سياسيون يثمنون خطاب صاحب السمو أمام مؤتمر ميونخ
أثار خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، امام مؤتمر ميونخ للأمن أصداء دولية وعربية واسعة؛ وتفاعل مع مضمونه شخصيات دولية وعربية لما فيه من إشارات هامة وتسمية الأشياء بمسمياتها ؛”الشرق” التقت فى فرنسا ببعض السياسيين والخبراء الاستراتيجيين.
حيث اكدوا ان قطر أثبتت أنها أكثر دول الخليج حرصا على لحمة شعوب مجلس التعاون؛ وثمنوا كلمات سمو الأمير، وقالوا انها اتسمت بالعقلانية والقوة والفعالة لانهاء ظاهرة الإرهاب. وابرزت التحديات الأساسية لجميع دول العالم وليس لبلاده فقط. وان مضمون الخطاب يؤكد ان قطر تسير على طريق التقدم الحقيقي فهو خطاب منفتح، كأننا نستمع الى خطاب قائد دولة أوروبية حيث نتفق جميعا في أوروبا مع رسالته وأفكاره.
بداية يقول سعادة الدكتور خالد بن راشد المنصوري سفير دولة قطر في كل من فرنسا وموناكو:
لقد ركز سيدي صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله في خطابه على أبرز المحاور والقضايا الدولية وشخص الوضع الراهن بكافة أبعاده وقدم الحلول من أجل السلام والأمان ليس من أجل قطر فحسب ولكن لعالمنا العربي والدولي وأكد بشكل خاص على ثلاث رسائل أبرزها أن قطر أصبحت أقوى خلال الحصار وخلقت لها بدائل اقتصادية وتجارية أكثر استقرارا عبر تحرك دبلوماسي وتخطيط اقتصادي استراتيجي، للمحافظة على استقلالها وسيادتها، كما ركز سموه على مفهوم الترتيبات الاقليمية التى تستدعي الاستقرار للمنطقة عبر إيجاد أمن إقليمي أوسع في الشرق الأوسط بالإتفاق على محددات أمنية رئيسية ومبادئ الحوكمة من أجل بسط السلام وتوفير الازدهار وفق رؤية حكيمة فلابد من اتفاقية أمنية إقليمية جامعة في الشرق الأوسط لانهاء اضطرابات الماضي لأمن جميع الدول وشعوبها.
واضاف لقد أبرزت كلمة سمو الأمير حفظه الله ان قطر هي اكثر الدول الخليجية المحافظة على مجلس التعاون وعدم التفريط في لحمة شعوبه التي تمثل الركيزة الأساسية في الخليج وذلك بعدم تصعيدها للأزمة والسعي لإيجاد لغة الحوار ونتمنى أن يستمع البعض الى لغة الحكمة من أجل مصالح شعوب المنطقة العربية.
خطاب عقلاني قوي
وقال هال جاردنر مستشار الرئيس السابق بالبيت الأبيض وحلف الناتو ورئيس قسم العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بباريس: وزن كلمات سمو الأمير كان كبيرا ؛ وقد أعجبني مضمون الخطاب وقوته لاسيما ما قاله بان هزيمة الدولة الاسلامية في العراق وقريبا في سوريا لم تنته بعد، فالمعركة الحقيقية ضد الارهاب لم تبدأ بعد وعلينا أن نبحث في الظروف التي أدت الى ولادة القاعدة وداعش لكي لا تخرج بمسميات أخرى على أنقاض التنظيمات المهزومة عسكريا المطالبة بتجفيف منابع الارهاب عبر محاربة التطرف الديني ومسبباته ؛ وقال لابد أن يدعم المجتمع الدولي سمو الأمير في مسعاه فهذا هو الخطاب العقلاني القوي والمفيد والفعال لانهاء ظاهرة الإرهاب التي هي عالمية وليست اقليمية لابد من تركيز اكثر على المسببات التي تخلق هذه المنظمات الارهابية كذلك نتفق مع حتمية ايجاد حلول للإقليم العربي خصوصا انهاء النزاع الايديولوجي المشتعل.
تشخيص مسببات الإرهاب
وقال باسكال درو مؤسس ورئيس المجلس الدولي الاستراتيجي “ICS”بباريس ومستشار سابق في حكومتي شيراك وساركوزي والمدير السابق للعلاقات الدولية بحزب الجمهوريون: الخطاب سلط الضوء على الاساسيات والمواضيع الأهم وكان شاملا ومركزا على مسببات الإرهاب أبرزها التطرف والتهديدات الامنية التي تواجه الجميع وطرح فكرا مهما للخروج من جذور التعصب والتطرف ومن ثم الإرهاب وهي أرضية يترعرع فيها عبر اليأس والبؤس والفقر وهذا صحيح حيث يعاني اليوم نحو ¾ العالم من مشاكل في نقص الغذاء والمياه وتفشي الفقر ومشاكل التعليم والصحة كل هذه المعطيات تعي الارهاب ولا نتكلم عن تحديات البيئة والارتفاع الحراري الذي يهدد بكوارث جسيمة على سكان الكوكب؛ وبالتالي كلمة سمو الأمير تبرز التحديات الأساسية للجميع وليس لبلاده فقط ؛ فلابد من تأهيل العالم لعام 2050 الذي سيواجه تكتلات سكانية تتجاوز ال9 مليارات نسمة عبر الخروج، الارهاب والقضاء على اليأس الذي يقذف ببعض الشباب الى التطرف ؛ وثمن مطالبة سمو الأمير بضرورة التعاون الامني الاقليمي في الشرق الأوسط لإيجاد حوار بناء والترفع عن النزاعات الايديولوجية.
قطر على الطريق الصحيح
وقالت فرانسوا زاندريو؛ استاذة بوزارة التعليم العالي الفرنسي: لو نظرنا لكلمة سمو الأمير، يبدو من مضمونها أن قطر تسير على طريق التقدم الحقيقي فهو خطاب منفتح كأننا نستمع الى خطاب قائد دولة أوروبية، حيث نتفق جميعا في أوروبا مع رسالته وأفكاره المطروحة. وتعد طروحات صاحب السمو الشيخ تميم في المؤتمر خير دليل على ذلك. إن وضع السلام والأمن كأولوية حقيقية هو مشروع شريف لأي قائد يحترم شعبه وشعوب المنطقة والعالم. لقد القى خطابا شاملا وقد أعجبني كثيرا ولاسيما الفقرة التي تطرق الى كيفية التحول من النزاعات الى التعاون كونه مسئولية، وقدم المقترحات للحلول وآلية الوصول الى ذلك لرفع المعاناة عن الشعوب المتضررة من النزاعات وكذلك ضرورة منع اسباب التطرف التي تؤدي الى الارهاب؛ وقالت انه من المحاور الإيجابية التي تضمنها الخطاب واعجبني نصحه بنسيان الماضي من أجل إقامة سلام مزدوج مع أمن مزدهر.
تسمية الأشياء بمسمياتها
من جهته قال السفير مارج دولا سابليير؛ مندوب فرنسا الدائم بمجلس الأمن وسفير فرنسا في الشرق الأوسط سابقا: الخطاب قوي يثبت مرة أخرى حضور قطر القوي على الساحة الدولية وذلك بالإشارة الى صلب المواضيع الهامة برؤية حكيمة وخالية من المجاملات البروتوكولية او الدبلوماسية وتسمية الأشياء بمسمياتها لقد مس سموه أبرز القضايا الدولية والاقليمية الهامة معززا بالمنطق ولغة العقل؛ نعم نقدر على إيجاد سلام في الشرق الأوسط عبر تطبيق مثل هذه الرؤى العقلانية لتجاوز الماضي ونسيان أزماته والخلافات وفتح صفحة من العلاقات المبنية على الحوار والتعاون من أجل سلام الاقليم المشتعل بالحروب والإرهاب.
جاك لانج، وزير الثقافة السابق ومدير معهد العالم العربي يقول: الخطاب طرح رسائل واضحة للغاية وتثبت بأن قطر دولة تحارب الإرهاب، بل وتقدم أيضا الحلول لمحاربته من جذوره وأكد قوة ونجاح دولة قطر وخروجها من أزمة الحصار مع جيرانها الدول العربية الشقيقة أكثر قوة ولم يصعد من الأزمة بل طالب بالتعاون البناء لمصلحة جميع شعوب المنطقة والعالم. فالشرق الأوسط بحاجة للاتفاق على مبادئ للعيش المشترك لننتقل من الصراع إلى التعاون وهو قمة العقل والحكمة.
وقال خالد الشيباني رئيس المركز العربي لحقوق الانسان والمناهض للإرهاب: الخطاب اتسم بالشفافيه؛ ولخص ما يحدث في العالم والمنطقة وكان قريبا لتوجهات الشعوب العربية التي تتوق الى الحرية والحكم الرشيد الذي لو نفذ بالشكل المطلوب لاختفى كل ما يحدث في المنطقة العربية.
ولخص معاناة شعوب المنطقة بشكل جيد، فالشعوب العربية ليست هي في اشد الحاجة لرفع الظلم والمعاناة ليختفي الارهاب وهذه النقطة مفقودة بل ان المعاناة تزيد الامر تعقيدا وتخلق جيلا انتقاميا ارهابيا متطرفا. ولخص مشكلة الارهاب بشكل جيد ووضع حلولا لها وهي الحلول الحقيقية التي يتوجب على العالم فعلا ان يبدأ بجدية التحرك لأجلها وفعلا هناك فشل في الدول العربية.
كما ركز الخطاب على الازمة الخليجية وكشف خفاياها وهذه الازمة التي ممكن ان تزايد العنف في المنطقة المشتعلة اصلا.