شابات مصريات وراء اكتشاف ديناصور عمره 80 مليون سنة
باحثات مصريات يترأسهن شاب حققن لجامعتهن المنصورة شمال مصر كشفاً هاماً، أحدث دوياً عالمياً، ففريق البحث الذي يترأسه الدكتور هشام سلام مدير مركز الحفريات بجامعة المنصورة تمكن من اكتشاف حفرية ديناصور ضخم في واحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد بصحراء مصر الغربية، الديناصور له عنق طويل وأربعة أرجل ويبلغ عمره 80 مليون عام.
ويقول الدكتور هشام سلام مدير مركز الحفريات ورئيس فريق البحث لـ”العربية.نت” إن الديناصور من فصيلة آكل العشب وينتمي للعصر الطباشيري ومجموعة تسمى “تيتانوسورز” ضمت أكبر حيوانات برية عاشت على الأرض، ويسمى منصوراسوروس شاهينا، يبلغ طوله عشرة أمتار ويزن 5.5 طن.
ويكشف سلام أن الديناصور عاش قرب شاطئ محيط قديم كان موجودا قبل وجود البحر المتوسط، ويعتبر ضمن أنواع قليلة من الديناصورات عاشت خلال آخر 15 مليون عام من عصر الديناصورات “ماسازويك” أو الدهر الوسيط على أرض إفريقيا.
خرائط قديمة وأبحاث تاريخية
وعن قصة الوصول لهذا الاكتشاف يقول مدير فريق البحث إنه ظل يبحث عن هذا الديناصور من العام 2010، حيث عثر على خرائط للعصور القديمة وأبحاث تاريخية تشير لوجود ديناصورات كانت تعيش في صحراء مصر الغربية قبل ملايين السنين، وتوصل لخريطة تشير للعصر الطباشيري وهو عصر الديناصورات.
وأكد سلام أنه استعان بكتاب للعالم الكبير رشدي سعيد وجد فيه سطرا واحدا يلمح لاحتمال تواجد الديناصورات في صحراء الداخلة بالوادي الجديد، وبالبحث والتقصي تبين أن المنطقة تقع بين واحة الداخلة وقرية الجديدة، وعلى الفور قرر اصطحاب فريق البحث للسفر للمنطقة.
ويضيف سلام أن المشكلة التي واجهته أن فريق البحث الذي شاركه في جمع المعلومات والبحث العلمي كان من الفتيات، وظروف البحث تستدعي السفر لمنطقة قاحلة وخطرة والإقامة فيها لمدة لا تقل عن شهر، مشيرا إلى أنه بذل جهدا كبيرا لإقناع أهالي زميلاته بالسفر والإقامة في تلك المنطقة الخطرة.
ويقول إن هؤلاء الفتيات لم يخرجن من مدينتهن المنصورة طيلة حياتهن وكانت هذه الرحلة هي الأولى لهن، وبعد جهد مضنٍ تم إقناع أسرهن، ووافقوا على السفر وأقام الفريق لمدة 21 يوما في تلك المنطقة الخطرة حتى تم العثور على هيكل الديناصور.
منطقة خطرة وظروف جوية قاسية
ويشير سلام إلى أن الإقامة في تلك المنطقة الخطرة، ووسط ظروف جوية صعبة للغاية كان أمراً قاسياً، لكن بتوفيق الله نجحنا في الوصول لهذا الهيكل وتحقيق هذا الاكتشاف العلمي المذهل الذي سيكشف الكثير من الأسرار حول تلك الحقب التاريخية، مضيفاً أن الديناصور المكتشف ينتمي لفصيلة متواجدة في أوروبا وأميركا الجنوبية.
وقال رئيس فريق البحث إن الديناصور يشبه الفيل الإفريقي، ويأتي في الحجم بعد أقارب آخرين في فئة تيتانوسور، ومنها أرجنتينوسوروس، ودريدنوتوس، وباتاجوتيتان التي عاشت في أميركا الجنوبية، والديناصور الإفريقي باراليتيتان الذي تجاوز طول بعضها 30 متراً وهو ما يعني وجود ترابط بين تلك البقاع في العالم قبل وجود البحر المتوسط.
ويقول سلام إنهم عثروا في الهيكل على جمجمة الديناصور والفك السفلي والعنق والفقرات الخلفية والضلوع والكتف والقائمة الأمامية والقدم الخلفية، معتبراً أن الكشف هو الدليل الأول في تاريخ العلم الذي أمكنه إثبات وجود اتصال بين قارتي إفريقيا وأوروبا قبل وجود البحر المتوسط.