والدة اللبناني المشتبه به في «جريمة الفريزر»: رأيتُ بعينيّ زوجته السورية تضرب رأس الفيلبينية بالحائط
بعد عودة جثة الفيلبينة جوانا دانييلا ديمابيليس إلى مسقطها جثّةً ظلت لنحو 16 شهراً في «فريزر» داخل شقة كان يقطنها اللبناني نادر ع، وزوجته السورية منى.ح، ومع الإشاعات عن توقيف الانتربول هذا الثنائي المرجّح وجوده في سورية، كانت عائلة نادر في لبنان على حالها من الصدمة تتقصى من وسائل الإعلام «آخر الأخبار» عن هذه الجريمة ولسان حالها «ابننا لا يمكن أن يرتكب مثل هذا الفعل الإجرامي».
وعلى وقع استمرار التفاعلات الديبلوماسية على خط مانيلا – الكويت وتلك المتصلة بالعمالة الفيلبينية في البلاد، أكملتْ «الراي»عملية التقصي عن عائلة نادر.ع (40 عاماً) ابن بلدة بوداي في بعلبك، والذي تربّى وترعرع في منطقة الأوزاعي (جنوب بيروت) والذي كان ترك وزوجته منى. ح (37 عاماً) شقتهما المستأجرة في الكويت قبل عام وأربعة أشهر، وبعدما صدر حكم قضائي لمصلحة مالكها بإخلائها تبيّن عند تنفيذ الحكم والمعاينة من حارس العدل وجود جثة الفيلبينية وهي على كفالة اللبناني الذي سجّل بحقها قضية تغيّب قبل مغادرته وشريكة حياته البلاد بيومين، وبناءً على ذلك سُجلت قضية قتل في مخفر ميدان حولي أحيلت إلى رجال المباحث لكشف غموضها ليتبيّن تَعرُّض الخادمة إلى الخنق حتى الموت والتعذيب.
وبعدما كانت «الراي» انفردتْ بالحديث مع عمّة نادر التي ترعرع في منزلها الكائن في الأوزاعي، نجحتْ في الاتصال بوالدته، فيما كانت الإشاعات عن توقيفه تنتشر من دون أن يصدر أي تأكيد رسمي في هذا الإطار.
وقد تفاجأتْ أم نادر عندما سألتْها «الراي» أمس إن كان وصلها خبر توقيف وحيدها، فأجابتْ بصوت اختزل قهر ووجع سيّدة حرمتها الحياة فلذة كبدها منذ أن ارتبط بفتاة لم تكن راضية عنها، قائلة باللهجة اللبنانية: «يا دلي، ما معي خبر، جدّ وقفوه؟! والله ابني ما بيقتل نملة، أكيد زوجته ورطته». تسكت قليلاً وتبدأ هي بالسؤال: «كيف لي أن أنقذه من هذه الورطة، نادر شاب عاقل وهادئ، على عكس زوجته التي لمستُ مدى قساوتها ومعاملتها السيئة له وللفيلبينية عندما زرتُهما في الكويت».
وتحدّثتْ أم نادر عما رأتْه بأم عيْنيْها قائلة: «كانت زوجته تضرب رأس العاملة بالحائط، طلبتُ منها أن تعيدها للمكتب إن لم تكن راضية عن عملها، لم تبال بكلامي، عندها قررتُ مغادرة الكويت قبل انتهاء المدة التي كنت قد حددتها فلم أتحمل البقاء مع إنسانة لا رحمة في قلبها». وهنا تحدثت زوجة أخيها، وقالت لـ «الراي»: «مستحيل أن يكون نادر قد ارتكب هذه الجريمة، فمَن اعتاد على إيقاع العاملة وضرب رأسها بالأرض هو مَن يقف خلف قتْلها أي زوجته وليس نادر». علماً أن شبكة GMA التلفزيونية الفيلبينية، كانت نقلت عن خادمة فيلبينية أخرى تعرّفت إلى بقايا جثة جوانا، أن القتيلة كانت تتعرّض للتجويع والاعتداء الجسدي، كما أنها لم تتلق راتباً ولم يُدفع لها مقابل عملها.
وتعود أم نادر إلى اللحظة التي شاهدتْ فيها ولدها لآخر مرة قبل نحو عشرة أشهر قائلة: «كان نادر كالمفقود لا أعلم عنه شيئاً، الى ان عرفتُ أنه في الشام، وسافرتُ مع شابٍ أَرسله رجل أمن من لبنان معي، وهو تواصل مع شقيق منى (زوجة نادر) ووالدها عبر الهاتف، وهما أنكرا بداية أنهما يعلمان أي شيء عن نادر، وقد شعرتُ بأنه مخطوف من قبلهما. وعندها قال الشاب الذي يرافقني لشقيق منى: إذا كنتَ لا تتواصل مع نادر فأرسِل لي رقم هاتف شقيقتك، فكان جوابه ان نادر لا يريد رؤية والدته. لكن بعد إصرار الشاب اضطر الى إرسال رقم هاتفٍ أعطيناه الى عناصر في أحد مخافر الشام، فاتصلوا بنادر وحضر».
وتروي الوالدة المفجوعة من مصيبةٍ طرقت بابها:«عندما شاهدتُ نادر لم أتمالك نفسي وانهمرتْ دموعي بغزارة وهو كذلك، انحنى على قدمي قبّلهما، وأطلعني أنه متعب وخضع لعملية جراحية في القلب»، مضيفة «كانت حاله سيئة لدرجة كبيرة، ولم أعلم السبب الكامن خلف ذلك، وهو قال لي ان هناك قصة كبيرة لكنه لا يستطيع ان يحدّثني عنها الآن (وفوق هذه القصة كفّت ووفّت زوجتي حامل). وأصررت عليه كي يخبرني ما القصة، لكنه رفض».
أما آخر اتصال بين أم نادر وابنها فكان «قبل نحو شهرين وحينها أبلغني انه رزق بمولود (ثانٍ) وانه يريد المجيء إلى لبنان كونه يحتاج الى الجلوس معي إذ يوجد حديث طويل كما قال يريد ان يقصّه لي»، مضيفة:«كان صوته غير طبيعي وكأن الكلمة تخرج مرغمة من فمه، وسألتُه ما به من دون أن أحصل على جواب شاف».
كل ما تريده أم نادر الآن أن «يُظْهِر الله الحقيقة»، وختمت: «ابني مظلوم، أنا ربّيْتُه وأعرف خلفيته».