“أشغال” تنفذ شبكة لتجميع المياه الجوفية والأمطار بالصناعية
تعمل هيئة الأشغال العامة “أشغال” على إنجاز شبكة متكاملة لتجمع مياه الأمطار والمياه الجوفية السطحية، بهدف خفض منسوبها إلى أعماق تصل إلى 3 أمتار، وذلك ضمن مشروع تطوير البنية التحتية والطرق في منطقة المنطقة الصناعية.
ويأتي المشروع ضمن جهود الدولة للحد من مشكلة تجمع المياه في فصل الشتاء، وتقوم هيئة الأشغال العامة حاليا بتنفيذ الحزمة الأولى من مشروع تطوير الطرق المحلية والبنية التحتية في المنطقة الصناعية بالدوحة، والتي يتم من خلالها توفير حل مؤقت وآخر دائم لمشكلة تجمع المياه الأمطار وارتفاع منسوب المياه الجوفية في منطقة المشروع.
وقامت “الشرق” بجولة ميدانية في المشروع، حيث اطلعت على سير العمل وتفقدت مراحل المشروع ، وفي هذا السياق، أوضح المهندس أحمد العبيدلي، رئيس قسم المناطق الجنوبية بإدارة مشاريع الطرق في “أشغال”، أن تنفيذ مشروع لتجميع المياه السطحية الناجمة عن هطول الأمطار وخفض مستوى المياه الجوفية الضحلة في المنطقة الصناعية يأتي ضمن مشروع تطوير الطرق والبنية التحتية بالمنطقة الصناعية.
ولفت المهندس أحمد العبيدلي إلى أن فكرة المشروع تعتمد على تجميع المياه الجوفية ومياه الأمطار في شبكة من الأنابيب قطرها 3 أمتار تغطي كامل المنطقة الصناعية، وظيفتها نقل هذه المياه إلى خزانات خاصة، تمهيدا لمعالجتها من خلال عدد من محطات المعالجة بهدف تنقيتها وتخلصها من المواد الكيميائية ثم ضخها في الآبار الجوفية على عمق 400 متر تحت سطح الأرض للحفاظ على المخزون الاستراتيجي من المياه.
المهندس أحمد العبيدلي
* تغطية المنطقة الصناعية
وبيَّن المهندس العبيدلي تصميم هذه الشبكات، بحيث يتم نقل المياه القادمة من الجزء الشمالي من شارع 1 إلى شارع 33 من المنطقة الصناعية (من جهة طريق سلوى) وبعض أجزاء من القسم الجنوبي في المرحلة الثانية والسادسة للمنطقة إلى خزان تجميع جوفي موجود ضمن الحزمة الأولى من المشروع.
ولفت إلى حفر هذا الخزان بهدف التخفيف من حدة التدفقات الناتجة من المرحلة الأولى والرابعة وبعض أجزاء من المنطقة الجنوبية، إضافة إلى المنطقة الشمالية من المشروع كحل مؤقت.
وبين المهندس العبيدلي أن خزان التجميع للمياه الجوفية يمتد على مساحة تصل إلى 55 ألف متر مربع بعمق 7.7 مترا، مشيرا إلى تحديد عمق الخزان بناءً على كمية الأمطار المتوقعة.
*وحدة مؤقتة
وقد أوضح المهندس أحمد العبيدلي أن الهيئة ستقوم بإنشاء وحدة مؤقتة لمعالجة المياه وبئر تغذية ضمن المنطقة المخصصة لتنفيذ خزان التجميع، وذلك لخدمة تدفقات المرحلة الأولى والمنطقة الشمالية.
وقال “كما تم أيضاً تصميم وتنفيذ حوض مائي مؤقت بالقرب من الخزان المذكور لاستخدامه كحوض تخزين في حالات الأمطار الشديدة وبسعة تخزين تقدر بـ 20 ألف متر مكعب”.
المياه قبل معالجتها تمهيدا لضخها في الآبار العميقة
*تصريف المياة
وأشار العبيدلي إلى تنفيذ الهيئة مشروع حفر بئرين بالقرب من خزان التجميع على عمق 400 متر كإجراء مؤقت وحتى انتهاء أعمال مشروع التصريف في الجزء الشمالي، منوها بأن البئرين يستخدمان لتصريف المياه إلى الخزان الجوفي العميق في باطن الأرض بعد معالجتها بواسطة محطات معالجة متطورة حسب مواصفات التصريف المعتمدة من قبل وزارة البلدية والبيئة في دولة قطر، وذلك للحفاظ على المخزون الاستراتيجي للمياه.
* محطات معالجة
وذكر أن محطات المعالجة مهمتها استقبال المياه الجوفية ومياه الأمطار ومعالجتها، تمهيدا لإعادة ضخها في آبار على أعماق كبيرة تحت الأرض، مشيرا إلى أن اختلاط المياه الجوفية في المنطقة الصناعية بالزيوت والشحوم والمواد الكيميائية كانت من أبرز التحديات التي واجهت “أشغال” حتى تم إنشاء محطات المعالجة.
وشدد على أن المشروع سيقضي على مشكلة المياه الجوفية ومياه الأمطار، مبينا أن شبكة التصريف تغطي كامل مساحة المنطقة الصناعية، بحيث تستقبل أي مياه زائدة ونقلها.
وأوضح أن المشروع يهدف إلى خفض مستوى المياه الجوفية من متر تحت الأرض إلى 3 أمتار تحت الأرض بحد أدنى، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه حماية الطرق والبنايات في المنطقة الصناعية من أضرار ارتفاع المياه الجوفية.
*مراقبة مستوى المياه الجوفية
ولفت المهندس أحمد العبيدلي إلى تصميم وحفر هذه الآبار بطاقة استيعابية قدرها 8000 متر مكعب من المياه يومياً لكل بئر، موضحا إجراء مراقبة نوعية لمستوى المياه الجوفية بواسطة آبار مراقبة للتأكد من سلامة عملية التصريف عبر الآبار وعدم تأثيرها على البيئة.
وأشار المهندس العبيدلي إلى أن تصريف هذه التدفقات القادمة من المنطقة الصناعية للمنطقة الشمالية والمنطقة الجنوبية سيتم من خلال حل آخر دائم بمجرد ربط هذا الخزان بخط أنابيب رئيسي يصل قطره 3 أمتار تتدفق من خلاله المياه إلى منطقة التصريف، كاشفا عن البدء في تنفيذ هذا المشروع ضمن مشروع منفصل في جنوب الدوحة، حيث بدأ العمل فيه مؤخرا، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال عام 2020.
بحيرة صناعية تتجمع فيها المياه الجوفية
*البلدية والبيئة وكهرماء
وذكر المهندس العبيدلي أن كمية المياه القادمة من المنطقة الصناعية ككل والمجمعة من المراحل الخمسة عبر شبكات صرف المياه السطحية والجوفية تصل إلى حدود 27,000 متر مكعب في اليوم.
ولفت إلى أن وزارة البلدية والبيئة ومؤسسة كهرماء تقومان بمتابعة المشروع لتنفيذه طبقا لمعايير الحفاظ على البيئة، منوها بالبدء في تنفيذ مشروع تطوير الطرق والبنية التحتية في المنطقة الصناعية في يناير 2014.