سيارات “الدفع الرباعي” في الأردن.. عندما تجتمع الرياضة والإنسانية
تصدح أصواتها عاليًا بين الوحل وفوق الحجارة وعبر الطرق الوعرة التي يصعب على الآخرين الوصول إليها، إمّا لممارسة رياضة جديدة عشقها الأردنيون أو للقيام بعمل إنساني من شأنه إنقاذ حياة ومساعدة محتاجين.
مسابقات سيارات “الدفع الرباعي” بدأت تنتشر كرياضة جديدة في الأردن أوائل العام الماضي، لتبدأ في جمع هدفين ساميين “الرياضة والإنسانية”.
رياضة عنوانها التحدي والإصرار، يتجاوز المتسابقون فيها كافة العقبات والتضاريس الجبلية والصخرية والرملية والطينية.
عشاق تلك الرياضة ممن يتطلعون لعيش المغامرات والتحديات، يعملون على تحسين مواصفات سياراتهم ليلًا ونهارًا؛ كي يتمكنوا من خلالها لتحقيق أفضل النتائج في تحدياتهم، وتوفير ظروف وإمكانيات تساعدهم على تأدية واجبهم الإنساني.
سيارات الدفع الرباعي في الأردن، لا ينتظر عشاقها البطولات للفوز بالمسابقات، ليقتصر الأمر على ذلك، لكن الرياضة والإنسانية تجتمعان.
يعيش أصحاب تلك السيارات في الأردن دور المسعف والمنقذ، لمن يحتاج ذلك، في الظروف الجوية السيئة التي تحول دون وصولهم لمنازلهم لمن تقطعت بهم السبل، وللمستشفيات والمراكز الصحية للحالات الإنسانية التي تتطلب ذلك، وهي طوق نجاة في الكوارث الطبيعية تمد يد العون لكل محتاج.
الأناضول التقت أعضاء فريق أديغا 4×4 (ADIGA 4×4) خلال تقديمهم عرضًا استعراضيًا وسط مغامرة محفوفة بالمخاطر، تمكنوا فيها من تجاوز كافة الصعوبات الصخرية والطينية في إحدى غابات عمان.
لوحة فنية خلابة رسمها الفريق الأردني في حركاته الاستعراضية والمتقنة، بسيارات تظهر لمن يشاهدها بأنها لا تستطيع أن تقوم بما فعلته.
إضافات على هياكل السيارات وتحسينات خاصة على ميكانيكياتها، هي في حد ذاتها مخالفة لقانون ترخيص المركبات في الأردن، إلا أن نشاطاتهم الإنسانية المستمرة، سبب كافٍ لتجاوز ذلك.
وعلى هامش جولتهم، قال مدير الفريق بيبرس عز الدين “قبل أن يتم عقد بطولة لسيارات الدفع الرباعي في الأردن، كنا مجموعة فيما بيننا نقوم باستكشاف الأماكن”.
وفي تصريح خاص للأناضول أضاف عز الدين “شاركنا في البطولة الأولى العام الماضي وحققنا مراكز متقدمة فيها وسنشارك للمرة الثانية العام الجاري”.
وأوضح “لدينا غرفة عمليات خاصة، نقوم من خلالها بمساعدة الناس في الظروف الجوية الصعبة، كنقل حالات غسيل الكلى وإسعاف على مدار 24 ساعة”.
وأشار إلى استلام الفريق مساعدات غذائية من داخل وخارج البلاد، وهم بدورهم يقومون بإعداد طرود خير (سلات غذائية) وإيصالها للمحتاجين والفقراء خاصة في شهر رمضان الفضيل.
ناتاشا دخقان، للأناضول قالت “أنا البنت الوحيدة وعضو جديد في الفريق، وهو متميز بمساعدته للناس، وهي مسؤولية اجتماعية إضافة للرياضة”.
أما عثمان ناصيف المدير التنفيذي للأردنية لرياضة السيارات (المظلة الرسمية لرياضة السيارات في الأردن يرأسها الأمير فيصل بن الحسين)، أشار في حديثه للأناضول “نقوم بمنح العضوية للراغبين في ذلك، ونخصص لهم تدريبات خاصة”.
وأضاف “إضافة إلى ما يقوم به الفريق، لدينا 150 سيارة تسعى أيضًا لمساعدة قوات الأمن في الظروف الطارئة التي تستدعي تدخل سيارات الدفع الرباعي”.
ومضى ناصيف “بالنسبة لسيارات الدفع الرباعي كبطولة، انطلقت للمرة الأولى في الأردن العام الماضي، ولدينا بطولة أخرى الشهر القادم”.
كما لفت “لدينا في سبتمبر/ أيلول المقبل حدث مهم جدًا وهو سباق الباها لمسافة 300 كيلو متر في وادي رم والعقبة (جنوب)، والذي يعتبر تحضيريًا لبطولة العالم”.
من جهته، عبّر العميد فريد الشرع مدير العمليات والناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني عن ترحيبه بدعم المواطنين في الظروف الطارئة، مُعتبرًا أن “هناك عملًا مؤسسيًا لسيارات الدفع الرباعي ضمن مجموعة من المتطوعين”.
وفي السياق ذاته، استدرك الشرع “أصحاب سيارات الدفع الرباعي من المتطوعين يتنافسون على تثبيت أرقامهم لدينا، وهناك 140 شخصًا منهم تم منحهم بطاقة خاصة على أنه متطوع دفاع مدني”.
وأردف “الدفاع المدني يملك كل المقومات للتعامل مع أي ظروف، إلا أن ما يقوم به متطوعو سيارات الدفع الرباعي يعبر عن التشاركية في العمل التي يدعو لها الملك عبد الله”.
وأكد “في حال وقوع أي حادث لا سمح الله، فإنهم (متطوعي سيارات الدفع الرباعي) يعتبرون رديفًا للدفاع المدني وغيره من الأجهزة المختصة والمعنية بالتعامل مع الظروف الطارئة”.
(الأناضول)