السعودية وطموح محمد بن سلمان النووي..
رأت صحيفة الرياض السعودية أن المملكة حققت انتصارا دبلوماسيا في ملفها الخاص بتطوير الطاقة النووية، وذلك بما قوبل به مشروعها من حماسة ومنافسة عالمية.
ولفتت الصحيفة في تقرير بالخصوص إلى أن رؤية “ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شاملة، ومدعومة بمملكة قوية، أسست لها مكانا وثقلا دوليا عبر العقود جعلاها محل ثقة كدولة مبدئية تلتزم بالقوانين الدولية وتحترمها وتحافظ على سيادتها الكاملة وصدارتها بين الدول عبر القرارات الحكيمة”.
واستطردت تقول في هذا الصدد: “تحقق المملكة اليوم انتصارا دبلوماسيا في ملف تطوير الطاقة النووية الذي اصطدمت دول كثيرة حين فكرت به بحواجز العقوبات والعزلة العالمية، لخشية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن من انضمام لاعبين جدد إلى النادي النووي، حيث قوبل طموح سمو ولي العهد بامتلاك طاقة نووية بحماسة عالمية وتنافس عالمي على مساعدة المملكة في هذا الملف”.
وأشار التقرير الذي دعمته الصحيفة برسوم وبيانات توضيحية إلى أن مشروع السعودية للحصول على الطاقة النووية يسير “على خير ما يرام حيث أعلن مسؤولون أميركيون أن إدارة ترامب تشجع على بيع مفاعلات نووية للمملكة العربية السعودية على الرغم من رفض المملكة القبول بفرض شروط قاسية على برنامجها النووي”.
ولفتت “الرياض” إلى أن رؤية ولي العهد محمد بن سلمان تتوخى “تعدد الحلفاء حيث رأينا في عهد الملك سلمان علاقات المملكة تصبح أكثر تشعباً ورسوخاً مع دول مثل الصين وروسيا، وهذا ما يزيد من استقلالية القرار السعودي وقوته، ويدفع الدول للتنافس على رضى المملكة، وتجلى هذا بشكل واضح في مقترح الحصول على طاقة نووية إذ لم تتجه المملكة للولايات المتحدة وحدها بل تحدثت مع عشر دول عن هذا الهدف منها الصين وروسيا وكوريا الجنوبية”.
التقرير يتحدث عن أن المملكة تخطط “لبناء 16 مفاعلا للطاقة النووية على مدى 20 إلى 25 سنة القادمة”، ولهذا الغرض توجهت إلى عدة دول، وذلك لأن “الاعتماد على شركات أميركية لبناء هذه المفاعلات يتطلب توقيع المعاهدة السلمية للتعاون النووي والمعروف باسم اتفاق 123 الذي يستدعي الفصل بين المنشآت النووية المدنية والعسكرية، كما يعرقل هذا الاتفاق تطوير قنابل نووية”.
ونوه التقرير بأن السعودية تمتلك “خيارات واسعة كثيرة منها عدم التوقيع على الاتفاق وتطوير طاقة نووية مع جهة ليست أميركية، وعلى الرغم من ذلك يتردد حديث في واشنطن حول استثناء المملكة من التوقيع على هذا الاتفاق إذا أرادت أن تحصل على طاقة نووية، حيث تعتبر خسارة السعودية من أي صفقة لصالح دولة منافسة لأميركا هزيمة تسجل لأي رئيس أميركي تحدث في عهده، إذ سارعت أميركا العام الماضي على تمرير صفقة أسلحة ضخمة للسعودية حين اتجهت الرياض لشراء منظومة S-400 من موسكو”.
روسيا اليوم