هذا ما يحتاجه الجسم بعد سن الخمسين!
عندما يقترب معظم الرجال من سن الـ50، وحتى إذا كانوا دوما بجسم سليم وربما نحيف، إلا أنهم يبدؤون في ملاحظة بعض تغييرات طفيفة، مثل زيادة في الوزن، أو فقدان للقوة، واحتمال بعض صرير في المفاصل.
أما بالنسبة للسيدات فيبدأن مع سن الـ50 في ملاحظة تباطؤ في حركتهن، وهو الأمر الذي يثير قلقهن. وبالطبع تمثل العلامات المبكرة لانقطاع الطمث، وأعراض مزعجة مثل اضطراب في النوم، وما يشبه الضباب في المخ، وحكة في الجلد، فضلا عن نقص كامل في الطاقة، وكلها أعراض تسبب شعورا عاما بقدر من البؤس أو القلق، بحسب مقال الكاتبة أنجيلا هورن بموقع “Care2”.
تضيف هورن أن الكثير منا يلتزم بتناول طعام وفق نظام غذائي صحي، ربما نظام نباتي، ويمارسون الرياضة بانتظام، كما يحصلون على قدر كاف من النوم، ولا يعانون من أي ضغط عصبي. وعلى الرغم من أن هؤلاء ممن يهتمون بأحوالهم الصحية ويبذلون قصارى جهدهم للمحافظة على لياقتهم، يجدون في نهاية المطاف أن شيئا لم يتغير.
ولكن تنوه هورن إلى وجود حلول مناسبة لمثل هذه الحالات في كتاب من تأليف بن غرينفيلد، بعنوان “30 طريقة لإعادة تشغيل الجسم: دليل المستخدم الكامل للحصول على أقصى استفادة من جسم الإنسان”.
ويقول غرينفيلد في مقدمة كتابه: “إن جسم الإنسان قادر على الشعور بالراحة، في كل وقت، وتحقيق مآثر مذهلة من الأداء البدني والعقلي.. إذا كنت تعمل طبقا لتوصيات دليل المستخدم السليم. فقد حان الوقت لمعرفة كيف تفعل ذلك”.
إعادة تشغيل الجسم
إذا كنت تريد للمخ والجسم أن يؤديا وظائفهما على النحو الأمثل، فسوف تستفيد من القيام بإعادة تشغيل كامل الجسم. ولا يقتصر الهدف فقط على أن تبدو حسن المظهر، أو أنك تستطيع الركض في جولات ماراثون طويلة، رغم أن تلك أمور من الممكن تحقيقها إذا نجحت في إعادة تشغيل أعضاء الجسم.
إن الهدف الرئيسي لإعادة تشغيل جسمك هو أن تكون سليم البنية وأن تعيش لفترة أطول في أفضل صحة. إن ما تبلغه بعد الجهد يتمثل في التوازن النهائي للصحة وحسن الأداء. كما أن محاولات إعادة تشغيل أعضاء الجسم لا تقتصر على فئة عمرية معينة.
سواء كنت رياضيا متحمسا تبلغ من العمر 40 عاما، أو متسابق ماراثون من فئة الـ60 عاما أو ممارسا لرياضة القفز على الحواجز، فسيطرأ تحسن على أدائك.
ولكن هل يمكن أن ينطبق هذا الأمر على أعضاء حزب “الأريكة”، أو المديرين ورجال الأعمال الذين ينهكهم العمل ويستنفد طاقاتهم؟ أو على الأمهات في منتصف العمر اللاتي يكافحن طوال اليوم لإنجاز مهام البيت والأسرة؟ الإجابة هي نعم سوف يحظى الجميع بالكثير من الفائدة.
نحن نعيش في عالم يعج بالسموم والتلوث البيئي، لذا فمن المنطقي أن نعطي أجسامنا أفضل فرصة ممكنة للتمتع بصحة جيدة، من خلال الطريقة الأسرع والأكثر ذكاء وهي إعادة تشغيل الجسم.
معنى “إعادة التشغيل”
يطرح غرينفيلد خطة من 3 مراحل لإعادة تشغيل الجسم. ويجب أن تستغرق كل مرحلة مثالية 12 أسبوعا، وإن كان يقول إنه يمكن إنجاز المراحل في 4 أسابيع إذا كانت الفترات المتاحة لك قصيرة، أو إذا كان الشخص قليل الصبر.
المرحلة الأولى: إعادة التشغيل
في المرحلة الأولى تشتمل على تطهير الأمعاء، وطرد السموم من الكبد، وإصلاح معدلات الأدرينالين، وأكثر من ذلك. ويتم ذلك من خلال برتوكول نظام غذائي يدعم المناعة الذاتية للجسم.
يتم خلال المرحلة الأولى الامتناع عن تناول جميع الأطعمة الحريفة. وتجنب تناول بعض الأشياء الخبز والحبوب والمكسرات والبذور والسكر والكحول والكافيين.
ونظرا لأن مستويات الطاقة تنخفض خلال هذه المرحلة، فيجب تقليل ساعات العمل، خاصة مع ظهور أعراض التخلص من السموم.
يتم التركيز على ممارسة الرياضة البسيطة مثل المشي أو اليوغا أو تمديد العضلات.
المرحلة الثانية: الارتقاء
يصبح الأمر أكثر سهولة إلى حد ما في المرحلة الثانية، حيث يمكن العودة لتناول بعض المشروبات والأطعمة مجددا، مثل الحبوب والقهوة، فضلا عن السماح بممارسة تدريبات أكثر كثافة، مثل تعلم كيفية تدريب العقل، والقيام بأنشطة رياضية جديدة، وربما المشاركة في بعض المنافسات.
ومن ثم فإنه في هذه المرحلة عندما يبدأ حصاد ثمار الجهد الذي تم بذله، يشعر الإنسان أنه بحال أفضل.
المرحلة الثالثة: الحيوية
تشهد تلك المرحلة بداية التحرك، ورفع الأثقال، والعدو لمسافات أطول وأكثر من ذلك. ويبدأ التدريب على القدرة على التحمل، ومواصلة تحسين الأداء، والحصول على السيطرة مع الانتعاش، ومعرفة كيفية الحصول على قدر مناسب من النوم.
وتتضمن المرحلة الثالثة تعلم الانتقال بشكل آمن، ومكافحة التلوث الكهربائي، والتهام ما تشتهي من أطعمة في الأيام المفتوحة. وعند بلوغ ختام هذه المرحلة سوف تصبح إنسانا متميزا.
فوائد “إعادة التشغيل”
يتم ملاحظة قدر هائل من الفوائد اعتبارا من أواخر المرحلة الأولى من إعادة التشغيل. وتشمل بعض هذه الفوائد: الشعور بأنك أخف في الحركة وأكثر تناغما، بفضل فقد الوزن والدهون. لم يعد الهضم بطيئا وتتضاءل آلام المفاصل إلى حد كبير. ولعل من أهم هذه الفوائد، تحديدا للسيدات فوق سن الـ50، اختفاء الأعراض المصاحبة لمرحلة انقطاع الطمث.
أما الخبر السار للجنسين فهو تلاشي المعاناة من الصداع، وسرعة التئام الجروح، واختفاء تقرحات الفم المتكررة. كما تزداد مستويات الطاقة والشعور بالتفاؤل.
ولإن إعادة تشغيل جسمك ليس لمجرد اكتساب مظهر حسن، وإنما ليفوز الجسم بحالة شاملة من الانتعاش، حيث إنه يعمل بطريقة جيدة من الداخل. وإذا كان مجرد الاقتراب من نهاية المرحلة يحقق كل هذه الفوائد، فإنه من المتوقع أن تحمل المرحلتان الثانية والثالثة، المزيد من المفاجآت السارة.