سعودية تفتح أول مقهى للقراءة والقهوة العربية
سارة السالم، شابة سعودية فتحت أول مقهى للقراءة وتقديم القهوة العربية في مدينة #الخبر شرق #المملكة.
المقهى أقيم بمبادرة فردية منها وجهد ذاتي ودعم عائلي، لتحقيق حلم كان يراودها منذ الطفولة.
دواوين الشعر القديمة وثقافات متباينة
واستطاعت السالم جمع مجموعة من دواوين الشعر القديمة والكتب الأدبية والثقافية متعددة اللغات من جميع البلدان والثقافات، كي تمنح رواد المقهى السفر عبر القراءة إلى أزمنة متباينة وبلدان مختلفة مع رشفات القهوة العربية الفاخرة، وإمكانية الاستعارة أو التبرع بالكتب للمقهى.
كما يهدف المقهى إلى جذب الانتباه للقهوة العربية، حيث تم تصميمه بشكل متفرد يمزج بين المذاق والنكهة التراثية والتصميم العصري، ليضفي شعوراً لدى الزوار مفعماً بالراحة والهدوء طوال جلوسهم. وعلى الحائط، تتراص أدبيات القهوة في الشعر العربي.
طقوس تتوارثها الأجيال وعنوان الكرم
“العربية.نت” التقت سارة السالم في المقهى الذي أسسته وعائلتها. وقالت إن كل ركن في أرجاء المقهى يعبر عن حجم المحبة التي تكنها وعائلتها للقهوة العربية، والتي لا تزال عنواناً للكرم والأصالة، ومرادفاً لحسن الضيافة عند السعوديين، لافتة إلى أن القهوة تراث عميق ارتبط بـ”السعودي” في حله وترحاله، وغناه وفقره، وأفراحه وأتراحه، وهي مفتاح نهاره وراحة منتصفه وجليسة رواحهم، كما هي بطقوسها عادة لها احترامها وتتوارثها الأجيال، ويحافظ عليها ويتعلمها الأبناء في مجالس آبائهم. وفي طريقة إعدادها تفرّد يختلف من منطقة إلى أخرى.
الثقافي الخليجي والسعودي والمعرفة السطحية
وأوضحت السالم أنه فضلاً عن تقديم القهوة العربية الأصلية، فهي تستهدف تشجيع القراءة الجادة والرزينة في زمن انتشرت فيه الأنماط الاستهلاكية للمعرفة السطحية عبر الوسائط الحديثة، وشبكات التواصل الاجتماعي، منوهة بأن الفرصة متاحة بالمقهى لاستعارة الكتب النادرة، أو التبرع بالكتب لمكتبة المقهى، وبذلك يحتسي الزائر قهوته، ويستعير الكتاب، ويتبرع بكتب أخرى.
كذلك أشارت السالم إلى أنها تسعى للمشاركة بالحراك الثقافي في المنطقة العربية، باستضافة مؤلفي الكتب من الخليج والسعودية، لإقامة حفلات إطلاق وتوقيع مؤلفاتهم، بما يشجع الحضور على التفاعل والمناقشة.
شيوع القهوة الغربية والزعفران والقرنفل
وأكدت السالم أنه رغم شيوع محلات تقديم القهوة الغربية فإن “القهوة العربية” لا تزال محتفظة بألقها وتوهجها، بل أصبحت منافسة لهذه الأنواع بفتح المقاهي الخاصة بها لتحافظ على التقاليد والطقوس الأصيلة. وفي الوقت ذاته تقوم الشابة بتطوير نكهة القهوة بزيادة الزعفران الطبيعي، والقرنفل إلى النكهات الأساسية، دون استعمال المنكهات الصناعية.
ويضم مدخل المقهى لوحة لاستطلاع رأي الزوار، وتقييم الخدمات المقدمة لهم، إذ تعتبر رأي الزوار مقياساً لمدى المنتجات والخدمات التي تقدمها.