمسة وسبعين عاماً، والتي لا تستطيع المشي لمرض أصابها، إنه بعد هروب الزوج اتصلت بها ابنتها وفاء والدة الأطفال لتأتي من مخيم للاجئين في الأردن وتكون بجوار أبنائها بعد أن أصيبت بنزف حاد وتبين من الفحوص أنها مصابة بسرطان من الدرجة الرابعة، وانتشر في الرحم والرئتين والغدد اللمفاوية، ثم لم تلبث أن فارقت الحياة بعد أن تدهورت صحتها بشكل سريع.
وتختم قولها برغبتها أن تعيش لترى الأطفال بخير ولهم من يرعاهم ويأخذ بيدهم.
البيان