العالم تريند

الإضراب يشلّ الضفة بعد استشهاد 14 فلسطينياً في مخيم نور شمس وتدميره

عمّ الإضراب العام والشامل مدن الضفة الغربية أمس الأحد، تنديدًا بمجزرة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، والتي خلّفت 14 شهيدًا بينهم طفل، فضلا عن أكثر من 40 جريحاً، وتدمير شبه كامل للمخيم وبنيته التحتية.
وسجل نهار أمس استشهاد عدد من الفلسطينيين كان آخرهم المواطنة لبيبة غنام (43 عاماً) برصاص الاحتلال على حاجز الحمرا العسكري في الأغوار الشمالية.
وتزامن الإضراب الذي دعت إلى المشاركة فيه حركتا «فتح» و»حماس» والفصائل الفلسطينية، مع شنّ مجموعات المقاومة الفلسطينية 5 عمليات إطلاق نار ضد قوات الجيش الإسرائيلي في كل من جنين ورام الله والخليل.
وشلّ الإضراب مناحي الحياة كافة، وأُغلقت المدارس والجامعات والمحلات التجارية.
كما شهدت المواصلات العامة إضرابا في جميع الخطوط، وكانت حركة المواطنين طفيفة، وأغلقت المصانع والمعامل أبوابها، وعطلت البنوك والمصارف العمل بناء على قرار من سلطة النقد الفلسطينية.
وكانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» – الأقاليم الشمالية، قد أعلنت الإضراب الشامل «غضبا على دماء الشعب الفلسطيني النازفة في طولكرم وغزة».
وقال بيان مركزي آخر للحركة أمس إن «المجزرة الدمويّة التي ارتكبها جيش الاحتلال خلال عدوانه على مخيّم (نور شمس)، دليل على المآرب التصعيديّة لحكومة الاحتلال المتطرّفة (..) عبر ممارسة سياسات الإرهاب والقتل والبطش والتدمير المُمنهج».
ودعت حركة «حماس» في بيان الى «التزام بالإضراب العام»، وتحويل «الميادين ونقاط المواجهة لكتلة لهب في وجه الاحتلال، ولتصوب كل بنادق الأحرار نحو هذا الاحتلال، ومستوطنيه المجرمين».
وجاء في بيانها أن «الإجرام الصهيوني لن يجلب للاحتلال أمنا، وأن مقاومة شعبنا مستمرة جيلا خلف جيل حتى النصر والتحرير بإذن الله».
كما أطلق كل من اتحاد المعلمين، والنقابة العامة لعمال النقل دعوات للالتزام بالإضراب.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد شنت عدوانا على مخيم نور شمس استمر ثلاثة أيام متواصلة، أسفر عن استشهاد 14 مواطنا، بينهم طفل، وإصابة العشرات بجروح واعتقال العشرات. وتمكنت مركبات الإسعاف مساء أمس الأول من الدخول الى المخيم وتحديدا حارة العيادة، عقب انسحاب جزئي لآليات الاحتلال، لانتشال الشهداء.
والشهداء هم: أحمد غالب محمود حسين علي (24 عاما)، سليم فيصل عبد اللطيف غنام (29 عاما)، قيس فتحي نصر الله (16 عاما) من مخيم طولكرم، علاء يوسف صالح عبد الرحيم (35 عاما)، جعفر سليم خالد عمر (20 عاما)، أحمد حسام محمد شحادة (20 عاما)، عمر صالح نايف أبو الرب (24 عاما)، علي محمد علي عبد الله (25 عاما)، جهاد نياز نصر جابر (17 عاما)، رجائي محمد سبع أبو سويلم (39 عاما)، مجاهد السلتة، علي محمد عبد الرحيم، محمود غنام، نسيم محمد عبد الله مصبح (21 عاما).
وتجمهر المئات من سكان المحافظة في ساحة المستشفى لإلقاء نظرات الوداع على الشهداء، فيما كان الشهداء يصلون تباعا الى المستشفى بمركبات الإسعاف.
كما أصيب شابان برصاص الاحتلال في الأرجل من مخيم طولكرم، أثناء وجود قوات الاحتلال على مدخل المخيم.
وكانت قوات الاحتلال انسحبت مساء السبت بشكل جزئي بعد عدوان شامل طال البنى التحتية وشبكات الكهرباء والمياه والاتصال والإنترنت، وتدمير لممتلكات المواطنين، وما تبعه من قتل بدم بارد للشبان بعد محاصرتهم واحتجاز جثاميهم، وتصفيتهم في ساحات المخيم، وتحديدا حارة العيادة، دون السماح لمركبات الإسعاف بنقلهم الى المستشفى.
وشيعت حشود كبيرة جثامين الشهداء الـ 13 من مستشفى طولكرم الحكومي، إلى جانب الشهيد الطفل قيس فتحي نصر الله (15 سنة).
وتأخرت مسيرات التشييع التي كانت ستنطلق من المستشفى الحكومي إلى المخيم بسبب واقع الطرق داخله، وهو ما دفع طواقم الدفاع المدني والبلدية للعمل على مدار الساعة من أجل تحسين الطرق وإزالة ركام الدمار الكبير من أحياء المخيم المختلفة من أجل مرور الجنازة من داخله.
وشارك أبو شجاع المقاتل في «كتيبة نور شمس» في جنازة التشييع الضخمة، وذلك بعد يومين من انتشار أنباء عن استشهاده برفقة 4 من رفاقه، حيث حملته الجماهير وهتفت دعما للمقاومة.
وقالت مصادر محلية إن جيش الاحتلال قام بمداهمات من منزل الى منزل، وأخضع عشرات المواطنين لتحقيقات ميدانية.
ووصف نشطاء الوضع الإنساني في مخيم نور شمس أثناء الاقتحام بأنه «كارثي ويزداد صعوبة»، وقد أطلقت نداءات استغاثة لتوفير حليب الأطفال وطعام وأدوية وماء.
وبيّنوا أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى جرحى وجثامين شهداء في المخيم، ولاحقت مركبات إسعاف كانت تنقل حالات مرضية واعترضت طريقها للتأكد من أن الذين يتم نقلهم مرضى وليسوا جرحى. وقالت وزارة الاقتصاد الوطني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت تدمير البنية التحتية لاقتصاد المحافظة وخصوصاً في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم.
وحسب الرصد الأولي لمديرية الوزارة في المحافظة، فإن التدمير المستمر شمل جرف الشوارع وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات والصرف الصحي، وتدمير منازل سكنية ومنشآت تجارية بين دمار جزئي أو كلي، علاوة على خسائر مادية في ممتلكات المواطنين.
وأشار مدير المديرية جهاد شحادة إلى تكبد المنشآت الصناعية والمحال التجاري خسائر نتيجة هدم عدد من المنشآت، وأن انقطاع التيار الكهربائي تسبب في تلف المنتجات الغذائية خصوصاً المبردة، علاوة على توقف شبه تام للحركة التجارية الأمر الذي يفاقم الوضع الاقتصادي الصعب في المحافظة.
وتسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على فلسطين منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بإغلاق 29% من المنشآت الاقتصادية في الضفة الغربية، في حين يتكبد الاقتصاد يوميا خسائر في الإنتاج فقط نحو 19 مليون دولار.
وتوقع مواطنون أن الاحتلال فجر ودمر ما يقرب من 40 منزلا بشكل كلي أو جزئي، في حين دمر أغلب شوارع المخيم.
وفي ملف الاعتقال، قال بيان صادر عن نادي الأسير الفلسطيني إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 50 مواطنًا، بينهم جرحى، وقد جرى الإفراج عن غالبيتهم بعد عمليات تحقيق ميدانيّ معهم، حيث يُعد هذا الاجتياح الأكبر منذ عام 2002.
وأضاف في بيان صحافي، إنّ عمليات الاعتقال والتّحقيق الميداني الواسعة، رافقتها اعتداءات وانتهاكات جسيمة ومروعة بحقّ المواطنين، من بينها استخدام المواطنين العزل كدروع بشرية ورهائن، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وتعريتهم، واستخدام القيود كأداة لتعذيب المعتقلين، حيث تركت عمليات التّعذيب والتّنكيل آثاراً واضحة على أجساد المعتقلين الذين أفرج عنهم لاحقًا، إضافة إلى عمليات التّهديد والتّرهيب، وأبرزها تهديدهم بإطلاق الرصاص عليهم. وردت مجموعات المقاومة الفلسطينية بتنفيذ مجموعات من عمليات إطلاق النار في رام الله وجنين والخليل.
وقتل جنود الاحتلال أمس شابين حاولا تنفيذ عملية طعن وإطلاق نار على مفترق بيت عينون شمال شرق الخليل.
وأظهرت مقاطع فيديو إطلاق جنود الاحتلال النار بكثافة على الشابين، ما أدى لاستشهادهما. وقالت مصادر محلية إن الجنود منعوا طواقم الإسعاف من الاقتراب من الشابين، واحتجزوا جثمانيهما. وجاء في بيان لجيش الاحتلال أنّه جرى إحباط هجوم في مفترق بيت عينون، بعد أن وصل شخصان للمكان، وحاول أحدهما طعن جنود، فأطلق الجنود النار عليه. و
حسب البيان فإن المنفذ الآخر أطلق الرصاص باتجاه الجنود الذين ردّوا عليه بالنار.
وأعلنت وزارة الصحة أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد المواطنين محمد ماجد موسى جبارين (19 عاما)، وموسى محمود موسى جبارين (18 عاما).
ووثق شهود عيان لحظة إعدام قوات الاحتلال من مسافة صفر أحد الشبان، وأظهرت الصور أن الشاب كان محتجزا على الحاجز العسكري المقام في تلك المنطقة، قبل أن يقوم جنود الاحتلال بالاقتراب منه وإطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة قرية بيت عنون، وانتشرت على الطرقات وفي محيط منازل المواطنين، وداهمت عددا منها وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
وأعلنت مجموعات المقاومة تنفيذها عملية إطلاق نار في منطقة عزون شرق مدينة قلقيلية، وعملية إطلاق نار بالقرب من مدينة رام الله.
وفي سياق آخر انفجرت عبوة ناسفة في مستوطن إسرائيليّ أثناء محاولته ركل العلم الفلسطيني قرب مستوطنة شرق رام الله.
وذكرت قناة «كان» العبرية أنّ المستوطن أصيب بجروح طفيفة، قرب مستوطنة «كوخاف هشاحار» بينما كان يحاول إنزال علم فلسطين.
ومستوطنة «كوخاف هشحار» مقامة على أراضي قرى دير جرير والطيبة شرق رام الله.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى